نفذت مليشيا الحوثي، خلال الساعات الماضية، عدة حملات في محافظة إب وسط البلاد، لمنع الاحتفالات الشعبية بذكرى ثورة 26 سبتمبر الخالدة، وسط انتشار مكثف لعناصرها في عاصمة المحافظة تحسباً لأي فعاليات شعبية بهذه المناسبة.

وقال سكان محليون إن مليشيا الحوثي اختطفت ناشطين ومعلمين ومواطنين وشباناً في عدة بلدات بمحافظة إب، بالتزامن مع اجتماعات عديدة بوجهاء ومسؤولين محليين في مختلف مديريات المحافظة، بهدف منع إقامة أي تظاهرات بذكرى ثورة سبتمبر.

وأضاف الأهالي أن المليشيا عقدت يوم أمس اجتماعاً موسعاً في مركز مديرية السدة شرق محافظة إب، مع وجهاء وقيادات في حزب المؤتمر وشخصيات محلية وتربوية ومسؤولي المديرية، لمنع إقامة أي فعالية في المديرية التي تعد مسقط رأس قائد ثورة سبتمبر الشهيد علي عبدالمغني.

وأفادت مصادر حضرت الاجتماع الذي عقد بحضور القيادي الحوثي حمود شتان، المعين من قِبل المليشيا نائباً لمساعد المنطقة العسكرية الرابعة التابعة للحوثيين، وبحضور ثلاثة من وكلاء المحافظة وجميع مسؤولي مديرية السدة، بأنه تم إلزامهم بمنع أقاربهم وأهاليهم وكل من له نفوذ داخل المجتمع من السماح بأي أنشطة احتفالية بذكرى الثورة السبتمبرية.

وبحسب المصادر، فقد تم التشديد على منع الفعاليات مع التهديد بقمع كل من يفكر بالخروج، فضلاً عن إبلاغ الجهات المعنية في المديرية بأسماء كل من يدعو للمشاركة. جاء ذلك بالتزامن مع حملة هي الأكبر بين المديريات، تشهدها مديرية السدة، التي اعتادت على نشاط سنوي منذ عقود احتفاءً بذكرى الثورة.

وأفاد الأهالي أن مليشيا الحوثي اختطفت سبعة أشخاص يوم أمس في عدة مناطق بمديرية السدة، ورفضت الإفراج عن أكثر من خمسين مختطفاً تم الزج بهم في سجونها خلال الأيام الماضية.

وفي مديرية النادرة المحاذية لمديرية السدة، كثفت مليشيا الحوثي حملتها واختطفت عدداً من الأهالي، بينهم مواطن يدعى "خليل محمد حيدان" بعد رفعه العلم الوطني على سيارته واستماعه لأغاني أيوب طارش الوطنية، بالتزامن مع اختطاف مواطن يدعى "وليد الكهالي" من أبناء قرية "الجرف" في إحدى نقاط المليشيا بمدينة النادرة، بذريعة استماعه لأغاني أيوب طارش الوطنية.

وفي السياق ذاته، عقدت المليشيا لقاءً مع عقال الحارات بمدينة إب، وأبلغتهم بتعليمات جديدة من شأنها زيادة عمليات القمع والتنكيل بالمواطنين ومنع أي مظاهر احتفالية بذكرى ثورة سبتمبر.

وفي مدينة إب، اختطفت مليشيا الحوثي الناشط والتربوي سمير أبلان، بالتزامن مع اختطاف القيادي الإصلاحي "عارف سعيد" في منطقة "ضراس" بمديرية ذي السفال. كما اختطفت النقيب قحطان محمد أبو رأس بعد مداهمة منطقة "الحوري" في ذات المديرية.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، شنت مليشيا الحوثي حملة اختطافات واسعة في محافظة إب وبقية المحافظات، لمنع أي احتفاء شعبي بذكرى ثورة 26 سبتمبر، والتي تخشى المليشيا أن تتحول إلى حراك شعبي مناهض لمحاولاتها إعادة نظام الإمامة.