يمن ديلي نيوز

: تشهد مديرية الحداء بمحافظة ذمار (وسط اليمن) توترًا غير مسبوق بين قبائل المديرية وسلطات جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، وذلك عقب تحريك حملة عسكرية لاستعادة جرافة وسيارة تم احتجازها للضغط من أجل استعادة ديون وأموال “منهوبة” لدى متهم ينتمي لمحافظة صعدة (شمال اليمن).

الأزمة وفق مصادر محلية تحدثت لـ”يمن ديلي نيوز” بدأت عندما قام شيخ منطقة الأعماس بمديرية الحداء “عبدالسلام البيحاني” الذي يمتلك محلات تجارية في صنعاء بإقراض بضائع بمبلغ 50 ألف ريال سعودي لأحد أبناء صعدة تربطه به معرفة سابقة يلقب “الحذيفي” بشرط سداد قيمتها خلال أسبوع.

المصادر قالت إن “البيحاني” وبعد مرور أشهر على عدم دفع المبلغ، ووصوله إلى طريق مسدود وقيام المدين بإغلاق كل وسائل التواصل معه، قام بالاتصال بشقيق المدين وأبلغه أنه سيتوجه إلى صعدة لاستعادة ماله، حيث كان شقيقه قد أفاد أنه متواجد هناك.

وأثناء وجوده في صعدة أُبلغ شقيق المدين “البيحاني” أن شقيقه يرافق والده المريض في مستشفى السلام. فقام البيحاني بالتوجه مع شقيق المدين إلى المستشفى لزيارة والدهم، وعند وصولهم إلى بوابة المستشفى طلب شقيق المدين أن يبقى في الانتظار على السيارة حتى يخرج من الزيارة.

عقب خروجه من المستشفى فوجئ الشيخ “البيحاني” بعدم وجود سيارته نوع “جيب 2023” وعلى متنها جنبيته بقيمة 8 ملايين و80 ألف ريال سعودي، بالإضافة إلى مسدس وآلي كلاشنكوف، وفق المصادر.

ورغم تقديم البيحاني بلاغًا لسلطات الحوثيين في صعدة بشأن الحادثة، لم تتخذ أي إجراءات قانونية خلال شهرين، مما دفعه إلى أخذ جرافة تعود لأحد أقارب الحذيفي في صنعاء ونقلها إلى الحداء بذمار، كوسيلة للضغط من أجل استعادة الدين والممتلكات المنهوبة.

ردًا على ذلك، أصدرت جماعة الحوثي توجيهات بتحريك حملة عسكرية إلى الحداء لاستعادة الجرافة والسيارة، وهو ما اعتبرته قبيلة الأعماس انحيازًا مناطقيًا مرفوضًا مع المتهم كونه ينتمي لمحافظة صعدة.

وفي خطوة تصعيدية، احتشد أبناء قبائل الحداء منذ أيام في “مطرح بيحان الأعماس”، وهو تجمع قبلي مسلح أُعلن للدفاع عن المنطقة ومنع الحوثيين من اقتحامها أو اعتقال البيحاني.

ووفق المصادر، فإن القبائل كانت قد أفشلت وصول الحملة إلى المنطقة عند دخولها أولى قرى قبائل الحداء قبل أربعة أيام، في ظل تحرك وساطات قبلية لإخماد فتيل التوتر الذي ينذر باشتعال مواجهات شرسة.

وطبقًا للمصادر، فإن القبائل تؤكد أن مشكلتها الوحيدة هي عدم ضبط المتهمين وانحياز الحوثيين للمدين، وقيامها بتحريك حملة عسكرية على أبناء الحداء أصحاب الحق، وأنها على استعداد لتسليم الجرافة والسيارة ورفع المطرح القبلي في حال استعادة المنهوبات.

وحصل “يمن ديلي نيوز” على مقاطع فيديو تظهر الاحتشادات القبلية وأسلحة متوسطة، حيث تقول القبائل إنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تصعيد عسكري يستهدف المنطقة قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع سلطات الحوثيين.

وفي أوقات سابقة، أفشلت قبائل الحداء حملات عسكرية مماثلة لجماعة الحوثي هدفت لاعتقال مطلوبين سياسيين وعلى قضايا تخص الجماعة، وسط تصاعد التمردات القبلية في ذمار ومحافظات أخرى الرافضة لتصرفات الحوثيين.

مرتبط

الوسوم

محافظة ذمار

مديرية الحداء

جماعة الحوثي

شيخ منطقة الأعماس

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط