بعدما تمكّنت الفصائل المسلحة من تطويق مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا من ثلاث جهات، أعلنت هيئة "تحرير الشام" السيطرة على المدينة، ما أدى لانسحاب الجيش.
اشتباكات داخل حماة
فقد أصدر الجيش السوري بياناً اليوم الخميس، أكد فيه دخول الفصائل إلى المدينة، لتكون بذلك المدينة الثالثة التي تسقط بعد إدلب وحلب.
وأضاف أن قواته انسحبت باتجاه حمص لإعادة التموضع.
إلى ذلك، ظهر زعيم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني في مقطع فيديو يؤكد فيه السيطرة على حماة وانسحاب الجيش.
جاء هذا بعدما أكد المرصد أن اشتباكات عنيفة جرت داخل مدينة حماة لتدخلتها الفصائل من عدة محاور.
وأعلنت الهيئة أنها دخلت سجن حماة المركزي وأطلقت سراح السجناء، بعدما سيطرت على حيي الصواعق والمزارب داخل المدينة.
جاء هذا بعدما سيطرت على مناطق أرزة والشيحة وتل الشيحة وشرعايا وكفر الطون بريف حماة الشمالي، لتصبح بذلك حماة المدينة الثانية التي تتقدّم إليها في غضون أيام بعدما باتت حلب الواقعة شمالها بأكملها خارج سيطرة الجيش السوري لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
يأتي هذا بينما أوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لـ"العربية/الحدث"، أن شكل المعارك في حماة يتغير كل لحظة.
كما أشار إلى أن البحرية الروسية أطلقت من طرطوس، صواريخ باتجاه مناطق المواجهات.
في حين أفادت وسائل إعلام سورية بأن الفصائل استهدفت بقذائف الهاون والطيران المسير الأحياء السكنية في حماة.
وأشارت إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط اللواء 66 شمال شرق السلمية بريف حماة.
اخبار التغيير برس
فيما أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الطيران السوري الروسي المشترك استهدف تجمعات للمسلحين في ريف حماة.
المعارك لا تتوقف ودعوة للانشقاق
يشار إلى أن الفصائل المسلحة كانت دعت بوقت سابق اليوم جنود وضباط الجيش السوري في حماة إلى الانشقاق، ورفع الرايات البيضاء والاستسلام.
وفي مقطع مصور نشر على إكس، دعا القيادي العسكري في ما يعرف بـ "غرفة العمليات الإعلامية" للفصائل المسلحة، حسن عبد الغني الجنود إلى رمي السلاح، والانشقاق، متعهداً بسلامتهم.
كما توعد بمواصلة القتال ضد القوات الحكومية، زاعماً بأن "الحسم بات قاب قوسين".
يذكر أن الفصائل المسلحة كانت وصلت بعد سيطرتها على عشرات البلدات ومعظم مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، إلى "أبواب" مدينة حماة التي تعتبر استراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة حوالي 220 كيلومترا إلى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
جولة للعربية/الحدث في ريف حماة
كما ذكر المرصد أنّ الفصائل "طوّقت مدينة حماة من ثلاث جهات، حيث باتت تتواجد على مسافة تتراوح بين ثلاثة وأربعة كيلومترات منها، إثر اشتباكات عنيفة تخوضها مع قوات الجيش السوري التي لم يبق لها إلا منفذ واحد باتجاه حمص جنوبا.
فيما خلفت المعارك، وهي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا، 704 قتلى خلال أسبوع واحد، بينهم 110 مدنيين، وفق المرصد.
كما أدت إلى نزوح أكثر من 110 آلاف شخص، في أنحاء إدلب وشمال حلب، حسب ما أكد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن لوكالة "فرانس برس".
بينما أطلقت "السلطات الكردية" التي تسيطر على مناطق شمال شرق البلاد أمس الأربعاء نداء "عاجلا" لتقديم مساعدات إنسانية في مواجهة وصول "أعداد كبيرة" من النازحين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news