تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
تقليص النفقات ومكافحة الفساد.. استراتيجيات عاجلة لتحقيق النصر
33 قراءة  |

 

 

 

سبتمبر نت/ تقرير – توفيق الحاج

تُعد المعركة الحاسمة ضد مليشيات الحوثي الإرهابية من التحديات التي تواجهها اليمن والمنطقة العربية بأسرها، إنها معركة مصيرية لا تتعلق فقط بالسيطرة على الأرض، بل بالكرامة الوطنية والوجود السياسي، وهي تتطلب العديد من الاحتياجات والضروريات التي يجب توفيرها لضمان النصر واجتثاث مليشيا الحوثي وإنهاء الإرهاب، ولعل أهم هذه الاحتياجات وجود الإرادة الوطنية القوية التي تعد حجر الزاوية في أي معركة، فبدونها تصبح كل الاستعدادات العسكرية والتكتيكية مجرد تفاصيل لا قيمة لها.

إرادة متجذرة

عندما تكون الإرادة الوطنية متجذرة في قلوب المواطنين والقادة، تصبح قوة لا يمكن هزيمتها، فالإرادة الوطنية هي الوقود الذي يحرك الجيوش ويبني الدول، وهي الروح التي تدفع الأبطال للقتال في أصعب الظروف، وتجعل القادة يتخذون قرارات مصيرية واستراتيجية.

بالإرادة القوية، يتحول المستحيل إلى ممكن، وتمنح الشعب القوة لمواجهة التحديات مهما كانت جسامتها. ولذا فإن تعزيز هذه الإرادة يتطلب توحيد الصفوف، ورفع الروح المعنوية، وإشراك جميع فئات المجتمع في المعركة ضد المليشيا الإرهابية، الهدف هو جعل الشعب بأسره يقف صفاً واحداً، مستعدًا للتضحية من أجل استعادة الوطن وكرامته.

إعلان التقشف

إلى جانب الإرادة، هناك حاجة ماسة وضرورة ملحة إلى قرار رئاسي حاسم يتضمن إعلان التقشف وترشيد النفقات من أجل ضمان تمويل المعركة، فالحروب مهما كانت الأسباب والغايات، تتطلب موارد ضخمة، ولا يمكن تحقيق النصر دون توفير التمويل اللازم.

إن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد يتطلب من الحكومة وقيادات الدولة اتخاذ قرارات جريئة في هذا الصدد، من ابرز هذه القرارات خفض النفقات العامة، وتقليص مصاريف الدولة غير الضرورية، وترشيد الإنفاق الحكومي، كل هذه النقاط هي خطوات ضرورية لضمان أن تكون الموارد المالية موجهة بالكامل نحو تمويل المعركة، وتوفير احتياجات القوات المسلحة.

إذ يشير الخبراء والمتابعون للواقع الاقتصادي إلى أن تفشي الفساد في بعض المؤسسات الحكومية قد أدى إلى هدر الموارد، وبالتالي يجب أن يشمل التقشف إجراءات صارمة لمكافحة الفساد، وهذا يتطلب شجاعة القيادة السياسية وقدرتها على اتخاذ قرارات صعبة تناسب المرحلة.

استقلال مالي

من جهة أخرى، يتعين على الحكومة أن تستثمر في الشراكات مع المجتمع الدولي، وخاصة في مجال دعم الدفاع واللوجستيات، سواء من خلال المساعدات العسكرية أو الاقتصادية، في الوقت الذي تتخذ فيه التدابير الداخلية اللازمة لتحقيق الاستقلال المالي للمعركة.

وفي هذا السياق يقترح بعض الخبراء عددا من المقترحات العملية، لتوفير رصيد مالي للحفاظ على سعر الصرف، ولتمويل المعركة العسكرية والتنموية كتقليص النفقات في القطاعات غير الحيوية، وإلغاء بدلات السفر والمصاريف الإدارية ونفقات السفارات والقنصليات، وتقليل حجم المشاركين في الفعاليات الثقافية والرياضية الدولية، وتحويل الموارد إلى تمويل الجهود العسكرية. كما يمكن اعتماد الشفافية في إدارة الأموال، لضمان أن كل ريال يُنفق يُوجه لخدمة المعركة الوطنية، مما يعزز الثقة بين الشعب والحكومة.

