قرر الشيخ "بطاش" أن يتخلص من "الأفندم" ضابط الشرطة الذي أجبره على إعادة تسليم "البصائر" أوراق ملكية الأراضي لأصحابها بعد أن صادرها منهم وتملك الأرض بالقوة.
تلك قصة قام عليها عمل درامي نفذه مجموعة من الفتيان حديثي السن في مديرية ريف إب بهدف بثها على قناة خاصة بهم على منصة يوتيوب.
كان الفتيان الذين يفترض أنهم أنهوا للتو المرحلة الأساسية وانتقلوا للمرحلة الثانوية يصورون مشاهد الحلقة 20 من ذات المسلسل الذي أنتجوا وبثوا منه 19 حلقة، يظهر من الإطلاع عليها أنها تنتج بمعدات بسيطة لا تتعدى كاميرات وبرامج الهواتف الذكية.
توزعوا الأدوار جيداً وخبروا تأديتها خلال مشوارهم السابق إلا أن الرصاصة التي لا تجيد التمثيل خانتهم وأجهضت هذا المسلسل عندما أنهت حياة البطل والمشوار لا يزال في منتصفه.
لا متابعات كثيرة على منصة "البطاش" يمكن من خلالها القول إن هذه القناة صارت مصدر رزق لهؤلاء الفتيان الصغار الذين يملكون من الشغف ما يدفعهم للمواصلة.
ذهب الشيخ بطاش مع مرافقه إلى مقر إقامة "الأفندم" لتنفيذ خطة سابقة تقضي بضرورة القضاء عليه وإفراغ الساحة للشيخ بطاش ليتمشيخ براحته حد قوله.
ولغرض التمثيل كان على الفتيان أن يفرغوا البندقية من الرصاصات التي بداخلها، مع أن بندقية التمثيل يفترض أن لا تكون مذخرة، إلا أن رصاصة كامنة في بطن البندقية لم ينتبه لها الفتيان.
ضغط الشيخ بطاش الزناد انطلقت الرصاصة دوى صوتها ملئ المكان خرج الأمر من مجرد تمثيل إلى واقع يسوده الدماء وحالة من الحزن خيمت على القرية التي لم تكن تتوقع أن يدهمها حدث جلل مثل هذا.
ما من تمثيلية الآن.. لقد تحول الأمر إلي جد حيث عرف الأهالي أن "بشار عبدالرحمن الإدريسي" قتل برصاصة انطلقت من بندقية رفيقه في التمثيل وفي الحقيقة "يونس". ما من بطاش الآن، فقط دموع كثيرة وحالة من الحزن وشعور بندم يكاد يقتل صاحبه.
انهار "يونس" وسلم نفسه لذوي زميله الذي توفي على الفور، وكان الرد بالعفو. فالقرية بكل سكانها يعرفون كل التفاصيل ويتابعون بإعجاب ما ينتجه أبناؤهم الصغار ويتوقعون لهم مستقبلاً زاهراً في مجال التمثيل دون أن يدركوا أن الطريق السليم لذلك هو إبعاد أطفالهم عن حمل السلاح وتعاطي القات الذي ظهر لازمة في أحداث المسلسل وتوجيههم نحو المدرسة لمواصلة التعليم حتى يكتسبوا من العلم والمهارات ما يمكنهم من تحقيق شغفهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news