أصدر مركز "مالكوم كير – كارينغي للشرق الأوسط" الأميركي تقريرًا يتناول مستقبل لبنان في ظل التطورات السياسية المنتظرة، خاصةً مع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية في كانون الثاني المقبل.
ويشير التقرير إلى أن ثلاثة مصطلحات رئيسية ستؤثر بشكل كبير على مصير لبنان، وهي "الجيش، الشعب، والمقاومة".
ويعتبر التقرير هذه الكلمات تمثيلًا لصيغة تم تبنيها على مدى سنوات في البيانات الوزارية، كوسيلة للتوافق بين الأطراف المختلفة حول من يجب أن يمتلك قرار الحرب والسلم في البلاد.
ويوضح التقرير أن "حزب الله" قد تجاهل على مر الزمن المطالب بضرورة وجود استراتيجية دفاعية وطنية تضم سلاحه ضمن إطار الدولة.
وبعد خسائره الكبيرة في صراعه الأخير مع إسرائيل وفقدانه لمناطق استراتيجية في سوريا، تراجعت قدرة الحزب على فرض إرادته على اللبنانيين.
وأشار التقرير إلى أن أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، حاول تعزيز صورة الحزب بعد هذه الخسائر، مؤكدًا على استمرار المقاومة، رغم فشل الحزب في ردع إسرائيل التي لا تزال قواتها موجودة في بعض المناطق الجنوبية من لبنان.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، سيحتاج لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة، وسيكون أحد التحديات الرئيسية هو إعادة إنتاج صيغة "الجيش، الشعب، والمقاومة".
ومن المحتمل أن يواجه الحزب معارضة من بعض القوى السياسية في الحكومة، ما قد يؤدي إلى أزمة تؤثر على الطائفة الشيعية في لبنان.
كما يتوقع التقرير أن يكون للمجتمع الدولي دور في مراقبة التصرفات الحكومية المقبلة، خاصة الولايات المتحدة ودول الخليج، حيث سيراقبون التزام الحكومة بصيغة "الجيش، الشعب، والمقاومة" وما إذا كانت القوى السياسية مستعدة للتحرر من سيطرة حزب الله.
بالإضافة إلى ذلك، يطرح التقرير تساؤلات حول دعم إيران لعملية إعادة الإعمار في لبنان، خاصةً في ظل التوترات الداخلية حول كيفية إدارة الأموال والموارد.
ويشير إلى أن احتمال انخراط طهران في إعادة إعمار المناطق الشيعية قد تقلص بعد خسارتها لمواقع استراتيجية في سوريا.
وفي النهاية، يعد الاستحقاق الرئاسي القادم بمثابة اختبار حاسم لقوة حزب الله ومكانته في لبنان، إلا أن نتائج صيغة "الجيش، الشعب، والمقاومة" ستكون المعركة الأهم في تحديد مستقبل البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news