تواصل ميليشيا الحوثي حملة القمع التي تشنها ضد المحتفلين بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر، منذ بداية الشهر الجاري، إذ شنت اليوم الخميس، حملة اختطافات جديدة ضد العشرات في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" إن ميليشيا الحوثي شنت حملات اختطاف ضد العشرات من أبناء المناطق التي شهدت احتفالات بذكرى الثورة مساء أمس الأربعاء، وأوقفت بعض الاحتفالات قبل أن تكتمل، مشيرة إلى نشر الميليشيا عناصرها في كافة الشوارع والمناطق بزي رسمي ومدني وما يسمى "الزينبيات" وهي الشرطة النسائية، للاعتداء على المواطنين ومنع الاحتفالات.

ونفذت مليشيا الحوثي في محافظة عمران مداهمات وحملات اختطاف في عدد من مديريات المحافظة، حيث داهمت في مديرية حوث عدداً من القرى والعزل في مناطق الخمري و "ذوعيد" وقبيلة الحمران، بمدرعات وأطقم عسكرية واختطفت أكثر من 100 مواطن من أبناء القبائل، في حملة ما زالت مستمرة حتى لحظة كتابة الخبر.

وجاءت الحملة في مديرية حوث عقب احتفال المواطنين بذكرى الثورة وإشعالهم الشعلة، مساء أمس الأربعاء، وقالت المصادر إن المليشيا قامت بقطع الطرق في المديرية ونصب عدد من نقاط التفتيش واشتبكت بالأسلحة الخفيفة مع عدد من أبناء القبائل.

وفي مديرية خارف، أكدت مصادر محلية اختطاف مليشيا الحوثي لعدد من أبناء منطقة الكلبيين على رأسهم الناشط السياسي معمر أبو حاجب، وذلك بسبب إيقادهم الشعلة احتفاءً بذكرى ثورة سبتمبر وقامت بنشر عناصرها واستحدثت نقاط تفتيش في المنطقة.

وفي مديرية عيال سريح، قالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" إن مليشيا الحوثي اختطفت أكثر من عشرة مواطنين من أبناء منطقة قهال على خلفية إشعالهم الشعلة عشية الذكرى الثانية والستين لثورة الـ26 من سبتمبر، مضيفة أن المليشيات أفرجت عن ستة مختطفين فيما لا يزال البقية خلف القضبان.

الأمر ذاته تكرر في مديريتي خمر والمدان، حيث اختطفت الميليشيا العشرات من المواطنين بذريعة احتفالهم بذكرى ثورة سبتمبر ولا زالت الحملات مستمرة حتى لحظة كتابة الخبر.

وفي محافظة إب، أبرز مناطق الاحتفال بالثورة وبالتالي القمع الحوثي، نفذت المليشيا خلال الساعات الماضية، عدة حملات لمطاردة المتحفين بذكرى الثورة، عقب كسر أبناء المحافظة القيود الحوثية المفروضة عليهم لمنع أي مظاهر احتفائية بالمناسبة.

وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي خطفت العشرات من المواطنين والنشطاء والمعلمين والشبان والأطفال، في مدينة إب مركز المحافظة وبقية مديريات المحافظة، لكن الحملات الأكثر عنفاً تركزت في المدينة التي شهدت إطلاقا للألعاب النارية مساء أمس الأربعاء، الأمر الذي أثار حنق المليشيا على المحتفلين بها، لتقوم بخطف العشرات من المواطنين.

وأشارت المصادر إلى استهداف المليشيا الأشخاص الذين كانوا يحملون الأعلام ويسمعون الأغاني الوطنية، لافتين إلى أن الكثير من الشبان نجحوا في الإفلات من قبضة الميليشيا بعد أن أرهقوا عناصرها أثناء المطاردة في شوارع المدينة.

وفي مديريات النادرة والسدة والشعر وبعدان شرق المحافظة شنت المليشيا حملات عدة خطفت خلالها مواطنين أطلقوا الألعاب النارية، فيما تعرض آخرون لإطلاق نار من قبل عناصر المليشيا التي أطلقت الرصاص على الأماكن التي أوقدت منها شعلة الثورة.

وقالت المصادر إن عناصر مليشيا الحوثي فضت بالقوة تجمعات لمواطنين حاولوا الاحتفال في مدينة السدة.

وشهدت مديريات العدين وذي السفال وجبلة والسبرة اختطافات مماثلة استهدفت المشاركين في الفعاليات الشعبية التي احتفت بذكرى الثورة السبتمبرية.

وكانت عديد المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة شهدت مساء الأربعاء، احتفالات بالمناسبة، رغم حملة القمع الحوثية، لاسيما في محافظة إب التي أوقدت الشعلة وأطلقت الألعاب النارية في عدد من المناطق والجبال وعلى سطوح المنازل، كما أطلقت الألعاب النارية وأوقدت الشعلة في مديرية السدة، مسقط رأس قائد ثورة سبتمبر الشهيد علي عبدالمغني، والتي تركزت فيها حملة القمع الحوثية خلال الأيام الماضية.

إضافة إلى ذلك شهدت العديد من مناطق رداع في البيضاء والحدأ في ذمار، ومديريات في عمران وصنعاء وتعز، احتفالات بالمناسبة، وانتشرت صور ومقاطع فيديو لتلك الاحتفالات الشعبية.