حكاية ولي الله الكدومة (الحلقة السابعة)

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 76 مشاهده       تفاصيل الخبر
حكاية ولي الله الكدومة (الحلقة السابعة)

بعد أن يئسوا من اقناعه بالختان ومن اقناعه بالصلاة ومن حمله على التوقف عن مهاجمة الفقهاء والادلاء بأحاديث وتصريحات للصحف، شعر رئيس وأعضاء الهيئة الادارية للنادي وغيرهم من أبناء قرية العكابر بأن وجود قاسم الاهبل في عدن محرج لهم، وان الحل الوحيد هو أن يعيدوه للقرية وحتى يغرونه بالعودة  جمعوا مبلغ ألف شلن، وهو مبلغ كبير حينها. واتصلوا به وعزموه على غدا وقات في مقر النادي وفي جلسة المقيل فتحوا معه موضوع العودة إلى القرية وقدموا له المبلغ في ظرف لكن قاسم الاهبل أنفعل وغضب ورمى بالظرف وبما فيه وقال لهم وقد شعر بالاهانة بانه لم يأت الى عدن بحثًا عن مال وانما جاء بحثًا عن الحقيقة. 

وكان أن انقسم أهل القرية إلى فريقين فريق اعجب بموقفه وبعزة نفسه  وكبرياءه، وفريق رأى بأن رفض قاسم الألف الشلن دليل على أنه اهبل لايعرف مصلحته. وأما رئيس واعضاء الهيئة الادارية للنادي فقد شعروا بأن قاسم الاهبل قد اهانهم حين رفض العودة ورفض استلام المبلغ ووضعهم في موقف محرج وقالوا بأن هناك من يشجعه ويحرضه على البقاء وكان بعض   المعارضين لقيادة النادي قد احتفوا به بعد رفضه المبلغ ورفضه العودة للقرية ولشدة ما أعجبوا بموقفه أخذوه بعد انتهاء المقيل وذهبوا بالسيارة إلى المخمارة واشتروا خمرًا ومروا على المخبازة واخذوا خبزًا وسمكًا ثم توجهوا إلى ساحل صيرة وهناك قبالة البحر جلسوا يشربون ويأكلون ويسقون قاسم الاهبل خمرًا ويحرضونه ضد رئيس النادي واعضاء الهيئة الادارية ويخبرونه  بأنهم زوروا الإنتخابات وصعدوا إلى الهيئة الإدارية بالتزوير وطلبوا منه أن يفضحهم ويعريهم وقالوا له:

– “انت ياقاسم انسان صريح وصادق جئت إلى عدن تبحث عن الحقيقة وهم لأنهم يخافوا من الحقيقة خافوا منك وانزعجوا من وجودك في عدن وأرادوا ارجاعك للقرية حتى لاتفضحهم  وتتكلم عن تزويرهم للإنتخابات”.

وكان قاسم ينصت لحديث البحر وفي ظنهم انه ينصت إليهم.

كانت تلك أول مرة يجلس فيها أمام البحر وأول مرة يشرب فيها الخمر ولشدة ماكان منبهرًا بالبحر راح يشرب ويواصل الشرب وهم يسقونه وكلما أفرغ الكأس في جوفه صبوا له وليلتها شرب قاسم الاهبل كمية مهولة من البرندي حتى أنهم استغربوا من قدرته على الشرب وراحوا يسألونه:

– هل هذه أول مرة تشرب فيها خمر ياقاسم؟.

قال لهم: أول مرة

وكان قاسم يشرب ويشرد مع البحر  والبحر يأخذه بعيدًا ويثير في رأسه تلك الأسئلة التي حملها معه من القرية واسألة أخرى انبثقت من جلوسه بجواره

وراح بينه وبين نفسه يتساءل: ماذا يوجد وراء البحر؟  هل هناك أرض وراء البحر وهل يوجد ناس مثل كل الناس الذين يعرفهم أم لا؟ وهل هناك هبلان في الجانب الآخر من البحر ؟ وهل هم قلة أم كثرة؟  وهل هم مختونون أم أنهم مثله ومثل كل الهبلان الذين ظلوا كما خلقهم الله؟!  وهل يصلون مثل كل المسلمين أم أنهم يصلون صلاة الهبلان؟ وكانت هذه الأسئلة التي أثارها البحر في راسه قد اثارت فيه الرغبة في شرب المزيد من الخمرة وكانت الخمرة قد راحت توقظ غريزته للأنثى وتثير أشواقه وحنينه إلى زوجته سعود وليلتها قال لهم قاسم وقد راحت الخمرة تعربد في راسه بأنه يرغب في العودة إلى القرية وطلب منهم يوصِّلوه إلى الفرزة وقال لهم:

– أشتي أسافر ودونا للفرزة.

