سبتمبر نت/ تقرير- توفيق محمد
رغم المساعي الدولية والإقليمية المكثفة لإيجاد حل دائم لوقف إطلاق النار في اليمن، ورغم اشتداد الصراع في الشرق الأوسط وتوسع دائرة الحرب وحرص الحكومة الشرعية على إنهاء معاناة اليمنيين، تقابل مليشيا الحوثي الإرهابية كل هذه المساعي بتصعيد عسكري في مختلف الجبهات وبطرق شتى.
فخلال الأيام الماضية هاجمت مليشيا الحوثي بعناصرها وبالطيران المسير وبالقذائف عددا من المواقع العسكرية في كل من تعز ومأرب وحجة والجوف وشبوة واستهدفت احياء سكنية ومنشآت مدنية بينها مدارس.
ويمثّل هذا التصعيد رسالة ذات بعد سياسي وعسكري حيث تسعى مليشيا الحوثي الى خوض حرب جديدة تنقذها من مأزق الهدوء الذي يجرها إلى الصدام مع المجتمع الذي تديره كما تهدف من خلاله إلى تذكير المجتمع الاقليمي والدولي بأنها موجودة ولديها الرغبة في خوض الحرب ولها هدف تخادم مع الكيان الاسرائيلي للتخفيف عنه حدة الضغط الاعلامي والسخط العالمي من خلال جر اليمن إلى جولة حرب جديدة علاوة على أن هذا التصعيد من قبل مليشيا الحوثي يضعف فرصة المحاولات الأممية والدولية في تقديم المساعدات الانسانية وانقاذ الوضع الاقتصادي والانساني المتردي.
تصعيد
ففي جبهات مأرب أسقطت قوات الجيش ثلاث طائرات مسيرة خلال خمسة أيام تزامن ذلك مع مهاجمة عناصر مليشيا الحوثي لعدد من المواقع في جبهات جنوب المحافظة.
وقالت مصادر عسكرية: إن دفاعات القوات المسلحة أسقطت مساء يوم الأحد، طائرة مسيّرة لمليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب اثناء تحليقها باتجاه مواقع عسكرية، وأظهرت الصور المقاتلين وهم بالقرب من طائرة مسيرة كبيرة الحجم.
وقبل ذلك اسقطت قوات الجيش طائرة في جبهات الجوف وكذلك في جبهات حجة وفي كل الحالات كانت دفاعات القوات المسلحة جاهزة ومستعدة وتتعامل مع هجمات مليشيا الحوثي بجاهزية عالية و بسالة.
كما ذكرت المصادر العسكرية أن القوات المسلحة قصفت تسللات حوثية في جبهات تعز وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وفي الحديدة أفادت مصادر محلية أن مليشيا الارهاب الحوثي قصفت بكثافة منطقة تعج بالسكان المحليين ومخيمات النازحين في مديرية التحيتة جنوب محافظة الحديدة.
وذكرت المصادر أن استهداف مليشيا الحوثي منطقة الحيمة الآهلة بالسكان ومخيمات النزوح يوم الاثنين بعشر قذائف ما أدى لإثارة الهلع والخوف خاص بين الأطفال والنساء. وقبل ذلك بأسبوع قتلت طفلة وأصيبت امرأة في قصف مدفعي للمليشيا استهدفت منطقة الحيمة في مديرية التحيتة.
تصعيد مليشيا الحوثي الارهابية ورغبتها في العودة الى الحرب حذّرت منه الحكومة الشرعية و قيادة الجيش حيث صرح العميد عبده مجلي، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحوثيين يطلقون قذائف المدفعية والمسيرات على مناطق مأهولة بالسكان وعلى مواقع الجيش في مختلف الجبهات القتالية.
وذكر مجلي بأن هذه التحركات الحوثية استعداد للمعركة والعودة إلى الحرب ورغبة في إجهاض كل الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام.
خسائر
وخلال الأسبوعين شيعت مليشيا الحوثي عشرات الجثث من قتلاها سقطوا في عدد من الجبهات هذا التشييع يظهر حجم خسارة المليشيا وشدة المعارك التي دارت بين عناصر مليشيا الحوثي والقوات المسلحة.
ويأتي التصعيد الحوثي بالتزامن مع اعلانها توقف مهاجمتها للسفن الدولية والعالمية في البحر الاحمر والعربي وحشدها في الحديدة لعناصرها وقواتها واستقدامهم من مختلف الجبهات والمحافظات خوفا من شن القوات الحكومية عملية عسكرية بدعم دولي لتحرير الحديدة وموانئها، رافق ذلك اتخاذها اجراءات بحق التجار والموردين الذين لديهم حاويات في ميناء الحديدة حيث عممت بلاغ بسرعة نقلها واخلائها من الميناء ومحيطه.
حشود مليشيا الحوثي ليست في محافظة الحديدة فقط بل ذكرت المصادر ان المليشيا ترسل تعزيزات عسكرية وتحشد الى محافظة تعز وتستحدث خنادق جديدة.
