بقلم | صدام اللحجي :
في كل عام، يأتي يوم 30 نوفمبر ليذكرنا بواحدة من أعظم لحظات تاريخنا الوطني خروج المستعمر الأجنبي واستعادة السيادة على الأرض في الجنوب . لكن السؤال المؤلم الذي يطرح نفسه اليوم: كيف يمكن أن نحتفل بيوم الاستقلال ونحن لا نملك قرارنا الوطني؟
الواقع الحالي يكشف عن صورة معقدة ومؤلمة؛ فقد أصبحت اليمن شماله وجنوبه أشبه بساحة صراع مفتوحة، تتنافس فيها القوى الأجنبية على النفوذ، فيما يقف المواطن اليمني عاجزًا أمام الفوضى والانقسامات التي عمقتها التدخلات الخارجية. القرار الوطني الذي كافح من أجله الآباء والأجداد بات اليوم مرهونًا بمكاتب العواصم الإقليمية والدولية.
الاحتفال بالاستقلال ليس مجرد مراسم ترفع فيها الأعلام وتطلق فيها الكلمات الرنانة. بل هو التزام حقيقي بتحقيق معاني السيادة والحرية والكرامة. لكن أين نحن من ذلك؟ كيف نحتفل باستقلال لا نعيشه فعليًا، في وقت أصبح فيه قادة البلد أنفسهم لا يستطيعون اتخاذ القرارات إلا بإذن من أطراف خارجية؟
إن الاحتفال الحقيقي بيوم الاستقلال يبدأ باستعادة روح النضال التي وحدت اليمنيين ضد المستعمر، وتحويل هذه الذكرى إلى حافز للوقوف في وجه كل من يسعى إلى العبث بسيادة الوطن وقراره المستقل.
فهل نستطيع أن نعيد لذكرى 30 نوفمبر معناها الحقيقي؟ أم ستبقى هذه المناسبة مجرد ذكرى جميلة تطل علينا من الماضي فيما يظل الحاضر محاصَرًا بالوصاية والتبعية؟ الإجابة تكمن في أيدي أبناء الوطن أنفسهم، وفي إرادتهم لتحويل الاستقلال من مجرد ذكرى إلى واقع يُعاش.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news