سبتمبر نت/ تحقيق – محمد الجعماني
يعاني اليمن من كارثة حقيقية جراء الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي الإرهابية على نطاق واسع في عموم البلاد، والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الابرياء، وترفض تلك المليشيا كل الدعوات لتسليم خرائط الألغام التي زرعتها في المدن والطرقات وحقول الزراعة، فضلاً عن وقف التصنيع والزراعة لهذه النوع من الأسلحة المحرمة دولياً.
الولايات المتحدة الامريكية من جانبها كشفت ان مليشيا الارهاب الحوثية قامت بزراعة اكثر من مليوني لغم في اليمن وفي بيان للسفارة الامريكية في اليمن الذي جاء تزامنا مع اليوم الدولي للتوعية من مخاطر الالغام.. اكدت السفارة الامريكية ان هذا العدد من الالغام المزروعة في اليمن يعد اكبر حقل الغام على الاطلاق. وتشير الى ان ازالتها كليا ستستغرق 8 سنوات.
أغلب الضحايا
في السياق نفسه، كشف مرصد يمني متخصص بتوثيق ضحايا وآثار المتفجرات من مخلفات الحرب، عن سقوط أكثر من 100 ضحية بين المدنيين نتيجة حوادث ألغام أرضية زرعتها جماعة الحوثي، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في الربع الأول من العام الجاري 2024م.
بتر قدمي ويدي
يقول الطفل عادل عبدالقادر/ 8 سنوات: ذات يوم وانا كنت ذاهبا لرعي الاغنام وعند مروري بجانب احد المزارع انفجر بي لغم مما ادى الى بتر قدمي ويدي فيما تعرض رأس و وجهى وانحاء متفرقه من جسمي لإصابات نتيجة ان المكان الذي مريت منه كان مزروعا بالألغام وانا لا ادري. جميع المدنيين تأثروا بزراعة الألغام
يقول ليون لوي كبير مستشاري مكافحة الالغام التابع لبعثة الامم المتحدة: ان جميع المدنيين في اليمن تأثروا على نحو كبير بالألغام “لكن سجلاتنا تظهر ان ما يقرب من نصف ضحايا الحوادث او الاصابات التي نوثقها ليسوا من الرجال او الذين يخرجون للعمل، وانما من الاطفال الذين يعبثون بالمتفجرات عن جهل بمعرفتها ومخاطرها في مناطق معزولة ، فضلا عن النساء اللواتي يخرجن لجمع الحطب والماء فيقعن ضحية تلك الاجسام الخطرة التي تحصد ارواحهن.
1929ضحية
التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان قال: انه وثق خلال ست سنوات من الحرب سقوط اكثر من 1929قتيلا مدنيا بينهم 375 طفلا و146 امرأة، كما وثق إعاقة وتشويه اكثر من 2242 مدنيا و159 طفلا، و167 امرأة في الفترة ذاتها بسبب استخدام الالغام المضادة للأفراد او للمركبات.
الحوثيون يرفضون الكف عن زراعة الألغام
وذكرت مؤسسة كارنيغي الامريكية للسلام الدولي في تقرير انه ونتيجة لاستمرار الصراع المسلح بين الحكومة الشرعية وبين من اسماها جماعة الحوثي فقد زرعت الاخيرة عددا كبيرا من الالغام المختلفة في مناطق الاشتباك من شانه اعاقة مقاتلي الحكومة من التقدم.
ويضيف التقرير: انه “ونظرا لرفض جماعة الحوثي تسليم خرائط تظهر مناطق زراعة الالغام ما يجعل محاولة نزعها في المستقبل امرا غاية في الصعوبة.
75% من الضحايا باتوا من ذوي الإعاقة
في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية تكتظ مراكز علاج هذا النوع من الحالات بالمصابين جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ قدموا بحثا عن اطراف صناعية علها تكون بديلا لما فقدوه، حيث تشير الاحصائيات الرسمية الى ان ما نسبته 75 بالمائة من ضحايا الالغام باتوا من ذوي الاعاقة او مشوهين بشكل دائم.
