شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي -المدعومة إيرانياً-، خلال اليومين الماضيين، مراسم تشييع أربعة قيادات ميدانية بارزة تحمل رتبًا عسكرية متفاوتة، في تصعيد جديد للخسائر البشرية في صفوف الجماعة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” بنسختها الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يوم الخميس، أن الجماعة شيّعت جثامين ثلاثة من قياداتها، وهم: العميد محمد ناصر علي الزغافي، الملازم أول محمد علي عبده سليمان، والمساعد خالد شوعي علي صولان.
وفي يوم الأربعاء، أعلنت الوكالة عن تشييع جثمان القيادي الملازم أول حسين علي يحيى نهشل، والذي وصفته الوكالة بأنه قُتل في “معركة النفس الطويل”.
ارتفاع أعداد القتلى:
بمقتل هؤلاء الأربعة، يرتفع عدد القيادات الحوثية الذين لقوا مصرعهم إلى 22 ضابطًا منذ مطلع ديسمبر الجاري، بالإضافة إلى عشرات الجنود والمقاتلين، الذين تتجنب وسائل الإعلام الحوثية ذكر أسمائهم أو تفاصيل مقتلهم، مما يثير تساؤلات حول الحجم الحقيقي للخسائر في صفوف الجماعة.
ورغم هذه الخسائر، تواصل مليشيا الحوثي الامتناع عن الإفصاح عن المواقع التي شهدت مصرع قادتها أو توقيت مقتلهم، وهو ما يعكس سياسة تعتيم إعلامي تنتهجها الجماعة لتجنب التأثير على معنويات مقاتليها وأنصارها.
تصعيد عسكري مستمر:
تأتي هذه الخسائر البشرية في وقت تشهد فيه مختلف جبهات القتال تصعيدًا عسكريًا لافتًا من قبل مليشيا الحوثي. فقد دفعت الجماعة بتعزيزات عسكرية كبيرة شملت آليات قتالية ومعدات متطورة إلى جبهات الساحل الغربي، تعز، لحج والضالع، في محاولة لتحقيق مكاسب ميدانية، رغم الضغط العسكري الذي تواجهه.
ويرى مراقبون أن التصعيد العسكري، مع تزايد خسائر القيادات الحوثية، يشير إلى محاولات يائسة لتعزيز مواقعها العسكرية في ظل تزايد الضربات التي تتعرض لها في مختلف الجبهات، وهو ما قد يُنذر بتحولات كبيرة في خريطة الصراع اليمني.
غموض حول “معركة النفس الطويل”:
عبارة “معركة النفس الطويل” التي تكررها مليشيا الحوثي في بياناتها تشير إلى حرب استنزاف تخوضها الجماعة، لكن اللافت أن هذه المعركة تستنزف قادتها وكوادرها الميدانية بشكل متزايد.
ورغم استمرار الدعم الإيراني المادي واللوجستي، فإن الخسائر المتواصلة قد تضعف قدرتها على الاحتفاظ بزخمها العسكري، خاصة مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية.
مستقبل غامض:
مع استمرار نزيف القيادات الميدانية، تواجه مليشيا الحوثي تحديًا متزايدًا في تعويض هذه الخسائر، في ظل تقارير عن انخفاض الروح المعنوية في صفوف مقاتليها، فضلًا عن الضغوط السياسية والعسكرية المتصاعدة. وتبقى الأيام القادمة كفيلة بكشف مدى قدرة الجماعة على الصمود في مواجهة التحديات المتفاقمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news