تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
كيف نجحت المعارضة السورية في طرد جيش الأسد من عدة محافظات في 7 أيام؟
455 قراءة  |

مضت 7 أيام على انطلاق العلمية العسكرية "ردع العدوان" التي أعلنتها فصائل المعارضة السورية ضد مناطق سيطرة جيش النظام السوري، لكن نتائجها المتسارعة ومساحة الأراضي التي سيطرت عليها وما صاحبها من انهيار للقوات المتحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد، شكلت جميعها مفاجأة على أكثر من صعيد.

فعلى الجانب العسكري، يثير فرار العديد من قوات الجيش السوري أمام تقدم المعارضة حتى من دون قتال أسئلة عن مدى جاهزية هذه القوات وقدرتها الفعلية على الأرض، كما أن غياب الدعم الجوي المعتاد من روسيا (حليفة الأسد) يمثل قضية تحتاج إلى إجابة.

وعلى الجانب الدولي، فإن هجوم المعارضة جاء في ظرف إقليمي دقيق للغاية، عقب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد ضربات عديدة تلقتها القوات الإيرانية وحزب الله في سوريا من قبل إسرائيل.

ما الذي حدث؟

أول الأسئلة التي أثيرت مع تسارع الأحداث كان عن ماهية الذي حدث، وعن التحضيرات التي سبقته، وكذلك كيف كانت البداية.

الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان يقول إنه بعد أكثر من 5 أشهر من الاستعداد والتحضير أطلقت فصائل المعارضة المسلحة في إدلب معارك واسعة ضد قوات النظام، وربما لم يكن أحد يتصور -حتى الفصائل نفسها- أن هذه المعارك ستكون واسعة بهذا الحجم بسبب الانهيارات الكبرى التي حدثت في صفوف النظام.

وأضاف علوان -في مقابلة مع الجزيرة نت- أنه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اجتمعت فصائل من المعارضة وشكلت غرفة قيادة للعمليات، وأطلقت اسم عملية "ردع العدوان" على هذه المعركة. مؤكدا أن العمليات انطلقت بداية في الريف الغربي لمدينة حلب، ثم سقطت بعد ذلك عشرات القرى في اليوم الأول.

وأشار الباحث السياسي إلى أن الخط الدفاعي الأول لم يكن مؤثرا على معنويات قوات النظام كما هو الأمر في اليوم الثاني عندما بدأت تنهار الخطوط الدفاعية الأمامية والخلفية، مع تقطع طرق الإمداد، وبدأت تنتشر فيديوهات وصور لقوات النظام وهي تلوذ بالفرار.

أسباب الانهيار

قد يكون الحديث عن أسباب انسحاب العديد من قوات النظام من قواعدها متشعبا، ويعود إلى أسباب تتعلق بالجيش السوري نفسه، أو تتعلق بمقدرات المعارضة واستعدادها لهذه المعركة، أو الظرف الإقليمي الذي تمر به المنطقة.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، يجمل هذ الأسباب الخبير العسكري والإستراتيجي حاتم الفلاحي على النحو التالي:

أولا: الداخل السوري كان مهيأ بشكل كبير للخروج أو الانتفاض على النظام السوري بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية ونتيجة الممارسات الأمنية في هذه المناطق من سوريا.

ثانيا: تراجع الدعمين الروسي والإيراني للنظام السوري بشكل كبير بسبب الأحداث والتطورات التي جرت في المنطقة مؤخرا.

ثالثا: النقطة الأخيرة المتعلقة بتطورات المنطقة ألقت بظلالها أيضا نتيجة سحب الكثير من مقاتلي حزب الله من الجبهة السورية باتجاه لبنان بسبب المعارك بين الحزب وإسرائيل، مما أدى إلى إرباك الدفاعات السورية على نحو كبير.

رابعا: اندفاع قوات المعارضة نحو كسب أكبر مساحة من الأراضي في أقل زمن ممكن، بحيث لا تعطي قوات النظام فرصة لاستعادة التوازن أو إرسال التعزيزات أو استعادة الأنفاس في هذه المنطقة.

خامسا: في الفترة التي سبقت العمل العسكري في عملية "ردع العدوان" كانت هناك عمليات تسلل من قبل المعارضة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، واغتالت قيادات ميدانية تعمل ضمن جيش النظام السوري والقوات الداعمة له.

قوة المعارضة وأهدافها

من الطبيعي أن يذهب المحللون إلى أن المكاسب التي حققتها المعارضة خلال 7 أيام فقط تدل على حسن التخطيط والاستعداد الجيد من قبل غرفة العمليات التي شكلتها المعارضة من أجل هذه المعركة، لكن الباحث في مركز جسور يضيف أبعادا أخرى:

أولا: التغطية الجوية الروسية لم تكن حاضرة في الأيام الأولى للمعركة لتقديم الدعم للقوات الموالية للنظام السوري وكذلك الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والفصائل العراقية المختلفة، مما جعلها تتلقى ضربات قوية وشديدة، وأصابها خلل بنيوي وتنظيمي، كما أنها بدت منهكة وتعاني من حالة نفسية ومعنوية سيئة.