وحدة القرار

ومن المتطلبات الضرورية لانطلاق المعركة وهزيمة مليشيا الحوثي الارهابية، وحدة القرار السياسي والعسكري، إذ يمثل إحدى الركائز الأساسية في حسم المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، فالمعركة كبيرة وليست مجرد نزاع عسكري بسيط، بل هي معركة مصيرية تتعلق بمستقبل اليمن واستقلاله وسيادته، ومن هنا تصبح وحدة القرار السياسي والعسكري ضرورة ملحة لا غنى عنها، فهي التي تحدد سرعة الحسم وفعالية المواجهة، وزمنها، وهي متوفرة لدى القيادة على مستوى مجلس الرئاسة وقيادة وزارة الدفاع، وتحتاج إلى توطيد أكثر لتكون متينة وعصية على الاختراق.

إن وحدة القرار السياسي والعسكري، وتكتل القوى الوطنية يسهم في توفير الاستقرار الداخلي، وتبعث برسالة قوية للداخل والخارج، كما يُسهم في توجيه كل الطاقات الوطنية نحو مواجهة العدو المشترك، فالعدو الحوثي يعتمد في جزء كبير من استراتيجيته على زرع الفتنة بين أبناء الشعب اليمني، واستثمار الاختلافات وتباين وجهات النظر السياسية وتفريق الصفوف، لذا، فإن توحيد القرار يعد بمثابة ضربة قاصمة له، ويضعف من قدراته في التأثير على مجريات الأحداث.

وحدة القرار السياسي والعسكري هي العنصر الحاسم في المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي والتنسيق الكامل بين السياسيين والعسكريين لا يُسهم فقط في تحقيق سرعة الحسم، بل يُسهم أيضًا في إنهاء معاناة اليمنيين، واستعادة الأمن، ويفتح آفاقًا جديدة لبناء اليمن الموحد والمستقل.

غضب شعبي

لقد بات واضحا للجميع حالة الغضب والاحتقان الذي يعيشها اليمنيون، فقد عانوا مدة عشر سنوات من حربٍ مدمرة فرضتها عليهم مليشيا الحوثي الإرهابية، التي لم تكتفِ بتدمير الوطن، بل أسهمت في تمزيق نسيجه الاجتماعي والاقتصادي. هذه الحرب كارثة إنسانية لم يشهدها اليمنيون من قبل، حيث حصدت الأرواح، ودمّرت المدن، وأفقرت الشعب، وأغرقته في دوامة من المعاناة المستمرة. فلا يوجد يمني اليوم إلا وقد ذاق مرارة هذه الحرب، سواء من خلال فقدان الأحبة أو تدمير المنازل أو تدهور الوضع الاقتصادي بشكل غير مسبوق.

اليمنيون مستعدون لدفع أي ثمن للتخلص من المليشيا الإرهابية التي جعلت من حياة المواطن اليمني جحيمًا لا ينتهي، وأصبحوا يتطلعون إلى يومٍ يُطوى فيه هذا الكابوس الأسود.

لكن المعركة ضد الحوثيين تتجاوز أبعادها المحلية لتصل إلى مستوى المخاطر الإقليمية والدولية، فمنذ أن بدأ الحوثيون في تهديد الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر، وتعرض التجارة العالمية للخطر من خلال استهدافهم للممرات المائية الحيوية، أصبح الأمر يهدد أمن المنطقة واستقرار الاقتصاد العالمي.