“هيومن رايتس ووتش “: الحوثيون يطوقون أي منطقة يجبرون الانسحاب منها بالألغام
وتقول نيكو جافارنيا باحثة اليمن في منظمة هيومن رايتس ووتش: إن مسلحي المليشيا الحوثي عند انسحابهم من خط المواجهة كانوا يطوقون المناطق تماما بالألغام الارضية المختلفة قبل مغادرتها.
الطرق مطوقة بالألغام
معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط اشار في تقرير صادر الى ان المليشيا الحوثية زرعت الغاما ارضية على طول الساحل وايضا على الحدود مع المملكة العربية السعودية وكذا على طول طرق النقل المرتبط بالعاصمة صنعاء من اجل إنشاء أطر دفاعية او على الاقل تمهيد الطريق للتراجع.
التبليط بالألغام
يكشف العقيد/ علي فرحانة رئيس وحدة نزع الالغام في لواء الواجب الاول بمحور رازح الحدودي مع السعودية الى ان مليشيا الحوثي الارهابية عمدت الى تبليط خط النار واراضي المزارعين بمختلف انواع واحجام الالغام المحرمة دوليا ، ويشير فرحان الى ان تلك الالغام المتفجرة حصدت عدد من الارواح من المواطنين العُزل وحصد العشرات من مقاتلي المليشيا بما زرعته ايديهم ، فيما اتسعت رقعة الفقر والجوع بصورة مخيفة في اوساط المزارعين القاطنين في مناطق خلف خطوط النار بسبب عدم تمكنهم من زراعة اراضيهم او استصلاحها والاستفادة منها بسبب كثافة الالغام المزروعة فيها بصورة عشوائية من قبل مهندسو زراعة الموت الحوثية.
ويضيف فرحان الى ان مليشيا الحوثي وكلما فكرت في محاولة تسلل نحو مواقع ابطال الجيش تقدم على الزج بعدد من الحيوانات لمسح الطريق امامها بعد ارتفاع اعداد قتلاها في مغامرات التقدم دون التأكد من خلو الطريق من اي مواد متفجرة ما يوحي بان تلك المليشيا الارهابية تقوم بزراعة الالغام بصورة عشوائية او انها ظلت الخرائط مما يعرضا عشرات الحيوانات للموت بصورة دائمة.
مضيفا: بان الفرق الهندسية التابعة لألوية المحور تبذل جهودا كبيرة في عملية ازالة تلك الالغام وتفكيكها وفق القانون الدولي الانساني الذي يجرم بقوة تلك الاعمال العدائية التي تستهدف الانسان بدرجة اساسية وتخلف به عاهات وتشوهات دائمة تجعله مقعدا طوال حياته.
الاحصائيات التي تصدرها المنظمات العاملة في اليمن عن الارقام المخيفة لضحايا الالغام في اليمن جعل الولايات المتحدة الامريكية تجدد مطالبتها لمليشيا الحوثي بالتوقف الفوري عن زراعة المزيد من الألغام وتسليم خرائطها، والشروع في نزعها من منازل النازحين والطرقات العامة ومصادر جلب المياه والأراضي الزراعية ومناطق رعي الماشية.
معظم الألغام مصنعة محليا وبمكونات إيرانية
مركز ابحاث التسليح والصراعات البريطانية اكد ما كانت ولازالت تتهم الحكومة الشرعية في اليمن جماعة تنظيم الحوثي الارهابية من جلب المواد المتفجرة التي يصنع منها الالغام وغيره من ايران.
الحديدة في الصدارة
وعن اكثر المناطق التي قامت مليشيا الحوثي بتكثيف زراعة الالغام فيها يقول ليون لوي كبير مستشاري مكافحة الالغام:
“تعد محافظات صعدة ومأرب والجوف والبيضاء اكثر المناطق احتواء للألغام المزروعة في اليمن، وتشهد محافظة الحديدة ما يقرب من نصف الحوادث المبلغ عنها سنويا.
مصدر بمركز أطراف صنعاء يفضح الحوثيين
احد المختصين في مركز الأطراف الصناعية في صنعاء فضل عدم ذكر اسمه واثناء تواصلنا معه، اكد ان نسبة الاصابات بالألغام تزيد عن 300 بالمائة وان هذه زيادة غير طبيعية للحالات ، بسبب الحرب في اليمن ، ناتجه عن مخلفات الحرب، والألغام الأرضية والانفجارات التي تزرعها جماعة الحوثي بصورة عشوائية والتي سرعان ما تنقلب وبالا على عناصرها ونسبة منها في ارواح الابرياء.