وكانوا يراجعونه ويقولون له:

– ياقاسم أنت الآن سكران.

لكنه كان ينكر أنه سكران ويقول لهم:

– ماناش سكران.

وكان صادقًا في قوله فالرجل لم يسكر ولم يعرف ماذا يعنون بقولهم أنه سكران ذلك أن السكران هو الذي يتوارى عقله عندما يسكر أما قاسم الاهبل الذي لاعقل له فكان لا أثر للخمرة على عقله وانما كان أثرها على عضوه وكلما شرب كان عضوه ينتصب وكان تحت تأثير الخمر قد انعظ انعاظًا شديدًا حتى صار من الصعب اقناعه بالعدول عن فكرته وحين راحوا يسألونه عن السبب الذي جعله يفكر بالعودة إلى القرية وهو قبل ساعات رفض العودة ورفض الف شلن مقابل عودته قال لهم بأنه في شوق إلى زوجته سعود.

وعندئذ راحوا  يضحكون من هبالته ويقولون له:

– “ياقاسم أنت في عدن وعدن فيها بنات من كل الأجناس والأديان والألوان “وليلتها أخذوه إلى “حي السيسبان “وادخلوه على فتاة من فتيات الحي وكانت الفتاة المومس مثل مومياء نحيلة وضامرة تعاني من فقر الدم وسوء التغذية   وتلبس قميص نوم أحمر شفاف يشفُّ عن جسمها ويبرز هيكلها العظمي وعظام قفص صدرها. لكن قاسم الاهبل الذي كان منتشيًا حينها داخله شعور بأنه أمام ملكة جمال وبمجرد أن دلف إلى غرفتها واقترب منها وشم رائحة عطرها حتى انقض عليها وشعرت الفتاة وهو يدخل فيها بأن روحها على وشك أن تخرج ولم تصدق نفسها حين كرع دهنه داخلها أنها لم تزل حية لكنها عندما طلبت منه أن ينهض من فوقها ويخرج لكيما يدخل الزبون الذي يليه رفض وراح يلجها المرة بعد الأخرى معتقدًا بأن من حقه طالما دفع أن يبقى معها حتى الصباح ثم أنه لم يكن يفهم كلامها فقد كانت الفتاة تتكلم بلغة غير لغته وكان هناك زبائن ينتظرون دورهم في غرفة الاستقبال وحين تناهى ألى مسامعهم صوتها وهي تصرخ وتستغيث وتطلب النجدة كسروا الباب وهجموا على قاسم الاهبل وانتزعوه من فوقها واوسعوه ضربًا والقوا به إلى الشارع وليلتها عاد إلى المطعم ونام ولم يستطع في الصباح أن ينهض من أثر الضرب وظل نائمًا إلى وقت الظهر وبعد الظهر ذهب للمقيل في النادي وكان المعارضون للهيئة الإدارية قد اشتروا له القات وفي نهاية المقيل أخذوه معهم وراحوا يسقونه الخمر ويطلبون منه أن يفتح النار على الهيئة الإدارية للنادي وقالوا له:

– ياقاسم افضحهم  في الصحافة وعريهم مالك ساكت!! وكانوا على يقين بأن أي تصريح له للصحافة سوف يرعب الهيئة الإدارية خصوصًا وأن الصحفي عبد العليم الذي أجرى معه المقابلة كان ماينفك يلاحقه ويتسقط أخباره وينشر له تصريحاته وأي كلام اهبل يقوله وقد نشر في صحيفة الفضول خبرًا عن رفضه العودة إلى قريته ورفضه الألف الشلن التي اعطيت له من قبل الهيئة الإدارية كما نشر رده على الهيئة وقوله بأنه جاء إلى عدن للبحث عن الحقيقة وليس بحثًا عن المال.

