في إطار الجهود المستمرة لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، قام فريق من اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان بزيارة ميدانية إلى مناطق اللصب والنجد والهرار في مديرية صالة بمحافظة تعز.

وتهدف الزيارة إلى دراسة أوضاع حقوق الإنسان في تلك المناطق التي شهدت سلسلة من الانتهاكات خلال شهري ديسمبر 2024 ويناير 2025.

وترأس الفريق الذي ضم ممثلين عن اللجنة القاضي إشراق المقطري، حيث قام بزيارة الطرق الفرعية التي يستخدمها السكان المدنيون للوصول إلى احتياجاتهم الأساسية.

واطلع الفريق على المعاناة اليومية التي يواجهها المواطنون، خصوصاً النساء المزارعات وأطفال المدارس، الذين يضطرون لاستخدام طرق محفوفة بالمخاطر بسبب القصف المستمر من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

أحد الحالات التي تم التحقيق فيها كانت تعرض مجموعة من النساء اللواتي كن يرعين أغنامهن بالقرب من منازلهم لشظايا قذيفة سقطت على مرعاهن.

كما عقد الفريق جلسات استماع مع ضحايا وزعماء محليين للتعرف على تفاصيل الحوادث المرتبطة بزراعة الألغام الفردية من قبل الحوثيين.

وتم التوثيق للعديد من الألغام التي انفجرت في مناطق متعددة من المزارع والطرق، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، بالإضافة إلى هجرة السكان من تلك المناطق خوفاً من تكرار الحوادث.

وقد وثق الفريق الانتهاكات الجسيمة التي تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية ارتكابها بحق المدنيين، حيث دمر القصف المنازل والمزارع وآبار المياه، وأدى إلى تعطيل وصول المواطنين إلى المرافق الصحية والخدمات الأساسية.

كما أثر القصف على التعليم في المنطقة، حيث اضطر الأطفال إلى استخدام المنازل القديمة كبديل عن المدارس المدمرة، فيما قام المعلمون والمعلمات بالتدريس دون أي تعويض مادي.

يشار إلى ان هذه الزيارة الميدانية، والتي شملت الاطلاع على الأوضاع الإنسانية المأساوية، تهدف إلى توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم تقرير شامل حول الوضع في هذه المناطق، حيث تعتبر اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان هذا العمل جزءاً من جهودها المستمرة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات ولتسليط الضوء على معاناة المدنيين في ظل الحرب المستمرة.