تشهد محافظتي البيضاء والجوف في اليمن تصعيداً ميدانياً غير مسبوق، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين مليشيا الحوثي والقبائل التي ترفض الانتهاكات ومحاولات الاقتحام المستمرة، في ظل صمت حكومي متواصل.

و تتواصل الاشتباكات في مديرية القريشية بمنطقة قيفة رداع في محافظة البيضاء لليوم الثاني على التوالي، بين مليشيا الحوثي وأهالي منطقة حنكة آل مسعود، المدعومين من أبناء قبائل قيفة.

وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين وتدمير عدة آليات عسكرية تابعة للحوثيين.

وأفادت مصادر محلية أن المنطقة تعرضت لقصف مكثف بالمدفعية والطيران المسيّر، ما أدى إلى تدمير منازل وتشريد عدد كبير من الأسر، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع.

وفي محافظة الجوف، شهدت مدينة الحزم تجدد الاشتباكات بين مليشيا الحوثي وعناصر من قبائل دهم السمراء بالقرب من مستشفى الجوف العام، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

كما اندلعت مواجهات عنيفة في مديرية المطمة بين قبيلة برط بقيادة “أبو تركي العابص” وحملة عسكرية حوثية استهدفت منطقة الظلفان. وتأتي هذه المواجهات عقب حصار المنطقة من قبل الحوثيين وقصف منازلها، في محاولة للقبض على القيادي القبلي العابص.

و يرى مراقبون أن تصاعد المواجهات بين القبائل ومليشيا الحوثي يعكس التوتر والاحتقان المتزايد في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

وأشاروا إلى أن لجوء الحوثيين لاستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي يعكس ضعفهم الميداني أمام المقاومة القبلية، التي تواصل تنظيم صفوفها دفاعاً عن أراضيها وحقوقها.

وسط هذه المواجهات، يعاني السكان المحليون من تفاقم الأوضاع الإنسانية، مع استمرار الحصار ونزوح مئات الأسر بحثاً عن الأمان، في ظل غياب تام للدور الحكومي والمساعدات الإنسانية.