قشن برس- المهرية نت
على ساحل المهرة الممتد وبين أمواج البحر الصافية عادت أصوات الصيادين تعلو من جديد هذا العام بالفرح، ليس فقط لأنهم عادوا بشباكهم الممتلئة بل لأن البحر أعاد لهم العيد (سمك السردين) الذي لطالما انتظروه طويلاً ليرتسم على وجوه (الصيادين) ابتسامات الرضا لموسمٍ يكسر أمواج فقرهم، ويهديهم رزقا يمكنهم من إعالة أسرهم.
محمد بن عزيزة صياد قضى سنوات يواجه صعوبة في رزقه يتحدث بابتسامة لم تفارق وجهه بالقول: هذا العام كان مختلفًا. شباكنا امتلأت بالسردين الذي غاب طويلاً عن مياهنا”.
وأضاف في حديث لـ”المهرية نت”: “كميات كبيرة جعلت البحر يعود ليكون سندًا لنا في هذه الظروف الصعبة”.
غذاء صحي ومفيد للإبل
عودة السردين لا يمثل فرحة للصيادين فقط ، فحامد بن راشد مالك للإبل يروي بحماس كيف أصبح العيد جزءًا من يومياته مع مواشيه: سعيد بعودة العيد المجفف. نقدمه لإبلنا ومواشينا فهو غذاء صحي ومفيد جدًا.
يعتبر السردين مصدر غني بفيتامين د وفيتامين ب 12 وهو من أهم الفيتامينات ومن أغنى مصادر الأوميغا 3، إذ يحتوي على كميّات تفوق كميّات الأوميغا 3 الموجودة في مكملات زيت السمك.
سماد للتربة
ولا يتوقف الأمر عند هذا، فقد وجد المزارعون في السردين مصدرًا آخر للحياة. حيث يُستخدم السردين بعد تجفيفه كسماد طبيعي للتربة ليحول الأراضي القاحلة إلى مساحات خضراء تعج بالخير.
وفي هذا الشأن، يقول مبارك عمورة عضو بجمعية صيادي سيحوت، إن “السردين ليس مجرد سمكة صغيرة بل هو نعمة. يُباع طازجًا في السوق المحلي والمطاعم بينما يُجفف الفائض ليصبح عونًا للإبل والمواشي وحتى المزارعين. كما أن جزءًا منه يُصدر للخارج ما يعود بالفائدة على الجميع.
وعلى لسان الصيادين في المهرة، فقد كان عودة سمك السردين هذه العام أكثر من مجرد موسم صيد، فهو بالنسبة لأهل المهرة قصة أمل وحياة، إذ يمثل عودته إلى البحر ملاذًاً يعيد لهم توازن حياتهم وسط التحديات والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
ووجبه العيد السردين هي من الوجبات الشعبية بالمهرة ولها موسم يأتي في ما يسمى (هوجر) وتزداد جودتها مع دخول (الصرب اوصيرب ) خلال الأيام القليلة القادمة.
وموسم السردين ظهوره يظهر بداية سبتمبر من كل عام ويستمر عده أشهر. شهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر.
وهناك صيادين متخصصين فيما يسمى (غدف العيد وهو عباره عن شبك مكون من عنصر الرصاص ويتشكل على حبيبات دائريه بأطراف الشبك ليثقل وليسهل عمليه الغدف عند الصياد.
ويستخدم العيد بشكل خضار مع الوجبة الرئيسية بالمهرة بعد الظهر مع الأرز والبعض يأكلها مع الخبز والتمر، وايضا تستخدم في المساء مع الخبز وهكذا حسب رغبه الشخص نفسه.
كما تستخدم العيد بعد تجفيفها لتأكلها بعض الحيوانات مثل الإبل والماعز والأبقار وبعض المزارعين يستخدموها قبل أن يتم طبخها وتجفيفها في آبار مزارعهم لأجل تنشيط الزرع في مزارعهم هذا يستخدم قديمًا، كما يتم استخراج منها الصيغة بالمهرية (صفت) قديمًا ويتم تصديرها للخارج بداخل (تنك).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news