في مثل يوم غد، قبل ثلاثة عشر عامًا، وبالتحديد في 27 ديسمبر 2013م، ارتكبت قوات الاحتلال اليمني مجزرة مروعة في منطقة سناح بمحافظة الضالع، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا الجنوبي... تلك الجريمة التي هزت الضمير الإنساني واستقرت في ذاكرة الجنوب كشاهد حي على الظلم والقمع الممنهج الذي تعرض له وأبناؤه طوال عقود الاحتلال.
في ذلك اليوم المشؤوم، كان المئات من أبناء الضالع يجتمعون في مخيم عزاء الشهيد فهمي محمد قاسم في مدرسة سناح — اجتمعوا لتلاوة الفاتحة، يحملون المصاحف في أجواء من السكينة والسلام، عندما باغتتهم قذائف دبابة جيش الاحتلال اليمني المتمركزة في المجمع الحكومي بمنطقة سناح بقصف مباشر، ومفاجئ، ودون سابق إنذار، ليحول ساحة العزاء إلى مسرح لجريمة حرب بشعة مكتملة الأركان، والذي نتج عنها استشهاد 14 مدني، بينهم آباء يحتضنون أطفالهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة في مشهد مؤلم يختصر وحشية الجريمة، كما أصيب أكثر من أربعين آخرين بجروح متفاوتة، لتبقى آثار الدماء والأشلاء شاهدةً على حجم الفاجعة وبشاعة الجريمة التي تفوق الوصف.
هذه المجزرة لم تكن حادثة معزولة، بل جاءت في سياق سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني بحق أبناء الجنوب منذ اجتياحها في حرب صيف 1994م. لقد جسدت مجزرة سناح - كغيرها من الجرائم بحق أبناء الجنوب - العقلية الاستبدادية التي استهدفت الإنسان والأرض والثروة في الجنوب، وسعت إلى كسر إرادة هذا الشعب الأبي بالبطش والترويع.
إن مجزرة سناح ليست مجرد حدث عابر، بل هي واحدة من أبشع الجرائم التي ترسخت في ذاكرة شعبنا الجنوبي، وستظل شاهدةً على حجم الظلم والاضطهاد الذي تعرض له الجنوب، وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه هذه الجرائم، والعمل على تقديم مرتكبيها إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل.
في الذكرى الثالثة عشرة لهذه المجزرة المروعة، نؤكد أن هذه الجريمة لن تسقط بالتقادم، وأن شعب الجنوب لن ينسى ما تعرض له من قتل واضطهاد وتنكيل؛ فدماء الشهداء التي سُفكت في سناح - وغيرها من مناطق الجنوب - ستظل منارةً تضيء درب النضال من أجل الحرية والكرامة، ورسالة واضحة للعالم بأن شعب الجنوب لن يتراجع عن هدفه في استعادة دولته وبناء مستقبله الحر والمستقل.
إن مجزرة سناح علامة فارقة في مسيرة النضال الجنوبي، وستبقى حاضرة في ذاكرة شعبنا كتذكير دائم بحجم التضحيات التي قُدمت على طريق الحرية... هذه الذكرى الأليمة تحثنا على مواصلة النضال حتى تحقيق أهدافنا الوطنية المنشودة في بناء دولة جنوبية مستقلة تستعيد فيها كرامة وحقوق شعبنا الجنوبي العظيم.
الرحمة والخلود لشهداء مجزرة سناح ولكل شهداء الجنوب الأبرار، والحرية والكرامة لشعبنا الجنوبي الصامد.
فؤاد قائد جُباري
المتحدث الرسمي لجبهة ومحور الضالع
الصور المرفقة للطفل أيمن صالح الشعيبي، أحد ضحايا هذه المجزرة والتي سببت له إعاقات دائمة سيظل يعاني منها طوال حياته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news