إرتقى صاحب المقالة القصيرة والشهيرة(ألسلم والثعبان) التي قفزت به نحو المجد كالصاروخ في ثمانينيات القرن الماضي 1986م في عدن قبل الوحدة اليمنية.
أعلن حسن عبدالوارث رحمه الله ذي الأربعة وعشرين عاماً حينها ميلاده الصحافي والإبداعي المتميز بلغة جديدة غير تقليدية جمعت بين أسلوب التكثيف (ما قل ودل) في بلاغة الإيجاز اللغوي وبين التقاط وتشكيل الموقف النقدي الإجتماعي والسياسي والمعرفي الذي يذكرنا بعصر كتاب وأدباء وصحافيي النهضة العربية الحديثة الكبار.
وكتب العمود الصحافي والمقالة بلغة حداثية تستلهم موروث صناعة الكلام العربي ورصانته ليمنح ذلك تناولاته قيمة أدبية إضافية تتكئ في ولوجه عالم الصحافة والسياسة من بوابة الشعر كتجربة إبداعية خاصة.
شغل مواقع مسؤولية مهنية عديدة في إدارة ورئاسة بعض الصحف والمجلات, نقل من خلالها العملية في فنون التحرير والكتاب والإبتكار لمن عملوا معه واستفادوا من فرادة تجربته الإبداعية الخاصة.
وكان إذن طوال تجربة 38 عاماً كاتباً صحافياً يتجاوز التناولات السطحية إلى العمق وما وراء السطور مع تمثله هاجس تجديد الأسلوب والإنتقائية الحذرة بافتنان والتزام صارم لا يخفى بسمو وجماليات اللغة.
كتب المقالة والفكرة الصحافية بعقلية وموهبة الأديب وانتقاء جمل وألفاظ وموضوعات في كل نتاج ومادة لا تشبه عناصر سابقاتها بل يضيف في كل مرة إلى تجربته المتجددة دون تكرار ممل لنفسه أو للآخرين.. ولا يستجر أو يراوح في المكان والمستوى.
تجربة حسن عبدالوارث الصحافية والأدبية-الشعرية الحية سوف تلهم عديدين لدراستها.
كان صاحب بصمة استثنائية لا تراوح عند مستوى اللحظة الآنية بل تمتد بلا حدود.
تغمده المولى بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ورضوانه.
وعزائي الخالص لأسرته الكريمة وذويه وأصدقائه ومحبيه..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news