كشفت مصادر أمنية تابعة لوزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسوريا عن اكتشاف مستودع ضخم للمخدرات داخل المربع الأمني للنظام السابق في منطقة كفرسوسة بدمشق.

وأفادت المصادر بأن قوات الأمن الجديدة أحرقت كميات كبيرة من المخدرات، تتضمن نحو مليون حبة كبتاغون، التي كانت تُنتج بكثافة خلال فترة حكم بشار الأسد.

وأظهرت لقطات مصورة من الوكالة الفرنسية أن عناصر الأمن أشعلوا النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول، إضافة إلى عشرات الأكياس الصغيرة من حبوب الكبتاغون الوردية.

وقد أكد أحد المصادر في إدارة الأمن العام أنه تم العثور على مستودع للمواد المخدرة أثناء تمشيط المنطقة.

وبعد الإطاحة السريعة ببشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، نتيجة هجوم مباغت شنته فصائل سورية مسلحة، تحولت البلاد بشكل كبير. إذ فر الأسد إلى موسكو بعد حكم دام 24 عامًا، وهو ما أوقف أكثر من 50 عامًا من حكم آل الأسد.

ويُعرف نظام الأسد بإنتاج الكبتاغون، مما حول سوريا إلى دولة مخدرات وأغرق الأسواق في الشرق الأوسط بهذه المادة، التي أثرت أيضًا على دول مجاورة مثل العراق ودول الخليج.

وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على عدد من المسؤولين السوريين بسبب اشتباهها في تورطهم بتجارة المخدرات.

منذ ذلك الحين، تم العثور على كميات كبيرة من أقراص الكبتاغون المخزنة في مستودعات وقواعد عسكرية في عدة مناطق بسوريا. وقد تعهدت الفصائل المسلحة، التي تقودها هيئة تحرير الشام، بإتلاف هذه المواد.

وأوضحت مصادر أمنية أن التخلص من المخدرات يأتي في إطار حماية المجتمع السوري وقطع طرق التهريب التي كانت تديرها شركات مرتبطة بعائلة الأسد.

وقد تم الإبلاغ عن اكتشاف مستودعات أخرى ومصانع لإنتاج المخدرات، مما يشير إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها.

وتشير التقديرات إلى أن عائدات تجارة المخدرات في سوريا تتجاوز 10 مليارات دولار، مما يجعلها أكبر صادرات البلاد، متجاوزة جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقًا لتحقيقات أجرتها الوكالة الفرنسية في عام 2022. وقد أسفر الصراع الذي بدأ في عام 2011 عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص ونزوح الملايين.