فقدت الساحة الأدبية اليمنية والعربية اليوم الشاعر الكبير الدكتور سلطان سعيد شمسان الصريمي، الذي وافته المنية في العاصمة صنعاء عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد حياة حافلة بالعطاء الأدبي والنضالي.

مسيرة حياة حافلة

وُلد الصريمي عام 1948 في منطقة الحجرية بمحافظة تعز. بدأ تعليمه في كتاتيب قريته، ثم انتقل مع والده إلى جيبوتي حيث أكمل دراسته الابتدائية. عاد إلى اليمن وعمل في مجالات متعددة، منها البناء والتجارة في عدن.

مع اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962، التحق بالحرس الوطني، ثم انتقل إلى العمل المدني، وواصل تعليمه حتى حصل على درجة الماجستير عام 1985، والدكتوراه في فلسفة العلوم الاجتماعية من موسكو عام 1990.

إسهامات أدبية وسياسية

شغل الصريمي مناصب عدة، منها مدير فرع الشركة اليمنية للتجارة الخارجية في تعز، ومدير فرع شركة التبغ والكبريت في إب، ومدير عام تسويق الألبان في الحديدة.

كما تولى رئاسة مركز الكناري للاستشارات والخدمات الثقافية، ورئاسة تحرير مجلة "دروب"، وكان عضوًا في الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وعضوًا في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومستشارًا لوزير الإعلام.

سياسيًا، كان عضوًا في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، وعضوًا في مجلس النواب من 1993 إلى 1997، ورئيسًا لتحرير صحيفة "الثوري" الناطقة باسم الحزب.

إرث شعري خالد

ترك الصريمي بصمة لا تُمحى في الشعر اليمني، حيث أصدر سبعة دواوين شعرية، أبرزها:

"أبجدية البحر والثورة"

"هموم إيقاعية"

"نشوان وأحزان الشمس"

"قال الصريمي"

"زهرة المرجان"

"هواجس الصريمي"

"أبجدية الربيع"

غنى له كبار الفنانين اليمنيين، منهم محمد مرشد ناجي، الذي قدّم أغنية "نشوان"، التي أصبحت رمزًا للنضال والتحدي، حيث يقول في مطلعها: "نشوان لا تفجعك خساسة الحنشان".

نعي واسع

نعى سياسيون وصحفيون وناشطون ومثقفون الشاعر الراحل، مؤكدين أن رحيله يُعد خسارة كبيرة للأدب والثقافة اليمنية والعربية.

أشادت وزارة الثقافة اليمنية بمسيرته، واصفة إياه بـ"صوت الشعب" و"الشاعر الثائر" الذي لم ينفصل عن قضايا وطنه وأمته.