ثانيا: الدعم اللوجستي الذي تركه النظام السوري والقوات المعاونة في ساحة المعركة والقواعد التي فروا منها، مثل مستودعات الذخائر والصواريخ المضادة للدروع واغتنام طائرات مسيرة إيرانية وعدد كبير من المدرعات والدبابات، وهو ما يشكل أكثر من ضعف ما رصدته الفصائل أساسا لدخول هذه المعركة.

أما الفلاحي فيرى أن تحديد الهدف من هذه المعركة كان مهما في سيرها وتسارعها، ويقول إن العملية العسكرية كانت موجهة لضرب النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة في منطقة حلب على اعتبار أن إيران كانت تقول إن خط الدفاع الأول عن الأمن القومي الإيراني هو مدينة حلب، وخط الدفاع الثاني هو الموصل.

وأضاف أن السياسة التي اتبعتها المعارضة شكلت جانبا مهما في تقدمها الآمن، حيث إنه لم تسجل أي حالات تجاوز ضد المدنيين في المناطق التي استولوا عليها، بالإضافة إلى حماية دوائر الدولة الموجودة هناك.

الأبعاد الدولية

عند النظر إلى عمليات "ردع العدوان" من زوايا السياسة الدولية، ستكون علاقات الرئيس السوري الدولية والإقليمية هي النقطة التي تلتقي عندها كل السياسات الدولية في الجغرافيا السورية.

فتركيا -مثلا- تدعم فصائل المعارضة والمصالح بينهما مشتركة في أكثر من جانب، وهناك استياء تركي من عدم التزام النظام السوري بالعودة إلى اتفاق سوتشي عام 2019، حسب رأى علوان.

وأضاف الباحث في مركز جسور أن تركيا لم تكن ترغب في أي تحرك قبل أن يُعلن وقف إطلاق النار في لبنان، لأنها لا تريد أن يقال إن تركيا ذهبت إلى شيء يصب في مصلحة إسرائيل، أو أنه يكون ضد مصلحة أعداء إسرائيل.

واستمر في تأكيد أن هذه المعارك كشفت عن مدى قدرة الجيش السوري على البقاء من دون الغطاء الجوي من قبل روسيا، أو من غير الدعم الذي كان يقدم له من قبل إيران وحزب الله أو الفصائل العراقية.

أما المحلل العسكري والإستراتيجي فيرى أن ما يجري الآن هو شبه توافق تركي روسي، حيث إن تركيا ضغطت خلال الفترة الماضية للوصول إلى توافق مع النظام السوري ولكنه رفض، وبالتالي أرادت روسيا أن تثبت لإيران وللنظام أن عليهما تحمل مسؤولية القرارات التي يمكن أن تكون مؤلمة.

ويختم وائل علوان بأن هناك معادلات كبيرة جدا على مستوى المنطقة لا تقتصر على سوريا وحدها أو على فلسطين أو لبنان، فالمنطقة كلها ذاهبة إلى تغيير، وهذا يعني أن الخريطة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل أن تبدأ معركة "ردع العدوان".

المصدر : الجزيرة

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
حشد نت | 4640 قراءة 

مجزرة مروّعة في البيضاء.. مليشيا الحوثي تنفذ إعدامات ميدانية بأسلوب نظام الأسد وسجن صيدنايا


جهينة يمن | 3825 قراءة 

عاجل :اقتربت ساعة الصفر...رئيس هيئة الاركان بالجيش السعودي يلتقي بقائد القوات المركزية الامريكي ومصا


نيوز لاين | 3720 قراءة 

بشرى سارة ...هذا ماسيحصل في السابعة من مساء اليوم


جهينة يمن | 3694 قراءة 

عاجل : وصول 59 مصاب الى المستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء ...والرئيس يصدر توجيهات عاجلة


يمن إيكو | 3206 قراءة 

The post هيئة البريد بصنعاء تبدأ صرف مرتبات عدد من الجهات الحكومية في 13 محافظة appeared first on يم


حشد نت | 2782 قراءة 

خلال لقائه بالسفير الأمريكي.. طارق صالح يؤكد: لا سلام في اليمن إلا بإعادة بسط نفوذ الدولة وتحرير الش


حشد نت | 1630 قراءة 

فضيحة رسمية.. وثائق تكشف تسهيل الحكومة الشرعية للحوثي الحصول على عوائد مالية ضخمة من كابل بحري


المنتصف نت | 1347 قراءة 

كشفت مصادر مطلعة بالعاصمة المختطفة صنعاء، عن وجود تبادل للاتهامات بالعمالة لأمريكا وإسرائيل في صفوف


المشهد اليمني | 1289 قراءة 

تمكنت قوات العمالقة الجنوبية من إحباط عملية تهريب كبيرة لشحنة من المتفجرات والصواعق كانت في طريقه


المشهد اليمني | 1206 قراءة 

وجه ناشطون حقوقيون وموظفون في صنعاء انتقادات لاذعة للمجلس السياسي الأعلى وجماعة الحوثي، على خلفية