زيارة إلى صاحب أفضل عمل إبداعي وطني الشهير بـ (التركة) الأديب والكاتب الكبير سعيد عولقي الذي خذله الزمن وتناساه الجميع

45 قراءة | 2025/01/11 13:38

(عدن توداي)

كتب / علي منصور مقراط

تذكرته وانا في جزيرة سقطرى.. تذكرت جنود الجيش والمواطنين في البوادي والجزر والسهول والوديان والصحاري ريف ومدينة وهم يتابعون بشغف اكبر وأفضل مسلسل مسرحية (التركة) الشهير منتصف سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين الماضي كان عبر التلفزيون لون ابيض او الراديو الاذاعة .

حتى اليوم يتابع ويستمتع الناس والنخب السياسية والاجتماعية والثقافية مقاطع هذا العمل الإبداعي النادر والفريد ولم يملون لكنهم على الأرجح معظمهم لايعرفون من كاتبه من المؤلف ..ولم يسألون حياً او ميتاً وكيف أحواله .. أنه سعيد عولقي أحد عمالقة ذلك الزمن الذهبي الجميل.

اليوم السبت الـ ١١ من يناير ٢٠٢٥م وفي جو ومناخ عدني جميل ممطر الذي لاتنقصه غير الكهرباء وأبسط الخدمات ، خرجت من منزلي بصحبة ابنائي حلمي وأحمد وقررت زريارة هذا الهرم الوطني العظيم الذي لن نصل الى مستواه سعيد عولقي

في المدينة القديمة التاريخية كريتر عدن وعلى بعد بضعة خطوات من أمام المتحف العسكري المدمر يقع منزل جميل الذكر سعيد عولقي يسكن في شقة بالدور الاول بعمارة الشهداء شارع حسن علي .

وقفت أمام باب شقته وقرعت الباب عشرات المرات حتى سمعني الجيران المجاورين والذين أكدوا لي وجوده لكنه يمكن متعب . وبعد مرور أكثر من عشر دقائق استجاب وفتح الباب نهض من منامه متعباً بالفعل . وجدته وحيداً كما اعرف تفاصيل حياته عنده ولد وبنتان في بيت آخر هو فضٌل العيش في شقته وحيدا هكذا حياة الأدباء والكتاب والعباقرة والمفكرين لايحبون الضجيج والأصوات المرتفعة.

طبعا انا قررت أزوره بالعام مرتين أو ثلاث حتى يودع احدنا هذه الدنيا إلى دار البقاء الابدي ..

بعد السلام والاطمئنان سألته عن أحواله قال كما ترى هذه الأيام يرتفع عندي الضغط زيادة ولا انام ليلاً الا الصباح..

قلت له هل تخرج إلى الشارع أو مقهى سكران كما اعرف قال لي فترة طويلة لم اخرج . وكيف تأكل وتأتي بحاجاتك أجاب الجيران يأتون لي بالاكل .. راتب سعيد عولقي أقل من خمسين دولار والله يعني ١٠٠ الف ريال

سألته هل زارك أحد منذ آخر زيارة لي لك او اصحابك ورفاقك في حزب تجمع الجاوي وأقصد رئيس الحزب والوزير الأسبق عبدالله عوبل ونائبه السفير الدكتور علي عبدالكريم.. باختصار لم يزرني احد غيرك اخي مقراط

قبل مغادرتي أكدت له سأزوره مرة اخرى خلال الأيام القادمة إن شاء الله..

ودعت الكاتب الساخر والمؤلف الألمعي سعيد عولقي وانا اشعر بالحسرة والحزن على ما وصل إليه عمالقة الوطن من حال في ظل غياب تام من جميع الجهات والسلطات باستثناء عطر الذكر الرئيس علي ناصر محمد يسأل عنه دائماً ويتواصل معه وايضا عطر الذكر احمد الميسري قدم له مساعدة قبل مدة طويلة.. زرته العام الماضي انا والاخ العميد صالح المنصب.

التحية كل التحية لهذا الهرم الوطني العظيم الاستاذ الكبير سعيد عولقي وحتى نلتقي سلااااااااااام