تسليم الخرائط
وجدد البيان الصادر عن السفارة الامريكية في اليمن مطالبة مليشيا الحوثيين بالتوقف الفوري عن زراعة المزيد من الألغام وتسليم خرائطها، والشروع في نزعها من منازل النازحين والطرقات العامة ومصادر جلب المياه والأراضي الزراعية ومناطق رعي الماشية.
منذ ما يقارب عقدا من الزمن حولت مليشيا الارهاب الحوثية اليمن الى ساحة حرب صنفتها الامم المتحدة من بين اسواء الازمات الانسانية في العالم.. لكن ضحايا هذه الحرب لم يقتصرعلى قتلى ومصابي المعارك المسلحة وحسب وانما يحوم شبح الموت فوق وتحت الاراضي والمنازل الاهلة بالسكان .
جهود ومواجهة
المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمواجهة مليشيا الحوثي المدعومة من ايران كانت قد بادرت ومنذ وقت مبكر الى اطلاق مشروع مسام لنزع الالغام من الاراضي اليمنية هدفه تطهير المناطق اليمنية من الالغام الارضية والتصدي للتهديدات المباشرة لحياة اليمنيين، وكذا العمل على تعزيز الامن ومساعدة الشعب اليمني في معالجة المآسي الناجمة عن انتشار الالغام اضافة الى عمل آليه فعالة تمكن المجتمع المحلي اليمني من تحمل مسؤوليته على المدى الطويل، حيث ينفذ المشروع كوادر سعودية ذات خبرات عالمية من خلال فرق ميدانية محلية مدربة على مستوى عالي الحرفية للتعامل مع نزع مختلف انواع واشكال واحجام الالغام المزروعة بطرق عشوائية في الاراضي اليمنية والتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الابرياء جراء التعرض للأخطار الناجمة عن انتشار تلك الالغام.
كما ينفذ المشروع انشطة تدريبية دورية للفرق الميدانية من شانها تمكنهم من التعرف على الالغام المموهة والجديدة والمتطورة سواء مثل الالغام الارضية او الالغام التي تصنعها مليشيا الحوثي في معاملها المخصصة لهذا الغرض غير انواع الالغام التي تطورها تلك المليشيا على شكل احجار وحسب طبيعة الارض ولون التربة او خرسانات حديدية وغيرها، اضافة الى ان المشروع ينفذ حملات توعية واسعة بمخاطر تلك الالغام يستهدف من خلاله اطفال المدارس الذين يعبثون بتلك المواد المتفجرة في الطرقات دونما معرفة مخاطرها على حياتهم الا بعد انفجارها.
يقول مدير عام المشروع اسامه القصيبي: الا ان المشروع تمكن منذ انطلاقه في يونيو2018م وحتى الـ13 من ديسمبر الحالي 2024م من تطهير اكثر من 62 مليون متر مربع مساحة الاراضي اليمنية يشمل 82 منطقة.
طرق خبيثة وحيِل
وكشف القصيبي ان اجمالي ما تم نزعه من اللغام ومواد متفجرة بلغ 472 الف لغم وقذيفة وذخير متفجرة، ويضيف القصيبي الى ان المشروع لا يقتصر دوره على نزع الالغام والعبوات الناسفة بشتى انواعها واحجامها وحسب بل اتلافها أيضا لضمان عدم استخدامها مجددا، كما نسعى بشكل دائم تحديث وتطوير ادائنا في التعامل مع عملية ازالة تلك المواد المتفجرة مواكبة لكل الطرق الخبيثة ووسائل حيلة المليشيا في تصدير الموت والعاهات بأكبر قدر من البشر.
يؤكد المهندس محمد قماطه مسؤول الفريق الميداني ان التحديات التي يواجهونها في الميدان متعددة والا لكانوا قد تمكنوا من تطهير كامل اراضي اليمن من الالغام والتي ابرزها عدم توفر خرائط لزراعة الالغام ولم تستجب مليشيا الحوثي لسلسلة النداءات الدولية والمحلية بالكف فورا عن زراعة الالغام وتسليم الخرائط اضافة الى تحدي التضاريس الجغرافية والظروف المناخية بجانب الامطار والسيول التي تجرف بعض الالغام من الاماكن التي تم زراعتها.
