وجهة نظر للأمثال الشعبية المسيئة للذائقة:

الأمثال الشعبية وإن ارتبط بعضها في المعتقدات فهي ليست مقدسة، وليس كل ما يقوله المثل حقيقة مطلقة.

الأمثال هي نتاج خبرات يومية تتنوع مصادرها الحسية والسمعية والشمية والذوقية والبصرية.

وتأتي المعرفة الناتجة من هذه الحواس على رأس الاشهاد كما يقال.

ومن خبرة هذه الحواس تتراكم  لدينا الخبرة المعرفية، وبالتالي قد يأتي المثل نتيجة لخطأِِ معرفي ما، أو قد يصاحب حادثة معينة يسيء تقديرها (الحادثة) قائل هذا المثل أو ذلك، وبالتالي تصبح لعبارة  الأمثال الشعبية لا تخطيء وجهة نظر مغايرة.

إذا أفترضنا صحة هذه العباره النسبية، فإن اساءتها واردة في كل الأحوال  بسبب تراكم معارفنا الحالية من تقدم علمي وتكنولوجي ومنصات تواصل افتراضية، وبسبب هذا التحول اختلفت حياتنا عن الحياة التي عاشها قائل المثل، في الأزمنة القديمة، بل وزادت إغراقًا في الاساءة تلك التي تحكيها منصات التواصل الافتراضي مثل: سبع مصائب ….!.

إلى آخر هذه المقارنات.

كثيرة هي الأمثال التي تسيء لمفاهيمنا الحالية، والتي تربي  التنشئة الاجتماعية على تقبل العبودية والخضوع وترضى بالتمايز الإجتماعي لتسود طبقة على أخرى في هذا المجتمع اليمني أو العربي.

الأمثال المسيئة للمرأة:

هناك أمثال نجدها تسيء للمرأة إساءة مباشرة، أو مضمرة، مع أن هذه الأمثال تتعلمها الفتاة من خلال تلقينها لها منذ الصغر..

الأمثال التي تميز بين الولد والبنت:

ابن عاصي ولا عشر مطيعات.

الولد جنة والبنت ونة.

دلل ابنك يغنيك ودلل بنتك تخزيك.

وتلك الأمثال التي يتداولها الناس والتي تعيب سلوك المرأة مثل:

لا تعطي سرك للمرأة.

تتحجب من الجمل وتظهر على الجمال.

وتلك التي تصف صوت المرأة أو وجهها بهذه الأمثلة:

صوت حية ولا صوت بنية.

وجه المرأة فتنة.

وتلك التي تحث على زواج الصغيرات:

تزوج بنت الثمان وعليّ الضمان.

أو التي لا تعطيها حرية اختيار الزوج.

اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك.

وأيضا نجد في المثل القادم الإسراع في تحميل البنت للحمال الذي يطرق باب البيت:

إن جاء لبنتك حمّال زد وفي من المال.

أو تلك التي تهول السلوك:

فكينا لها تخرج قامت ترقص

وإذا تكلمت يتم اسكاتها بالمثل:

كلام عجائز.

وعندما تكون المرأة في بيت زوجها تصبح خشبه يحملها الرجل، ويتفاخر بحمل هذه الخشبه عندما يكون في بيت اصهاره….

حامل له خشبة

.

إلى غير ذلك من الأمثال مثل:

البنت طبينة امها

وتلك التي تصف العمة بأوصاف لا قبل لهذا الموضوع بها.

في التنشئة الاجتماعية والبقاء في المستوى الأدنى:

العين لا تعلو على الحاجب

إذا عندك حاجة عند الكلب قله ياسيدي

كما نجد أمثلة تسيء لمن يعمل بأكثر من مهنة:

صاحب المهرتين كذاب

والسخرية الواضحة لأصحاب المهن مثل:

النجار بابه مخلوع

وتلك التي تدعو للتخيير بين شيئين أحلاهما مر كما يقال:

فجعه بالموت يرضي بالحمى

فيما يتعلق بالأسواق نجد الاكتفاء بجودة السوق لا جودة البضاعة:

حُسن السوق ولا خسن البضاعة

تلك نماذج مقتطفة، مما يعد من وجهة نظري مسيئًا للمرأة وعلاقتها بالرجل ومسيئًا للعلاقات الاجتماعية وللمهن وحتى للتبادل التجاري فالسوق هو المحكم في الجودة وليس البضاعة.