وصف الأكاديمي المتخصص في الشؤون العسكرية، الدكتور علي الذهب، خطاب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، مساء اليوم الخميس، 12 ديسمبر، بأنه يعكس حالة من الرعب والارتباك غير المسبوق.

وأشار في تدوينة طالعها المشهد اليمني، إلى أن الحوثي بدا منتفخ الأوداج، يزبد ويرعد في مشهد ينم عن انكشاف وضعه الحقيقي أمام التحديات الداخلية والخارجية.

وقال الذهب إن الحوثي تفاخر بتدريب مئات الآلاف من اليمنيين للقتال، متجاهلاً أن سياساته القمعية أوقعت 20 مليون شخص في دائرة الفقر والمعاناة تحت نظامه. وأضاف: "الواقع في الأرياف يعكس سخطاً شعبياً متزايداً ضد الجماعة، وهو ما يصعب عليهم تجاهله".

بدوره، اعتبر المحلل السياسي عبدالسلام محمد أن الخطاب المتشنج يعكس الحالة النفسية المضطربة التي يعيشها الحوثي وحركته المسلحة في اليمن، خاصة مع تهاوي النفوذ الإيراني وتراجع حلفائه في المنطقة.

وقال: "الحوثي يسعى للبقاء عبر استغلال عامل الوقت، حيث يقدم تنازلات كبيرة إقليمياً ودولياً، لكنه يستمر في حملة دعائية تهدف للحفاظ على شعبيته، مثل ادعاء الدفاع عن القدس".

وأشار المحلل إلى أن الظروف الحالية، إقليمياً ودولياً، مهيأة لسقوط حكم الحوثيين، مع انهيار محور إيران الذي يضم حزب الله والنظام السوري. وأوضح أن الحوثيين يحاولون التقرب من قوى إقليمية ودولية، بما في ذلك روسيا وأمريكا، مع محاولات للتصالح مع دول الخليج ومصر.

وأكد أن الجماعة تواجه تحديات داخلية كبيرة، أبرزها الانهيار الاقتصادي، انتهاكات حقوق الإنسان، اختطاف المدنيين، وتعذيب السجناء. وأضاف أن الشعور الشعبي يتزايد بضرورة إنهاء حكم الحوثيين، الذي جاء عبر انقلاب، ما يزيد الضغط على الجماعة.

على الصعيد الدولي، شدد عبدالسلام محمد، على أن الحوثيين يواجهون تحدياً كبيراً نتيجة تهديدهم لممرات الملاحة الدولية ومناطق النفط في الخليج، وهو ما جعلهم تحت المجهر الدولي.