تراقب جماعة الحوثي، ذراع إيران في شمال اليمن، التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية بكثير من القلق والمخاوف، تحسبا لانعكاسات حادة على كيانات ما يسمى بـ"محور المقاومة" التابعة لإيران، يدرك الحوثيون يقينا أنهم لن يسلموا منها.
وفي واشنطن، ينتظر البيت الأبيض تتويج دونالد ترامب رئيسا للبلاد، ويتوقع أن تشهد فترته الرئاسية توسعا وتصعيدا في العمليات الأمريكية ضد إيران ومليشياتها، ومن بينها الحوثيين.
في حديثه عن سياسة ترامب تجاه إيران تحدث مسعد بولص، كبير مستشاري ترمب لشئون الشرق الأوسط، أشار بولص بوضوح إلى تركيز ترامب على ثلاث قضايا رئيسية في العلاقة مع إيران: ترامب لا يريد مطلقا أن يكون لإيران برنامج نووي، يجب أن لا تمتلك إيران على الإطلاق قوة نووية.. الصواريخ الباليستية الإيرانية تشكل خطرا على إسرائيل ودول الخليج. والقضية الثالثة هي المشكلة التي يمثلها وكلاء إيران (الجماعات المسلحة التي تعمل بالوكالة لإيران) في المنطقة، سواء في غزة أو لبنان أو العراق أو اليمن (جماعة الحوثي).
مضيفا في مقابلة مع صحيفة "لو بوينت" الفرنسية: "وخارج هذه المحاور الثلاثة لم يتحدث الرئيس ترامب عن تغيير النظام في إيران"، في إشارة إلى أن تلك القضايا الثلاث هي شرط لاستعداد الرئيس للدخول في مفاوضات جادة مع النظام في إيران، وهي المقابل للقبول ببقاء النظام الحالي وبدء مفاوضات من أجل اتفاق نووي جديد.
وأشار إلى أن ترامب قد بدأ بالفعل ممارسة "أقصى ضغط" ضد إيران، مشيرا إلى أن إيران وبعد انتخاب دونالد مباشرة بدأت في تغيير سياستها في المنطقة، "رأينا ذلك مع الاتفاق المبرم في لبنان، ونلاحظ ذلك اليوم في سوريا.. بدأ الإيرانيون بالفعل في تغيير سياستهم الإقليمية".
يشير حديث بولص بوضوح إلى عزم إدارة ترمب على ضرب الأصول الحربية الاستراتيجية لإيران، وكذلك سلاح أذرعها، وسيشمل ذلك سلاح الحوثيين، وإنهاء التهديد الذي تمثله تلك جماعات المحور الإيراني، ما يعني مزيد من الضربات للقدرات وتجفيف مصادر وطرق تدفقات الدعم والسلاح. حدث ذلك لحزب الله في لبنان، ويحدث حاليا لوكلاء طهران وحليفها في سوريا، وقد نشهد ذلك في العراق واليمن.
في المقابل، لا يستطيع الحوثيون إخفاء قلقهم من عودة ترامب للبيت الأبيض والتحولات الجارية إقليميا، وفي خطابه الأسبوعي المتلفز حاول زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي طمأنة عناصر وأنصار الجماعة من صعود ترامب، مقللا من ما وصفه بالتهويل الذي تقوم به "بعض الأنظمة العربية وأبواقها الإعلامية"، وقال إن أي تحرك أمريكي لن يضر الجماعة وإن لديها "تجربة مع ترامب وكذلك المنطقة كلها، والنتيجة أنه لم يحسم الجبهات في اليمن" في إشارة إلى موقف ترامب من الجماعة خلال فترته السابقة.
ضربات متوقعة للحوثي
تشير تصريحات القادة الأمريكيين وتحركاتهم العسكرية إلى احتمالات مرتفعة لضربات أمريكية موجعة وأكثر دقة ضد الجماعة وقادتها. جميع المعطيات تقول هذا. كما يرى مراقبون.
إلى جانب ذلك، يتوقع محللون ضربات إسرائيلية جديدة مستقبلية ضد الجماعة.
وخلال نوفمبر الماضي قام قائد القيادة المركزية الأمريكية برحلة إلى الشرق الأوسط شملت خمس عواصم عربية، أجرى خلالها سلسلة لقاءات ومباحثات تركزت حول التطورات الإقليمية ومناقشة الإجراءات المطلوبة لمعالجة التحديات الأمنية الحالية.
ووفقا لبيان القيادة المركزية فقد التقى الجنرال مايكل إريك كوريلا خلال رحلته التي استمرت من 16 إلى 22 نوفمبر بكبار المسؤولين العسكريين والحكوميين في قطر والبحرين والإمارات والسعودية والأردن، تناولت تأكيد التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي، وتعزيز الشراكات العسكرية والفرص المتاحة لتعزيز التعاون الأمني، والجهود المبذولة لمواجهة المنظمات العنيفة المتطرفة، مثل داعش والحوثيين المدعومين من إيران والأنشطة الخبيثة والمتهورة التي يقوم بها الحوثيون". وفقا للبيان.
