في وقت يغرق فيه الشعب اليمني وسط معاناته من تبعات حرب الانقلاب المستمرة منذ عشر سنوات، تُسهم ميليشيا الحوثي في تدمير ما تبقى من البنية التحتية والمقدرات الوطنية للبلاد. ذلك من خلال أنشطتها التي يمليها عليها مشغلوها في طهران، والتي تثير ردود فعل انتقامية تطول اليمنيين، آخرها الغارات الجوية للاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت منشآت حيوية في الحديدة وصنعاء في الساعات الماضية.
منذ أكثر من عام، أسفرت أنشطة ميليشيا الحوثي عن خلق بيئة من الفوضى، مما فتح المجال للتدخلات العسكرية من قوى إقليمية ودولية. كان من أبرز هذه التدخلات الغارات الجوية الصهيونية التي استهدفت الموانئ، محطات الكهرباء، والمنشآت الحيوية الأخرى في اليمن.
ورغم ادعاءات الكيان الصهيوني بأن هذه الغارات تستهدف ميليشيا الحوثي، فإنها في الواقع تطال مقدرات الشعب اليمني، فيما تبقى ميليشيا الحوثي نفسها بعيدة عن دائرة الخطر.
الهجمات الحوثية المزعومة على الأراضي المحتلة لم تخلق أي تأثير حقيقي يمس الاحتلال، إلا أنها ساهمت في فتح الباب للغارات الإسرائيلية التي تستهدف ما تبقى من البنية التحتية الحيوية في اليمن، والتي تطول المنشآت التي تم بناؤها على مدى عقود من الزمن، ويمثل تدميرها ضربة للاقتصاد الوطني والمواطنين الذين يعانون من أزمة إنسانية خانقة.
الليلة الماضية استهدفت الطائرات الإسرائيلية موانئ رئيسية في اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة، الذي يُعد من أهم الموانئ الحيوية التي تعتمد عليها البلاد في استيراد السلع الأساسية، كما تم قصف محطات الكهرباء التي تعاني من انقطاعات متكررة، مما يزيد من معاناة المواطنين اليومية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن.
"ما تبقى من مقدرات وطنية، والتي كان من المفترض أن تساهم في تحسين الحياة اليومية للمواطنين، اليوم تتعرض للتدمير نتيجة السياسات الهدامة لميليشيا الحوثي، التي لا تهتم سوى بمصالحها الخاصة"، قال أحد المحللين.
وأضاف أن "الأنشطة الحوثية لا تخدم الشعب اليمني، بل تزيد من معاناته وتساهم في تقويض ما تبقى من فرص للتعافي".
ما يعكسه الوضع الراهن هو أن ميليشيا الحوثي، التي تواصل التركيز على مصالحها الضيقة فقط وقبل ذلك مصالح إيران بالدرجة الأولى، قد دفعت البلاد إلى حافة الانهيار الكامل، فبدلاً من الحفاظ على مقدرات الدولة ومواردها من أجل مصلحة الشعب، تتبنى ميليشيا الحوثي سياسات تمليها عليها إيران، فيكون الشعب اليمني هو المتضرر في نهاية المطاف.
وفي الوقت الذي يعاني فيه اليمنيون من نقص حاد في الخدمات الأساسية، والنزوح الجماعي، والمجاعة، لا يبدو أن هناك أي اهتمام حقيقي من قبل ميليشيا الحوثي بمصالح الشعب، بل على العكس، يتبادل الحوثيون والأطراف الخارجية مثل إسرائيل الأدوار في تدمير ما تبقى من البنية التحتية، في حين يُدفع الشعب اليمني الثمن الأكبر لهذه السياسات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news