في خطوة تصعيدية جديدة، قامت ميليشيا الحوثي الإيرانية باختطاف أكثر من 50 مسؤولاً من القطاع التعليمي والتربوي في أمانة العاصمة صنعاء، بينهم وكلاء ومديرو عموم، واقتادتهم إلى سجونها تمهيداً لفصلهم، وذلك بعد اتهامهم برفض حضور برامج تدريبية تروج لمحاضرات يلقيها زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، بالإضافة إلى مشاركتهم في المسيرات والفعاليات التي تنظمها الجماعة بشكل دوري.

وحسب مصادر تربوية مطلعة، أُرغم المسؤولون التربويون على حضور برامج تستمر لمدة 12 يوماً، تركز على محاضرات طائفية تهدف إلى تعزيز الفكر الحوثي في أوساط التعليم.

وأشارت المصادر إلى أن السلطة الحوثية اتخذت إجراءات عقابية ضد من امتنعوا عن الحضور أو انسحبوا بعد اليوم الأول من هذه البرامج، متهمة إياهم بمخالفة "مدونة السلوك الوظيفي" التي فرضتها على جميع المؤسسات الخاضعة لسيطرتها.

وفي خطوة تصعيدية أخرى، أحالت ميليشيا الحوثي 12 مديراً ووكيل قطاع إلى التحقيق وأوقفتهم عن العمل بسبب رفضهم المشاركة في البرنامج التعبوي الذي فرضته.

وحسب المصادر نفسها، فإن هذه القرارات جاءت بناءً على توجيهات من زعيم الجماعة، وتم تنفيذها عقب اجتماع ترأسه وزير التربية والتعليم المعيّن من قبل الحوثيين، حسن الصعدي. وأوصى الوزير بضرورة إخضاع التربويين لبرامج تدريجية تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بتدريبات عسكرية.

تعد هذه الخطوات جزءاً من حملات الحوثي المستمرة لفرض سيطرتها على القطاع التعليمي في المناطق الخاضعة لسلطتها، بهدف استغلال المدارس كأداة لنشر الفكر الطائفي والتعبئة العسكرية.