كما التقى الجنرال كوريلا خلال زيارته للرياض برئيس أركان الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز تناول "الرؤى حول الحوثيين المدعومين من إيران والجهود المتزايدة لمكافحة هجمات الحوثيين على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب".
حوثيون يحرقون العلم الأمريكي في مظاهرة بصنعاء
رسائل إنذار أمريكية للحوثيين
أظهر الحوثيون منذ بداية الحرب في غزة نجاح استثمار طهران في الجماعة ونظموا عملياتهم وفق إيقاع أهداف إيران ومناوراتها مع إسرائيل وأمريكا، وبالتنسيق مع الجماعات الإيرانية في العراق ولبنان ضمن عمليات "وحدة الساحات". وتسعى الجماعة لتقديم نفسها كقوة بديلة لحزب الله وملء الفراغ في المنطقة.
ومع حديث زعيم الجماعة عن استمرار عملياتهم "نصرة للشعب الفلسطيني" إلا أن الأيام الأخيرة من نوفمبر الماضي لم تشهد أي عملية للحوثيين في البحر الأحمر. وقد برر زعيم الجماعة ذلك بالقول بأن السفن التابعة أو المرتبطة بإسرائيل لم تعد تعبر من البحر الأحمر.
فيما كانت مصادر تحدثت عن تلقي الجماعة رسالة "إنذار" أمريكية عبر وسيط عربي لوقف استهداف الملاحة. لكن الجماعة عادت لتبني عمليات استهدفت مدمرة وسفن إمداد أمريكية في البحر العربي وخليج عدن في الأول من الشهر الحالي بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة. عادت الجماعة أيضا لتبني عمليات مشتركة مع كيانات عراقية تابعة لإيران ضد أهداف في إسرائيل.
وإلى جانب الحرب الإسرائيلية في غزة، فقد جاءت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو يمثل مركز ثقل الجماعات الإيرانية في الدول العربية، وما نتج عنها من مقتل زعيم الحزب وكبار قادته وانهيار البنية الأمنية وبعض العسكرية، وما ينتج عن ذلك من تأثيرات على الحوثيين وعلى كيانات المحور التي تواجه تأثيرات التفاعلات الدولية في غزة ولبنان وفي سوريا وصولا إلى العراق.
إضافة إلى أن العمليات العسكرية التي انخرط فيها الحوثيون منذ نهاية العام الماضي تحت لافتات نصرة الفلسطينيين، واتجاه الجماعة لاستهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وصولا إلى البحر العربي، قد جلب تدخلا عسكريا للقوى العالمية في البحر الأحمر لتقود أمريكا وبريطانيا ودولا أوروبية تحالف "حارس الازدهار" تحت عنوان حماية السفن.
تلا ذلك تدشين أمريكا وبريطانيا عمليات ضد الحوثيين منذ يوم 12 يناير المنصرم، تستهدف قدرات الجماعة بغارات تقودها مقاتلات حربية وبوارج وغواصات، استخدمت فيها قاذفات (
B-2 Spirit
) التي يطلق عليها "قاذفة الشبح" الاستراتيجية الأمريكية طالت ذخائرها منشئات عسكرية حيوية وتحصينات تحت الأرض ومخازن للصواريخ والطائرات المسيرة.
فيما شنت إسرائيل ضربات جوية ضد الحوثيين في 20 يوليو، وأخرى في 30 سبتمبر، بسلسلة غارات استهدفت قدرات حوثية في محافظة الحديدة غربي البلاد، ردا على تبني الجماعة هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على إسرائيل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، استنادًا إلى تقديرات أمنية، بأن العمليات العسكرية الأخيرة التي استه
صنعاء تحترق : الضربات الدولية تكشف مصير الحوثيين وتعيد رسم خارطة دولة الجنوب اليوم، شاهدنا كيف اجتا
عاجل : وزير الدفاع يفاجئ الجميع بهذا الرد على القصف الإسرائيلي على العاصمة صنعاء وباقي المحافظات
أفادت مصادر محلية في العاصمة المختطفة صنعاء، بوجود أزمة مشتقات نفطية وغاز منزلي بالمدينة، تسببت بها
الاستخبارات العسكرية في تعز تطيح بشبكة تهريب عملات أجنبية إلى مناطق سيطرة الحوثيين
سقط قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية اليوم الجمعة، استهدف مواقع ومنشآت مدنية في صنعاء وموانئ الحديدة
على وقع هجمات مكثفة بالطيران المسيّر والمدافع تشنه جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب للي