وكشف العقيد عبدالباسط البحر، عن حشد مليشيا الحوثي الإرهابية تعزيزات جديدة وقيامها باستحداثات هندسية وحفر خنادق في محيط مدينة تعز .
وقال العقيد البحر، إن مليشيا الحوثي نفذت خلال الأيام الثلاثة الماضية 7 محاولات تسلل إلى مواقع الجيش في محيط المدينة وريف المحافظة الغربي.
وأضاف أن المليشيا شنت قصفاً مدفعياً شمالي المدينة، كما دارت بين قوات الجيش والمليشيا اشتباك بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة في جبهة العنين بأطراف جبل حبشي غربي تعز.
وأكد أن المليشيا تواصل “التحشيد والتجنيد وحفر الخنادق وعمل استحداثات هندسية وعسكرية في حزام المدينة والتدريب لعناصر قتالية وأفراد من المغرر بهم، وتحشدهم باتجاه جبهات تعز والساحل الغربي وجبهات أخرى”.
وأوضح العقيد البحر أن قوات الجيش الوطني في قمة الجاهزية والاستعداد القتالي وقد ردت على كل محاولات المليشيا وأحبطتها وكبّدت المليشيا خسائر في العتاد والأرواح، فيما لم تحقق المليشيا أي تقدم ميداني.
نيران المعركة
وعلى ذكر معركة الحديدة فإن التحركات الحوثية والاستعداد تظهر رعب وعجز المليشيا وقلقها من المعركة القادمة ولعل هذه التحركات ما قبل النفس الأخير فهي تدرك ان قدراتها الدفاعية الكاذبة وحشودها العشوائية لن تصمد أمام القوات المسلحة الحكومية في حال صدر قرار المعركة فسرعان ما ستتهاوى متارسها وتجر اذيال الهزيمة ويعود الحق لأهلة.
لقد استعدت القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها لهذه وهذا ما تؤكده تصريحات كل من وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري ورئيس هيئة الاركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز وآخرها ما ذكره الناطق الرسمي مجلي بقوله: إن القوات المسلحة «في أعلى درجات الجاهزية القتالية والروح المعنوية العالية، ولديها الخطط الاستراتيجية الشاملة المعدة لتحرير الوطن، من جرائم وانتهاكات المليشيات الحوثية الإرهابية المستمرة، ضد أبناء شعبنا اليمني.
الاستعداد الذي يشير اليه الناطق الرسمي اوسع من مسألة تحرير الحديدة فهو استعداد لتحرير الوطن بالكامل واجتثاث مليشيا الارهاب وانهاء معاناة اليمنيين وتحقيق الامن والسلام الدوليين الذي عملت مليشيا الحوثي على استهدافه وحذرت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي عبر مختلف المنابر وشددت من تحذيراتها منذ بدء التهديد الحوثي للملاحة البحرية، مؤكدة أن الحل الأنجع لوقف هجمات الجماعة ضد السفن هو دعم القوات الحكومية، ومساندتها لخوض معركة فاصلة تجتث المليشيا وتستأصل الارهاب وتخمد الخطر.
ضرورة لا بد منها
إن استعادة كامل تراب الوطن من مليشيا الحوثي ليست مجرد مسألة عسكرية، بل هي خطوة ضرورية لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وحمايتهم من جرائم المليشيات الإرهابية، فقد عانا اليمنيون طويلا من انهيار النظام الإداري والاقتصادي، مما تسبب في تفشي الفقر والبطالة وغياب الخدمات الصحية والتعليمية. لذلك تأتي تصريحات الحكومة من حرصها على اليمنيين جميعا وحرصا على استقرار اليمن اقتصاديا وسياسيا وذلك لن يتحقق الا بإزالة مليشيا الحوثي.
ولن تنفرد الحكومة في اتخاذ قرار استعادة مؤسسات الدولة وانقاذ المواطنين الواقعين تحت سلطة المليشيا من بطشها وارهابها بل تسعى الى الشراكة مع المجتمع الدولي وتعول على دعم التحالف العربي والمجتمع الدولي في جهودها لإعادة بناء الدولة اليمنية.
على مليشيا الحوثي أن تدرك أن نهايتها قريبة وان هناك اجماع دولي على اجتثاثها فالدعم الدولي الموجه نحو الحكومة اليمنية الشرعية متزايد وهذا يعكس التوجه العالمي والقلق إزاء انهيار الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها اليمنيون، والتي تمثل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
إن الاجتماعات الدولية المكثفة مع الحكومة الشرعية تسعى العديد من الدول ومنظمات الأمم المتحدة إلى ترجمته إلى إجراءات ملموسة تسهم في تحقيق السلام، وأحد المحاور الأساسية في هذا التوجه هو دعم الحكومة في استعادة سلطتها وشرعيتها، وذلك بتقديم المساعدات العسكرية واللوجستية وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news