لكن قاسم الاهبل ومع شعوره بأن المعارضين للهيئة الإدارية أكرموه إلا أنه لم يدل باي تصريح ضد الهيئة الإدارية ربما لأنه يدرك بأن الخلافات الدائرة بين أبناء قريته لاعلاقة لها بالحقيقة التي جاء يبحث عنها وبعد أسبوع من العزائم يئس المعارضون للهيئة الادارية من قاسم الأهبل وادركوا أنه في عالم غير عالمهم وعندئذ تركوه ولم يعودوا يعزموه بعد المقيل على الخمر وعلى بنات السيسبان. وأما القات فكان مازال يخزن كل يوم في النادي وكان كل من في المقيل يصرف له شيئًا من قاته وعند انتهاء المقيل يعود إلى حارة الزعفران حيث مطعم عبده سعيد ويظل هناك يحملق في وجوه وصدور وسيقان النساء والصبايا أيامها كان الميني جوب هو الموضة وكانت العدنيات في الستينيات من القرن الماضي يخرجن من بيوتهن وهن بالميني جوب وبكامل زينتهن وشفاههن المطلية باحمر الشفاه تتوهج مثل الجمرات. وكان قاسم ينسى نفسه  حين يبصرهن وكثيرًا ماكان يتحرك من مكانه ويتبعهن كالمسحور وكن يصرخن فيه ويطلبن منه أن يتنحَّى ويبعد عن طريقهن ويتوقف عن الحملقة البلهاء في  وجوههن وسيقانهن وهو لأنه اهبل لم يكن يفهم وكن يشكونه إلى اخوانهن واقاربهن وأحيانًا إلى فتيان وفُتُوَّات الحارة وهؤلاء بحكم معرفتهم بالعم عبده سعيد صاحب المطعم كانوا يشكونه إليه وكان عبده سعيد يقول لهم

– موعمل قاسم ؟.

– يقولون له:

– ياعم عبده لما يشوف بنات ماشيات بالشارع يمشي بعدهن ويقعي لاوجوههن ويشهِّف عليهن

يقول لهم عبده سعيد:

– أهبل مواعمل له !!.

  

كان قاسم الأهبل منذ وصوله إلى عدن يقيم في مطعم عبده سعيد في حارة الزعفران وينام في سقف المطعم لكنه بعد أن دخل الصيف كان من شدة الحر ينام عاريًا وكان بجوار المطعم عمارة من أربعة طوابق تطل واجهتها الخلفيه على سقف المطعم. وفي ذات صباح أطلت امراة بدوية تقطن في الدور الثالث من نافذة غرفة نومها وابصرت قاسم الأهبل نائمًا في سطح المطعم وهو عريان  وتفاجأت حين ابصرت عضوه الضخم وخرجت تجري وتخبر جاراتها في العمارة عن الرجل الذي ينام في سقف مطعم عبده سعيد وتخبرهن عن عضوه الخرافي وبدافع الفضول نهضن في صباح اليوم التالي وفتحن النوافذة المطلة على سقف المطعم،  وصعقن من هول ماراين لكنهن لزمن الصمت ولم يتكلمن مع أزواجهن وأما البدوية فقد صاحت واحتجت وطلبت من زوجها البدوي أن يتكلم مع عبده سعيد ويطلب منه أن يمنع الرجل النائم في سقف مطعمه من النوم في سقف المطعم.

وحين سألها زوجها عما فعله الرجل الذي ينام في سقف المطعم قالت له بأنه لم يفعل بها شيئًا.

وطنَّش زوجها ولم يذهب وكانت كل يوم تذكره وتطلب منه أن يذهب ويكلم عبده سعيد بشأن الرجل الذي ينام في سقف مطعمه وكان هو يعدها ويطنِّش كعادته وذات يوم ابصرت البدوية قاسم الاهبل يصعد درج العمارة ويمر من جنبها في طريقه إلى الدور الرابع وكان يحمل كيسين أحدهما فيه الخضرة وآخر فيه السمك وبدافع الفضول راحت تتبعه لترى من هي هذه التي طلبت منه أن ينفعها للسوق وحين رأته يدخل شقة أصيلة الجميلة زوجة الضابط  قالت بينها وبين نفسها:

– البنت وحدها وزوجها مشغول وأكيد أرسلته للسوق ينفعها”.