مشيرا الى ان هذه العوامل تجعل عمليات التطهير تتطلب وقتا اطول وجهد مضاعف حفاظا على ارواح الأبرياء من خطر الالغام.
تمديد مشروع “مسام”
في مطلع شهر يوليو الماضي مدّد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عقد تنفيذ مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام لمدة عام اضافي قابل للتجديد وذلك بمبلغ 35,998,500 دولار.
وأوضح الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز أن تجديد العقد مع الشريك المنفذ يأتي نظراً لما يمثله هذا المشروع النوعي من أهمية حيوية في استكمال تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي تمت زراعتها بطريقة عشوائية وبأشكال وتمويهات مختلفة في أماكن تستهدف المدنيين العزل، وتسببت في إصابات مستديمة وإعاقات مزمنة وخسائر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن وغير ذلك من أعمال مهددة للأمن والحياة، مشيرًا إلى أن المشروع حتى العاشر من ديسمبر 2024 من انتزاع 472 الف من الألغام والقذائف المتنوعة.
موقف العالم
هناك اجماع دولي وعربي ومحلي على ان زراعة الالغام القاتلة عند النزاعات المسلحة تعتبر جريمة كبرى يعاقب كل من تورط بزراعتها وفق القانون الدولي الانساني بأشد العقوبات والبداية بإدراجه ضمن قائمة الارهاب ثم تجميد امواله وملاحقته دوليا ومثوله امام القضاء الدولي ليقول فيه كلمته اضافة الى الزامه بتسليم كافة الخرائط .. كما يجمع العالم انه ولبشاعة طرق زرع الالغام من قبل مليشيا الحوثي وكثافتها حتى اصبحت اليمن تعتبر اكبر حقل اللغام على الاطلاق- وفق التوصيف الدولي- اضافة الى عامل المناخ والتضاريس الجغرافية اللذين شكلا تحديا اضافيا لجهود فرق نزع الالغام المدربة على مستوى عالِ من الحرفية واستخدام التقنيات الحديثة, الا ان تلك المهمة في ظل رفض مليشيا الحوثي الارهابية الجنوح للسلم وتسليم خرائط زرع الالغام تحتاج الى وقتا اطول لا يقل عن 8 سنوات من الجهود المتواصلة لتطهير كل شبر من اليمن من شبح الموت المزروع تحت الارض.. الامر الذي بات القائمون على مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية يدركونه جيدا ويتفاعلا معه بصورة جدية وواضحة من خلال تجديد عقود ومهمة فريق مسام لنزع الالغام بشكل سنوي حتى استكمال تطهير اليمن من الالغام لتبدأ معه تطبيع الاوضاع وتحرك المواطنين ومزاولة اعمالهم بصورة طبيعية بعيدا عن الخوف والقلق والرعب من حدوث اي مكروه بهم او بأهاليهم.
بيان السفارة الامريكية في اليمن أيضا جدد تأكيد دعم بلادها وتقديرها للجهود المبذولة لإزالة الألغام في اليمن، معتبرةً “كل خطوة نحو إزالة الألغام بمثابة خطوة نحو السلام”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
عاجل : رسمياً ...اسرائيل تعلن مقتل عدد من القيادات الحوثية بالغارات الاخيرة "اسماء"
أعتبرت مصادر قبلية بمديرية رداع التابعة لمحافظة البيضاء أن إصرار ميلشيا الحوثي على مواصلة انتهاكا
عاجل : حكومة صنعاء تفاجئ الجميع وتعلن قبل قليل عن مقتل واصابة اكثر من 80 شخص "بيان"
فرضت السلطات السعودية اشتراطات صحية جديدة للسماح بدخول المسافرين اليمنيين الراغبين بالزيارة أو ال
قالت مصادر قبلية، إن تعزيزات عسكرية حوثية كبيرة وصلت خلال الساعات القليلة الماضية، إلى مدينة رداع قا
انباء عن مصرع مهدي المشاط بغارة أمريكية في دار الرئاسة اختفى رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى ل
فرضت السلطات السعودية اشتراطات صحية جديدة للسماح بدخول المسافرين اليمنيين الراغبين بالزيارة