قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، إن مليشيا الحوثي اعتقلت عشرات الأشخاص في أواخر سبتمبر 2024 بسبب مشاركتهم في احتفالات سلمية بذكرى ثورة 26 سبتمبر أو بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعم هذه الذكرى.

واعتبرت المنظمتان الدوليتان في بيان مشترك، اطلع عليه "الصحوة نت"، أن هذه الحملة القمعية من قبل المليشيات الحوثية هي "استمرار لسياسة الحوثيين في تكميم الأفواه وإسكات أي تعبير عن الهوية الجمهورية اليمنية، والتي تُعدّ ثورة 26 سبتمبر رمزاً رئيسياً لها".

وأشارت "هيومن رايتس ووتش" و"مركز القاهرة" في البيان إلى أن الاعتقالات شملت مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال والمراهقين، وامتدت إلى عدة محافظات تحت سيطرة الحوثيين مثل صنعاء، عمران، ذمار، الحديدة، وإب.

ونقل البيان عن بعض شهود العيان قولهم: "إن الحوثيين اعتقلوا الأفراد لمجرد رفعهم علم الجمهورية اليمنية أو نشرهم محتويات على وسائل التواصل الاجتماعي تُحيي ذكرى الثورة." وأوضح البيان أنه في محافظة عمران وحدها، تم اعتقال 209 أشخاص، من بينهم أطفال وكبار في السن.

وأكد البيان أن السلطات الحوثية لم توجه "اتهامات واضحة لكثير من المعتقلين، مما يعكس طبيعة هذه الاعتقالات التعسفية، التي تأتي في إطار محاولة الحوثيين فرض سيطرتهم على المناطق الخاضعة لهم ومنع أي أنشطة أو فعاليات تتعارض مع توجهاتهم وأيديولوجياتهم".

ووثقت "هيومن رايتس ووتش" و"مركز القاهرة" شهادات لأقارب ومحامين تحدثوا عن اعتقالات دون أوامر قضائية، وترهيب وتهديدات تعرض لها المحتفلون أو النشطاء عبر الإنترنت من قبل قيادات حوثية.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن "الحوثيين يمارسون حملة قمع ممنهجة تستهدف كل من يعبر عن دعمه لثورة 26 سبتمبر، سواء برفع علم الجمهورية أو نشر فيديوهات أو صور على الإنترنت".

وأضاف البيان: "في إحدى الحالات، داهمت مليشيا الحوثيين منزل أحد الناشطين بعد نشره فيديو يحتفل بالثورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقامت باعتقاله ومصادرة أجهزته الإلكترونية دون تقديم أي تهم أو مذكرات توقيف." كما وثقت المنظمة حالات مماثلة في صنعاء، حيث تعرض كاتب بارز للاعتقال بعد مشاركته منشوراً حول ذكرى الثورة.

وأوضحت المنظمة أن هذه الاعتقالات تأتي في الوقت الذي يدعو فيه الحوثيون المجتمع الدولي إلى احترام حقوق الانسان في عدد من الدول، ما يكشف عن تناقض صارخ في سلوكهم، حيث ينتهكون حقوق اليمنيين في الأراضي التي يسيطرون عليها.

ونقل البيان عن نيكو جعفرنيا، الباحثة في "هيومن رايتس ووتش"، قولها: "يواصل الحوثيون دعوة العالم لاحترام حقوق الفلسطينيين، بينما يمارسون اعتقالات تعسفية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد اليمنيين. يتعين عليهم أن يُبدوا للشعب اليمني نفس الاحترام الذي يطالبون به للفلسطينيين".

وطالبت المنظمتان الحوثيين بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين لمجرد ممارستهم حقهم في حرية التعبير والتجمع، بمن فيهم الأطفال والمراهقون والموظفون المدنيون الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي خلال الأشهر الأخيرة.

كما دعت المنظمتان المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين لوقف حملاتهم القمعية ضد اليمنيين وإطلاق سراح المحتجزين دون قيد أو شرط.