لكنها تفاجأت بالباب ينقفل بعد دخوله وظلت تنتظر خروجه ثم وقد طال انتظارها غلبها الفضول وسارت على رؤوس أصابعها نحو باب غرفة نوم زوجة الضابط والصقت أذنها عرض الباب. وراحت تسترق السمع وحين تناهى إلى سمعها صوت الجميلة أصيلة وهي تنتحب من اللذة جن جنونها وداهمها شعور بالغيرة من جارتها الجميلة وبالحقد على زوجها البدوي وبعد عودة زوجها من العمل انفجرت في وجهه وقالت له:

– كم مرة قلت لك تكلم عبده سعيد يمنع الرجال اللي عنده من النوم بالسقف وانت ولاهمَّك”.

قال لها زوجها: طيب قولي لي أيش فعل بك ؟!.

قالت له بأنه ينام عريان وأنها في الصباح لاتستطيع أن تفتح النوافذ لتهوِّي غرفة النوم وأن الهواء والشمس لايدخلانها من حين أبصرت الرجل ينام عريانًا في سطح المطعم.

وفي الصباح حين استيقظ من نومه اتجه نحو النافذة وفتحها وحين أطل برأسه أرتعب وتملكه شعور بالخوف على زوجته من هذا الرجل الذي ينام عريانًا  في سقف المطعم وكان مستغربًا من ذلك الحيوان القائم فيما صاحبه مازال نائمًا وراح يتساءل بينه وبين نفسه:

– أيش هذا؟ معقول في ناس أزبابهم هكذا!!

ولشدة خوفه على زوجته خرج من شقته من دون أن يغسل وجهه ونزل سلم العمارة يجري وعند دخوله المطعم صاح مخاطبًا عبده سعيد وقال له بنبرة محتدة:

ياعبده سعيد  في راجل ينام في سقف مطعمك واشتوك تمنعه من النوم في سقف المطعم 

– قال له عبده سعيد وهو مستغرب:

-لمو تشانا امنعه من النوم بسقف المطعم؟ موعمل؟

قال له  البدوي: قليل حياء ينام عريان.

قال له عبده سعيد: حمى وكلهم الفقراء والمساكين أيام الحمى يناموا بالسقوف عراطيط.

وحتى يطمئنه أخبره بأن الرجل الذي ينام في سقف مطعمه رجل فقير وطيب وخدوم ثم انه أهبل وقال له:

– هذا أهبل ومن هبالته يخدم نسوان العمارة بلاش”.

وبعد عودته من المطعم كلم البدوي زوجته البدوية وقال لها:

– ياشيخة مالك فجعتينا هذا واحد أهبل ومن هبالته يخدم نسوان العمارة وينفعهن ببلاش !!.

قالت البدوية بينها وبين نفسها:

– “والله مااهبل ابن أهبل إلا أنت”.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الحصيلة الحقيقية للعدوان الاسرائيلي (فيديو)

العربي نيوز | 1052 قراءة 

هجوم حوثي يعطل مطار "تل ابيب"

العربي نيوز | 1044 قراءة 

"الانتقالي" يشق الرئاسي بهذا الاعلان (فيديو)

العربي نيوز | 875 قراءة 

عاجل : قناة العالم الايرانية تفاجئ الجميع وتكشف تفاصيل خطيرة عن القصف الذي تعرضت له العاصمة صنعاء مساء امس

اليمن السعيد | 865 قراءة 

وعيد حوثي برد يسقط كل الحسابات (بيان)

العربي نيوز | 770 قراءة 

بعدما أثار الجدل عن "تحرير العاصمة"...حميد الأحمر يفاجئ الحوثيين بموقفه من القصف الاسرائيلي على صنعاء

اليمن السعيد | 749 قراءة 

إعلان مصير مطار صنعاء و"اليمنية" 

العربي نيوز | 710 قراءة 

هروب السفير الإيراني من صنعاء وتصاعد خلافات الحوثي الداخلية.. سيناريو مفاجئ شهدته سوريا

نيوز لاين | 552 قراءة 

الخطوط الجوية اليمنية تدعو لتدابير عاجلة لمنع الكارثة

شمسان بوست | 382 قراءة 

عاجل | صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل إثر إطلاق صاروخ من اليمن

صحيفة ١٧ يوليو | 357 قراءة