وأضاف محذرا "تخيل لو كانوا موحدين، تخيل شرقا أوسط فيه إيران والسعودية أصدقاء ومتعاونين، تخيل كيف كان حالنا، إسرائيل لم تكن لتوجد في هذا العالم، وهذا الصراع يجب ألا ينتهي".
وفي السياق نفسه، يبرز الحاخام المتشدد زامير كوهين كأحد أبرز المروجين للفتنة الطائفية، مستندًا إلى نصوص توراتية مثل "اجعل المصريين يحاربون المصريين".
ولم يكتف كوهين بشن هجوم على الإسلام ونبيه، بل ذهب إلى حد المطالبة بالقضاء على المسلمين جميعًا، مستغلا فترة رئاسة الرئيس الأميركيآ دونالد ترامب.
وتوقع زامير أن يشهد العالم العربي صراعًا مذهبيا يبدأ بمطالبة المسلمين بالقدس، ثم يتحول إلى اقتتال داخلي بين العرب أنفسهم.
كما زعم ظهور زعيم مسيحي يوحد المسيحيين لمواجهة الإسلام، معتبرا أن ترامب قد يكون هذا المخلص بسبب "أسلوبه الهجومي اللاذع ولأنه لا يخاف أحدًا".
وفي محاولة لتنفيذ هذه الإستراتيجية، يستغل المتحدث العسكري الإسرائيليآ أفيخاي أدرعيآ منصات التواصل الاجتماعي للعب دور "الناصح الحريص" على المسلمين السنة من التمدد الشيعي.
وفي خطاب موجه إلى قادة حماس، يتهمهم بالتشيع قائلًا "أنتم تتشبهون بملالي إيران وأمثالهم منآ حزب الله، ألم تقرؤوا نصوص أهل الذكر من العلماء والفقهاء الذين حذروكم من خطورة الشيعة في النسخة الإيرانية؟".
ويبدو أن هذا الخطاب يجد صدى لدى بعض العرب، فقد ظهر مؤخرًا سوري مقيم في النرويج يخاطب أدرعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا "أنتم قتلتم من قتل السوريين، لك محبة ولك شكر في قلوب ملايين السوريين".
وأضاف "نحن ما كنا نعرفكم، علمونا أنكم أعداء، اليوم تعرفنا عليكم، اكتشفنا أنكم تتحدثون لغة مثلنا وأن بعضكم يحب سماع الموسيقى العربية".
وفي المقابل، يرفض الإعلامي اليمني أسعد الشرعبي هذا الخطاب، معبرًا عن تقززه مما يصفهم "بمجاميع المتصهينين العرب" الذين انتقلوا إلى مرحلة تأييد إسرائيل في حربها على غزة بحجة "طهرنة" المقاومة الفلسطينية، أي تعاونها مع طهران.
ويطرح البرنامج سؤالا جوهريا: هل تفضل القوى الغربية وإسرائيل غلبة دول عربية على إيران أم غلبة إيران على العرب؟ أم إنهم يحضرون لضرب الجميع؟ خاصة أن التاريخ يشهد على عداء الغرب التقليدي للمسلمين، من معركة بواتييه قرب باريس في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، إلى حصار العثمانيين لفيينا الذي لم يفارق الذاكرة الغربية المسيحية.
لتكمن الإجابة في تأكيد إيدي كوهين أن الخلاف بين أهل السنة والشيعة هو طوق النجاة لإسرائيل من نهايتها كحلم يهودي، مما يؤكد أن إستراتيجية إسرائيل تقوم على إبقاء المنطقة في حالة صراع طائفي دائم، منعًا لأي وحدة عربية أو إسلامية قد تهدد وجودها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news