في ظل الوضع السياسي المتأزم في اليمن، يتساءل العديد من المحللين حول إمكانية حدوث انتفاضة شعبية ضد ميليشيات الحوثي على غرار ما حدث مع بشار الأسد في سوريا . إذ يرى البعض أن ما شهدته المنطقة من تحولات قد ينعكس على الوضع في اليمن، حيث بدأت بعض الأصوات تتعالى في الآونة الأخيرة مطالبة بالإطاحة بالميليشيات الحوثية التي استولت على العاصمة صنعاء في عام 2014.

الميليشيات الحوثية التي تزعم -زورا وبهتانا - انتماءها إلى "محور المقاومة" الذي يضم إيران وحلفاءها في المنطقة، تتعرض لانتقادات حادة من داخل اليمن ومن القوى الإقليمية، بسبب ما وصفه منتقدوها بالانقلاب على الدولة اليمنية وتدميرها للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وتهدبد الملاحة في البحر الاحمر . ويشدد العديد من اليمنيين على أن الحوثيين، بدلاً من مقاومة الاحتلال كما يدعون، قاموا بتفكيك الدولة وأدخلوا البلاد في صراع طويل لا يربح فيه سوى القوى الأجنبية التي تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن.

في الأشهر الأخيرة، بدأت الاحتجاجات تظهر بشكل غير مسبوق في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وأخرها في إب، . يرى المراقبون أن هذه الاحتجاجات قد تكون بداية لانتفاضة شعبية عارمة ضد حكم الحوثيين، في حال استمرت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في التدهور.

كما أن الانتقادات التي توجه للحوثيين داخل اليمن تتزايد بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والتهديدات الأمنية التي يتعرض لها المدنيون في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الحوثيين في ضوء التحولات الإقليمية والتقارب بين القوى والاحزاب اليمنية مؤخرا.