يوماً بعد آخر، يشتد خناق الرفض القبلي على مليشيا الحوثي الإرهابية، فخلال الأربعة الأسابيع الماضية شهدت ست محافظات تحتلها المليشيا رفضاً قبلياً واسعاً ومعلناً للممارسات المتطرفة للمليشيا الإرهابية، والإرهاب المنظم الذي تمارسه المليشيا ضد القبائل كما هو حاصل اليوم في "حنكة آل مسعود" بقيفة رداع في البيضاء، قبل أن يتحول هذا الرفض إلى صدام.

وامتد الاحتقان القبلي ضد المليشيا منذ منتصف ديسمبر الفائت، من صعدة معقل زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي إلى صنعاء وذمار وإب والجوف وصولاً إلى محافظة البيضاء، ما ينذر بتوسع دائرة الرفض القبلي للمليشيا التي تعيش أزمة داخلية خانقة نتيجة فشلها الذريع والفساد والإفساد وانعدام الخدمات وتراكمات القمع التي فجرت موجة غضب بدأت القبائل تتعامل معها بإعلان الرفض الصريح للمليشيا ومشروعها الإرهابي، حتى داخل صعدة التي شهدت هذا الأسبوع حملة اختطافات جديدة من قبل المليشيا طاولت أكثر من 300 مدني بينهم نحو 30 امرأة.

وفي وقت مبكر من مساء اليوم الخميس، شنت مليشيا الحوثي الإرهابية قصفاً بالمدافع والطائرات المسيرة على منازل المواطنين ورجال القبائل في قرية حنكة آل مسعود بقيفة رداع، حيث وثقت مقاطع مصورة تصاعداً للدخان من منازل المواطنين نتيجة القصف الحوثي الانتقامي.

وجاء القصف الحوثي بعد فشل حملة عسكرية أرسلتها المليشيا لاقتحام القرية، وذلك بعد أيام من فرض حصار على الآمنين في القرية بالتوازي مع منع المليشيا الإرهابية دخول المواد الغذائية إلى المنطقة، وكذا منع خروج المرضى لتلقي العلاج في مستشفيات مدينة رداع.

وبينما كانت المليشيا تقصف حنكة آل مسعود، تصدت قبائل برط في محافظة الجوف، لحملات مسلحة حوثية حاولت اقتحام منطقة الضلفان، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة، حيث تتكرر هذه المواجهات في مناطق أخرى من المحافظة بسبب ما تصفه القبائل بـ"الاعتداءات المستمرة" من قبل المليشيا عليها.

لم يقتصر الأمر على المواجهات المسلحة، بل امتد ليشمل حملات قمع ممنهجة، ففي صعدة، معقل المليشيا الإرهابية، نفذت الأخيرة حملات اختطاف واسعة بتهمة "التجسس"، بينما لجأت في مناطق أخرى مثل صنعاء وذمار إلى أساليب ترهيب مختلفة لإسكات أي صوت قبلي مناهض لها.

وتشكل القبلية تحدياً حقيقياً لمليشيا الحوثي نظراً لمكانتها المجتمعية، حيث حاولت المليشيا الحوثية منذ وقت مبكر استمالتها بالترغيب بهدف تحييدها عن المواجهة واستغلال أبناء القبائل وقوداً لحربها، لكن هذه الحالة لم تدم طويلاً، وسرعان ما لجأت المليشيا إلى وسائل القمع لإرهاب القبائل عندما عزفت الأخيرة عن التعاطي مع المليشيا ورفضت إرسال أبنائها إلى محارق الموت.