حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من خطر فقدان الزخم الحالي للعملية السياسية، مضيفاً أن اليمنيين لا يمكنهم انتظار خريطة طريق للسلام إلى ما لا نهاية، قبل أن تنزلق البلاد مرة أخرى في دوامة الحرب.
وجاءت تصريحات غروندبرغ خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة في البحرين، حيث شدد على ضرورة استغلال اللحظة الراهنة لتحقيق تقدم في مسار التسوية، محذرًا من أن استمرار الجمود قد يُفقد الأطراف الثقة بإمكانية الحل.
وأصرّ غروندبرغ على أنه "لا يزال ممكنا" حل الصراع في اليمن، لكن أي فرصة لتطبيق خريطة طريق عُلّقت فعليا بسبب تصاعد الأزمات الإقليمية الناجمة عن الحرب الدائرة في غزة.
وشهدت الفترة الماضية حراكاً دبلوماسياً نشطاً لنقاش الخارطة، وقال مصدر مطلع للمصدر أونلاين منتصف الأسبوع الماضي، إن المتحدث باسم الحوثيين عبدالسلام صلاح فليته "محمد عبدالسلام" زار الرياض، للمشاركة في تلك النقاشات، دون أي نتائج معلنة لها حتى اللحظة.
وقال غروندبرغ في مقابلة مع وكالة فرانس برس، إنه "في مرحلة معينة، هناك تنفيذ متوقع تريد الأطراف رؤيته يحصل. وإذا لم يحدث ذلك، فهي مخاطرة بفقدان الزخم الضروري، وهذا الخطر واضح".
وتابع "هناك أصوات معادية في المنطقة. ما أقوله هو: لا تسلكوا هذه الطريق - من الممكن تسوية هذا الصراع".
وقال غروندبرغ "على هذا الأساس، لم نتمكن من اتخاذ خطوة إلى الأمام من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في العام 2023 بحسب خريطة الطريق".
واعتبر المبعوث الأممي أنه "من غير الممكن المضي قدما بخريطة الطريق الآن، لأنني لا أعتقد أن تنفيذ تلك الخريطة سيكون ممكنا".
ولكنه تدارك "ما زلت أعتقد أن الأساس لخريطة الطريق في اليمن موجود لأن النزاع بين اليمنيين قابل للحل. ورغم ذلك، فإن العامل المعقد الآن هو زعزعة الاستقرار الإقليمي، بحيث أصبح اليمن جزءا لا يتجزأ من خلال الهجمات في البحر الأحمر".
وشدد غروندبرغ على أن خريطة الطريق "ليست عصا سحرية" لليمن، "لذا أعتقد أن المسؤولية التي تقع على عاتقنا هنا هي ضمان الحفاظ على هذا الزخم وأن تفهم الأطراف ضرورة... الثقة بحقيقة أنه من الممكن تحقيق ذلك".
وأردف "إذا لم يحدث ذلك، فإن العواقب معروفة. وإذا انزلقت إلى مواجهة عنيفة داخليا، فأعتقد أن عواقب ذلك معروفة جيدا ولا أعتقد أنها ستكون في صالح أي شخص".
وختم المبعوث الأممي "أعتقد أن الشعب اليمني يجب أن يكون صبورا بشكل عام. أعتقد أنهم كانوا ينتظرون السلام لفترة طويلة جدا. الجميع يريدون أن تنتهي هذه الأزمة".
وتعكس تصريحات المبعوث الأممي حرصاً أممياً على التقاط اللحظة الراهنة لحظة التحولات الكبيرة في المنطقة، والاستفادة منها في بناء زخم سياسي، يبعث الخارطة التي تعثر الاستمرار فيها بسبب هجمات الحوثيين البحرية ودخولهم في الصراع الإقليمي، وإعادتها إلى الواجهة، عسى أن تشكل نقطة انطلاق للتسوية المأمولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news