إنّ الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر ليست فقط تهديدًا للأمن الدولي، بل هي بمثابة أداة ضغط سياسية تخدم أجندات إيران، التي تسعى من خلال هذه المليشيا إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وحرف الأنظار عن أطماعها في النفوذ والسيطرة، إن التهديد الحوثي للأمن العالمي يفتح الباب على مصراعيه لردود فعل قد تكون كارثية على اليمن، فإسرائيل وامريكا وبريطانيا قد تضع اليمن في مرمى أهدافها العسكرية، مما سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من البنية التحتية للبلاد.

وجوب الحسم

يجب أن تنتهي المعركة ضد الحوثيين سريعًا، قبل أن يتم استهداف ما تبقى من المؤسسات اليمنية، والبنى التحتية، يجب أن تتخذ الحكومة، مع التحالفات الإقليمية والدولية، قرارًا حاسمًا لاستعادة الأراضي المحررة، واجتثاث مليشيا الحوثي، وإنهاء ارهابها، فالتباطؤ في الحسم يعني السماح للمليشيا بتدمير  ما تبقى من الأمل لدى اليمنيين، والمضي قدمًا في خدمة أجندات إيران الإرهابية.

التقاعس عن حسم المعركة سيؤدي إلى تصعيد خطر استهداف اليمن من قبل القوات الدولية، خاصة القوات الأمريكية والإسرائيلية، اللتين تتدخلان لحماية أمن الملاحة الدولية ومصالحهما الاستراتيجية في البحر الأحمر، هذا التدخل سيكون له آثار كارثية على اليمنيين، حيث سيشمل التصعيد العسكري في مناطق جديدة، وسيزيد من تدمير المدن والمناطق الحيوية.

في هذا السياق، من الضروري الإسراع في اتخاذ قرارات حاسمة لتوجيه ضربة قاضية للمليشيا الحوثية، مع توحيد الجهود السياسية والعسكرية من أجل استعادة السيطرة على كامل اليمن، وضمان عدم استهداف المزيد من المشاريع الخدمية.

إنَّ اليمنيين لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من المعاناة، وهم مستعدون لدفع أي ثمن للتخلص من مليشيا الحوثي التي جلبت الويلات إلى وطنهم، لا وقت للمزيد من التأجيل، فالمخاطر تزداد يومًا بعد يوم، وحسم المعركة أصبح ضرورة ملحة.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
جهينة يمن | 4309 قراءة 

عاجل : رسمياً ...اسرائيل تعلن مقتل عدد من القيادات الحوثية بالغارات الاخيرة "اسماء"


المشهد اليمني | 2867 قراءة 

أعتبرت مصادر قبلية بمديرية رداع التابعة لمحافظة البيضاء أن إصرار ميلشيا الحوثي على مواصلة انتهاكا


جهينة يمن | 2694 قراءة 

عاجل : حكومة صنعاء تفاجئ الجميع وتعلن قبل قليل عن مقتل واصابة اكثر من 80 شخص "بيان"


المشهد اليمني | 1754 قراءة 

فرضت السلطات السعودية اشتراطات صحية جديدة للسماح بدخول المسافرين اليمنيين الراغبين بالزيارة أو ال


المجهر | 1279 قراءة 

قالت مصادر قبلية، إن تعزيزات عسكرية حوثية كبيرة وصلت خلال الساعات القليلة الماضية، إلى مدينة رداع قا


العاصفة نيوز | 1202 قراءة 

انباء عن مصرع مهدي المشاط بغارة أمريكية في دار الرئاسة اختفى رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى ل


نيوز لاين | 1200 قراءة 

فلكي يمني يكشف موعد انتهاء الشتاء


اليوم برس | 1109 قراءة 

أعلنت شرطة تعز فجر اليوم الأحد، القبض على المتهم


وطن الغد | 992 قراءة 

فرضت السلطات السعودية اشتراطات صحية جديدة للسماح بدخول المسافرين اليمنيين الراغبين بالزيارة


جهينة يمن | 974 قراءة 

ورد الان ....وفاة رجل اعمال بارز ونجله بحادث مروري مروع شرق عدن"صورة"