فرحة لم تتم

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 80 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فرحة لم تتم

قصة قصيرة

أفواج من الناس، ضاق بهم المكان. رقاب تشرئب، يحيطون بسائلة الوادي، حيث يتم تنفيذ حكم الإعدام، برجل كهل تخطى الأربعين بعام أو عامين.

المنازل المحيطة بالسائلة، حيث يتم تنفيذ أحكام الإعدام هي الأخرى ازدحمت بالمتفرجين، الأسطح، والنوافذ، وشرفات المنازل أغلبها اتشحت بسواد النسوة.

عيون متلصصة تبحلق في فزع، حيث يقبع الكهل بزي الإعدام البرتقالي الفاقع، مقرفصا ويداه مكبلتان للخلف. كان الكهل يرتجف خوفًا، وفرائصه ترتعد، ووجه بدا شاحبًا ذابلًا، غادرته الحياة، كأنه أشبه بجثة متحنطة، وبجواره يقبع الطبيب بملامحه الصارمة، وسماعته الطبية، التي تتدلى من أذنيه كثعبان برأسين، وقد طلب من جنديين ملثمين أن يبطحا الكهل؛ ليتمكن من فحصه، وتحديد مكان القلب؛ ليرسم عليه بطبشور الموت المخيف، وينهى مهمته الصعبة.

همهمات تتعالى، صخب ولغط في الأنحاء، بدأ الحديث يعلو، وترتفع بعض الأصوات تطالب وتضغط على أهالي القتيل وأولياء الدم بالعفو عن القاتل الذي وضعته الصدفة كقاتل! ولم يكن يبيت النية!! تعنت أهل القتيل، وتصلبوا، وتمسكوا بموقفهم؛ لكن أحد الأبناء يقال أنه عفا!

توقف الطبيب عن عمله الذي كان يهم به، وحل الملثمان وثاق القاتل المرعوب، الذي خر على الأرض ساجدًا!!

فرحة عارمة تملكت القاتل الكهل، راح يحضن الطبيب، ويقبله، ويقبل الملثمان، وكل ما يلقاه أمامه حتى أنه احتضن كلبًا عابرًا، مرق من أمامه، وراح يهيل عليه القبل، والكلب يزمجر.

كانت فرحة غامرة لاتوصف، تحدث عنها الناس طويلًا،كل من حظر تلك الحادثة أقسموا بأغلظ الأيمان أنهم لم يروا في حياتهم قط فرحة قدر تلك الفرحة، التي غطت السماء حتى أن الجمع الغفير الذي ضاقت بهم السائلة راحوا في نوبة ضحك وسرور، استمرت لعشر دقائق، وموجة تصفيق حار، دوت في المكان بقوة، وأطلقت النسوة اللاتي اعتلين أسطح المنازل، زغاريد الفرح.

كان عرسًا بمعنى الكلمة، غلب فيه العفو، تسيد فيه التسامح، وغابت الضغينة، وتوارت الأحقاد خلف قلوب تنبض بالمحبة، والإنسانية والكرم، لكن وفيما الناس في خضم تلك البهجة والمشاعر الفياضة المتدفقة، والحبور والسرور،انطلق صوت جهوري بغيض لشخص قمىء الوجه، يشق تلك الأجواء الحميمية ليخنق الفرحة وينكد ذلك السرور والانبساط هاتفًا: نحن أولياء الدم من الذي سامح، ومن الذي سمح لكم أن تتحدثوا فيما لايعنيكم ؟! نحن لم نسامح!

ليتبعه بقية أولياء الدم. مذعورين، ومذعنين، مسلمين بصدق كلامه  بأنهم لم يسامحوا، وأنها مجرد شائعة، أطلقها أولياء الجاني؛ ليضغطوا عليهم، ويضعوهم أمام موقف محرج، وأنهم كأولياء دم يطالبون بالقصاص العادل، وتنفيذ شرع الله، ولاحرج أو خجل يعتريهم أمام تطبيق حكم القضاء العادل؛ ليعم السكون السائلة وتغرق مجددًا في صمت وبيد، ويجثم على صدور جمهرة الناس هم ثقيل، وكرب شديد، وتختنق الزغاريد في حلوق النسوة، وتشرورغ عيونهن بالدموع، وشقت ذلك الصمت ثلاث رصاصات، وتغرق السائلة بالكآبة، والأسى، والحنق، وبقعة كبيرة من الدم!!


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هذا ما يحدث الآن لناقلات النفط بميناء الحديدة بعد غارات اسرائيلية مدمرة

المشهد اليمني | 9609 قراءة 

اندلاع معارك حامية الوطيس في ثلاث محافظات والقوات المسلحة اليمنية تكبد الحوثيين خسائر فادحة

المشهد اليمني | 3152 قراءة 

”اغتيال مهدي المشاط بقصف على دار الرئاسة بصنعاء”.. ما الحقيقة وما سر اختفائه الغامض؟!

المشهد اليمني | 3004 قراءة 

حالة من الرعب تجتاح الحوثيين: حملات اعتقال واسعة في صفوف القيادات

المشهد اليمني | 2758 قراءة 

بعد ان قاموا بدعوتها لمنزلهم...لن تصدق ماذا فعل شباب سعوديين بسيدة ايطالية في مدينة حائل"شاهد"

جهينة يمن | 2702 قراءة 

توضيح جديد هام من صنعاء حول صرف المرتبات

مساحة نت | 2702 قراءة 

الكشف عن سبب القرار السعودي إيقاف واردات الأسماك من اليمن

يمن إيكو | 1992 قراءة 

عاجل : اغتيال مهدي المشاط بقصف على دار الرئاسة بصنعاء "تفاصيل"

جهينة يمن | 1839 قراءة 

قائد مقاومة عتمة يوجه رسالة قوية لمشايخ البيضاء

تهامة 24 | 1203 قراءة 

عاجل : جماعة الحوثي تشن هجوم عنيف على المحافظات الجنوبية وقوات الجيش تكشف تفاصيل معركة من العيار الثقيل وسقوط قتلى وجرحى "تفاصيل"

جهينة يمن | 1043 قراءة