أخبار وتقارير

(الأول) متابعة خاصة:

في ليلة رأس السنة عام 1999، أعلن الرئيس الروسي بوريس يلتسين أنه سيستقيل على الفور ويسلم سلطاته إلى فلاديمير بوتين.

وفقا للدستور الروسي، فبعد استقالة يلتسين أصبح رئيس الوزراء فلاديمير بوتين رئيسًا بالنيابة، وبعد 3 أشهر فاز بالانتخابات.

وعند مغادرته الكرملين، كانت وصايا يلتسين الوداعية لبوتين: "اعتن بروسيا!" وهي الكلمات التي يمكن تذكرها مع اقتراب حرب أوكرانيا من نهاية عامها الثالث، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير لها.

وقال التقرير إن الحرب كانت لها عواقب مدمرة في المقام الأول بالنسبة لأوكرانيا، التي شهدت دمارًا هائلاً كما خسرت ما يقرب من 20% من أراضيها، إضافة إلى نزوح 10 ملايين من مواطنيها.

لكن الخسائر طالت روسيا -أيضا- حيث تعرضت مدن وبلدات روسية لهجمات منتظمة بطائرات مسيرة، كما سيطر الجنود الأوكرانيون على جزء من منطقة كورسك الروسية. وفي الوقت نفسه، تفرض العقوبات الدولية ضغوطًا على اقتصاد روسيا.

وتساءل التقرير عمن كان يتصور في 31 ديسمبر/كانون الأول 1999 أن الزعيم الروسي الجديد سيظل في السلطة بعد عقدين ونصف العقد، أو أن روسيا ستشن حربا في أوكرانيا وتواجه الغرب؟

كما تساءل التقرير الذي كتبه مراسل "بي بي سي" في مكتب موسكو في ذلك الوقت ستيف روزنبرج عمّا إذا كان مسار التاريخ سيكون مختلفًا بشكل كبير إذا اختار يلتسين شخصًا آخر لخلافته؟

واعتبر روزنبرج أن الشئ الوحيد الذي يمكن أن يقوله على وجه اليقين: "على مدار 25 عامًا، رأيت بوتين مختلفًا.. ولست الوحيد".

ونقل روزنبرج عن رئيس حلف شمال الأطلسي (ناتو) السابق اللورد وبرتسون قوله في 2023: "لقد كان بوتين الذي التقيت به، وأجريت معه أعمالاً تجارية جيدة، وأنشأت معه مجلساً مشتركاً بين الناتو وروسيا، مختلفاً للغاية عن هذا الرجل".

واعتبر التقرير أن طموح بوتين المحموم إلى "جعل روسيا عظيمة مرة أخرى"  هو ما وضع موسكو على مسار تصادم حتمي مع جيرانها ومع الغرب.

لكن الكرملين لديه تفسير مختلف حيث تكشف خطب بوتين وتعليقاته أن الرئيس الروسي يبدو مدفوعاً بالاستياء، والشعور بأن موسكو تعرضت طوال سنوات للكذب وعدم الاحترام، وأن الغرب تجاهل مخاوفها الأمنية.

وقال روزنبرج إنه استغل المؤتمر الصحفي لبوتين في نهاية العام وأعاد تذكيره بوصية يلتسين، وسأله عما إذا كان يعتقد أنه استجاب لها واعتنى بروسيا رغم خسائر حرب أوكرانيا والعقوبات والتضخم.

وأشار إلى إجابة بوتين التي قال فيها "نعم، ولم أعتنِ بروسيا فحسب.. لقد ابتعدنا عن حافة الهاوية".