كشفت مصادر خاصة انسحاب القيادي العسكري الحوثي المسؤول عن عناصر الحزب في سوريا الى جانب عناصر من الحشد الشيعي الى العراق، يوم السبت، بعد انهيار قوات النظام السوري وحلفائه وسيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق وفرار الرئيس بشار الأسد.
وأضاف المصدر أن القيادي الحوثي البارز "عبدالملك المرتضى" صاحب الاسم الجهادي (أبو طالب سفيان)، كان متواجداً بين سوريا والعراق منذ عدة شهور كمندوب عن الحوثيين في غرفة عمليات المحور المركزية، التي أنشأها ويشرف عليها الحرس الثوري الايراني.
وبحسب معلومات المحرر فإن المرتضى يعد من أبرز قادة الظل في المجلس الجهادي لمليشيا الحوثيين، ويقود تشكيلاً شبه سري يسمى "قوات الاحتياط والتدخل المركزي" أو "المنطقة المتحركة" ضمن هيكل الجماعة العسكري.
وكان المرتضى في الماضي، قائداً لمعركة الحوثيين في الحرب السادسة عام ٢٠٠٩ في مديرية حرف سفيان، شمال محافظة عمران، وكان يومها على رأس تشكيل يسمى "لواء الإسلام".
ورغم كونه من قادة الصف الأول عسكرياً في الجماعة وشارك بفاعلية في القتال ضد الجيش الوطني في معارك ٢٠١٦ و٢٠١٧، بمديرية نهم شرق صنعاء، وأسهم في القتال لصد هجوم القوات المشتركة على الحديدة عام ٢٠١٨ وأصيب خلال تلك المعارك.. إلا أن شخصية المرتضى ظلت مخفية وتمارس نشاطها بشكل سري.
وتقول المصادر إن المرتضى ظل خلال الأشهر الماضية، يتنقل بين العراق وسوريا وجنوب لبنان، وكان يتحضر للإشتراك مع قوات حزب الله في الجنوب، غير أن ظروف المعركة لم تسمح بانخراط تلك المجاميع، عدا مجموعة من العناصر للاستشارة والخبرة في الأنساق الدفاعية، قبل أن تتوقف الحرب في لبنان باتفاق أمريكي في 27 من نوفمبر الماضي.
وخلال العام الجاري، تسربت معلومات عن انتقال العشرات من عناصر الحوثيين إلى بيروت للمشاركة ضمن قوات حزب الله والمحور الإيراني في التصدي للهجوم الإسرائيلي، غير أن التطورات الأخيرة، بما فيها اغتيال أبرز القادة ومنهم أمين عام الحزب حسن نصر الله، أدت إلى انتكاسة كبيرة في صفوف المحور، وأجهضت آمالهم بمواجهة قوية في جنوب لبنان.
وسبق أن اعترف الحوثيون علناً بمشاركتهم في غرفة عمليات المحور، والعمليات المرتبطة بالحرب في غزة، وفي 31 يوليو الماضي قتل قيادي حوثي برتبة عقيد يدعى مستور الشعبل في منطقة جرف الصخر بالعراق برفقة قيادات بالحشد الشعبي، في غارة بطائرة مسيرة.
وفي الأسابيع الماضية، ترددت تقارير عن عودة المرتضى الى اليمن، لكن مصادر متطابقة أكدت وجوده في سوريا، والتي ظل فيها حتى يوم أمس السبت، ومع تصاعد الهجوم الكبير من قوات المعارضة، اضطر إلى الانسحاب مع عناصر الحشد الشيعي المتواجدة في سوريا إلى العراق.
وانهارت قوات نظام الأسد رغم انضمام عناصر من قوة "الرضوان" التابعة لحزب الله اللبناني، للقتال في حمص، وخلال ساعات عقب سقوطها تقدمت قوات المعارضة وسيطرت على العاصمة دمشق، فيما فر الرئيس بشار الأسد إلى مكان مجهول.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news