الثقافة اليمنية في 2024: سنةٌ تشبه ما قبلها

     
إيجاز برس             عدد المشاهدات : 20 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الثقافة اليمنية في 2024: سنةٌ تشبه ما قبلها

 

 

لم يختلف المشهد الثقافي اليمني خلال عام 2024 عنه في السنوات العشر الماضية التي عاش فيها البلد حرباً كانت الحياةُ الثقافية الأكثر تضرّراً فيها؛ فقد تراجع تنظيم الفعاليات الثقافية بشكلٍ واضح، بسبب انهيار المؤسّسات الثقافية التي تعرّض عددٌ غير قليل منها للتدمير والسطو، بدءاً بالمكتبات العامّة والمراكز الثقافية والمواقع الأثرية، ووصولاً إلى مقرّات "اتحاد الكتّاب والأدباء اليمنيّين" في غير ما مدينة

.

 

في مقابل هذا الغياب الذي امتدّ إلى دُور النشر أيضاً، حضرت بعضُ المبادرات المستقلّة هنا وهنا، ضمن محاولات فردية لكسر حالة الركود الثقافي؛ أبرزُها إطلاق مجلّتَين ثقافيّتَين؛ تحمل الأُولى اسم "سُلاف"، ويرأس تحريرها الشاعر والكاتب اليمني بلال قائد، والثانية اسم

"Yemen 360"

(عن "دار عناوين بوكس") ويرأس تحريرها الشاعر والباحث رفيق الرضى، إضافةً إلى مبادرةٍ أطلقتها "مكتبة ابن خلدون" في صنعاء، وتتمثّل في إصدار نسخ محدودة من كتب ورقية وتوزيعها في عدد من المدن اليمنية

.

 

وفي ظلّ الانعدام شبه التامّ لدُور النشر في اليمن، واصل كتّاب يمنيون إصدار كتبهم عن دُور نشر خارج البلد - خصوصاً في مجالَي الرواية والشعر اللذين شهدت إصداراتهما زيادةً ملحوظة خلال سنوات الحرب - وحاز بعضُهم جوائز أدبية عربية. ومثلما شكّلت المواقع الإلكترونية ومنصّات التواصل الاجتماعي بديلاً للصحف والمجلّات الورقية، فقد وجد كثير من الكتّاب في النشر الإلكتروني بديلاً للكتاب الورقي

.

 

حضر المثقّفون اليمنيون بينما واصلت المؤسّسات غيابها

 

عن الواقع الثقافي اليمني خلال 2024، تحدّث الأكاديمي والباحث اليمني عبده منصور المحمودي إلى "العربي الجديد" قائلاً إنّ "المشهد الثقافي في اليمن انحسر بفعلٍ من الحرب التي غيّرَت من أولويات الناس، ومن بينهم المثقّفون، الذين أرهقهم تردّي الوضع الاقتصادي؛ فلم تعُد الثقافة أولويةً بالنسبة إليهم، بل البحث عن أبسط مقوّمات الحياة

".

 

ويلفت أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد في "جامعة عدن" إلى حضور المثقّفين اليمنيّين في مقابل غياب المؤسّسات الثقافية، وهي حالةٌ يقرأها مِن زاويتَين: "تتعلّق الأُولى بطبيعة المثقّف ذاته، والذي لا يكفّ عن طرح الأسئلة ومحاولة بناء رؤيته الخاصّة حول الواقع المحيط به، وهي حالةٌ لا تستطيع أيّةُ حرب إيقافها، وأمّا الثانية فتتعلّق بالطفرة التكنولوجية، وما أتاحته من انفتاحٍ لآفاق النشر والتواصل". مع ذلك، يعتقد المحمودي أنّ التكنولوجيا لا يمكن أن تُعوّض، بشكلٍ كامل، المؤسّسات الثقافية "التي يعني غيابُها غياب رؤية ثقافية جامعة

".

 

 

يتّفق الشاعر والكاتب أحمد السلامي مع الرأي السابق، مؤكّداً أنّ الحرب غيّرت أولويات الناس، بمن فيهم المشتغلون بالثقافة، وجعلتها منصبّةً على البحث عن الأمن ومواجهة متطّلبات الحياة الأساسية، لكنّه يضع وضع الثقافة اليمنية خلال 2024 ضمن سياق أعمّ؛ حيث يقول، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إنّ "المشهد الثقافي في اليمن كان متواضعاً حتى قبل الحرب، وكان النشاطُ مقتصراً تقريباً على المؤسّسة الرسمية التي تكتفي بأنشطة موسمية مثلما حدث خلال احتفالية 'صنعاء عاصمة للثقافة العربية' عام 2004، والتي أحدثت حراكاً سرعان ما توقّف، ليعود الفِعل الثقافي فردياً مثلما كان، ومن دون أن يجد المبدع اليمنيُّ مؤسّسات احترافية توصل إنتاجه إلى نطاقٍ أوسع

".

 

ويربط السلامي حضور المثقّفين اليمنيّين وغياب المؤسّسات الثقافية بالطبيعة الفردية للإبداع، فضلاً عن "غياب البُعد المؤسّساتي في اليمن، في المجال الثقافي كما في غيره؛ فوزارة الثقافة، مثلاً، تفتقر لاستراتيجية واضحة لدعم الفعل الثقافي والفنّي في البلد، وتكتفي بأنشطة موسمية تُقام خلال المناسبات والاحتفالات الوطنية.

وفي ظلّ الشتات والانقسام الحاصل في البلد، ازدادت هذه المؤسّسة ضعفاً. أمّا القطاع الخاصّ، فهو ينفض يديه من أيّة مسؤولية تجاه الثقافة، وهكذا، تنطفئ الكثير من المشاريع والمبادرات المستقلّة بسبب افتقارها للتمويل

".

 

يُشير المتحدّث إلى أنّ وسائل الاجتماعي خلقت فضاءات بديلة أسهمت في فكّ العزلة عن الكتّاب والمثقّفين اليمنيّين، وأتاحت لهم نشر إنتاجهم، والتواصل مع العالم، وجعلتهم على اطّلاع دائم على ما يحدث فيه، كما أوصلت أنماطاً من ثقافة اليمن، مثل الأغنية الشعبية اليمنية، إلى العالم، بعد أن كانت مجهولةً تماماً

.

 

بسبب الحرب، غادر السلامي اليمن عام 2014، تاركاً مكتبته الشخصية وراءه. وخلال العام الماضي أصدر باكورته الروائية بعنوان "أجواء مباحة" عن "دار الآداب" في بيروت.

وعن هذه التجربة يقول: "لم أتمكّن من التفرّغ للكتابة خلال السنوات الماضية بسبب ظروف قاهرة. لكنّني، مؤخّراً، شعرتُ بأنّ المأساة ستطول أكثر، وكان لا بدّ من القفز على تلك الظروف والعودة إلى الكتابة والنشر؛ إذ لا ينبغي رهن الهاجس الإبداعي بالحرب أو انتظار انتهائها حتّى نكتب".


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وزارة الخدمة المدنية تفاجئ الجميع...هؤلاء هم الموظفون الذين سيحصلون على مرتبات ديسمبر 2024

نيوز لاين | 2058 قراءة 

عاجل : صفعة قوية للحوثيين ...الاعلان قبل قليل عن مقتل قيادي كبير "الاسم"

جهينة يمن | 1867 قراءة 

عاجل وردنا الآن.. مقتل قيادي كبير في البيضاء ومصادر تكشف آخر التطورات والكيان يدخل على الخط

الميدان اليمني | 1744 قراءة 

الحكم بإعدام ممرضة هندية والهند تناشد خامنئي وصنعاء ترفض الضغوطات والقضية تتصدر ترند الهند …ماهي التفاصيل

هنا عدن | 1237 قراءة 

ورد الان...فضيحة مدوية بشان صرف الرواتب في صنعاء

جهينة يمن | 1159 قراءة 

سعودي يقدم 8 من بناته هدية لضيوفه ‘‘الأسود الفحول’’(فيديو)

سما عدن | 1074 قراءة 

اطلاق اول تحذيرات هامة عقب انتشار فيروس الايدز باكبر محافظة يمنية

نيوز لاين | 904 قراءة 

بـ40 صاروخا و320 طائرة بدون طيار.. الحوثيون يضربون عمق إسرائيل

جهينة يمن | 801 قراءة 

زوج اشترى قطعة أرض 1000متر في حي الملقا بالرياض عام 2002 وبنى عليها بيت العمر وسجلها باسم زوجته.. وبعد 20 عاما كانت المفاجأة!

نيوز لاين | 796 قراءة 

كواليس حرب اليمن 1979...الرئيس علي ناصر بعد 45عامًا يكشف اسم الدولة العظمى المعارضة للوحدة اليمنية "تفاصيل تنشر لأول مرة"

جهينة يمن | 784 قراءة