تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
شجرة المقالح
61 قراءة  |

يذكرني أستاذي الدكتور عبدالعزيز المقالح بشجرة عظيمة في مدخل قريتنا اسمها الثآبة. وكانت الثآبة بسقفها الأخضر دائم الإخضرار تظلل الناس والدواب والبهائم وتقوم بعدة وظائف، فهي مدرسة  يدرس الأطفال تحتها وهي سوق يجلس الباعة في ظلها يبيعون منتوجاتهم وماحملته حميرهم من قراهم البعيدة. وهي كذلك محطة للمسافرين المتعبين يتوقفون عندها ويستريحون في ظلها وكان المظلومون والخائفون من الحكومة يجيئون إليها بحثًا عن العدل والأمان ومثلهم يأتي الشعراء والمغنون فيشعرون ويغنون، وإليها يأتي مجاذيب ابن علوان ويجذبون وكانت كل حياة القرية تتمحور حولها وعندها يجتمع الأهالي ويتحدثون عن مشاكل وهموم قريتهم وعن مشاكل وهموم اليمن والعالم أجمع.

وكانت الثآبة لما لها من قيمة ومعنى تعني لأهل القرية الكثير حتى لقد غدت أكبر من كونها شجرة وأكثر قداسة من كل أولياء القرية ونحن نظلم المقالح حين نتحدث عنه كشاعر أو كناقد أو كمفكر ..أو حتى كمناضل سبتمبري.

وفي بلد مثل اليمن سهل أن تكون شاعرًا كبيرًا أو مبدعًا عظيمًا أو أديبًا معروفًا ومشهورًا. وأسهل منه أن تكون مناضلًا في بلد المليون مناضل لكن من الصعب أن تكون إنسانًا وكان المقالح إنسان.

وفي زمن التعددية الحزبية حيث غدا كل حزب هو اليمن وهو الوطن وحيث راح اليمنيون يتباهون بهوياتهم الحزبية: أنا مؤتمري.. أنا اشتراكي.. أنا اصلاحي.. أنا ناصري.. أنا بعثي.. أنا.. أنا .. صار من الصعب في هذا الزمن الحزبي اللعين أن تكون يمنيًا وأن تخلص لليمن وليس للحزب لكن المقالح ظل يمنيًا محبًا ومخلصًا لليمن إلى أن مات.

ومثل شجرة الإثأب في مدخل قريتنا التي كانت تنشر ظلها على أهل القرية  وعلى المسافرين وعابري السبيل، كان المقالح الإنسان ينشر ظله على اليمنيين وغير اليمنيين وكان وهو الخائف يمتلك ما اسميتها ب “شجاعة الخوف ” وبالرغم من خوفه من السلطة ومن  التكفيريين قبل الوحدة كان يحتضن اليساريين المغضوب عليهم ويفتح لهم ابواب مركز الدراسات ويحتضن كل أولئك الاكاديميين العرب  الخائفين والهاربين من انظمتهم الدكتاتورية ويفتح لهم أبواب جامعة صنعاء وأبواب الرزق.

وفوق هذا يستضيف كل أولئك الشعراء والأدباء والمفكرين من كل بقاع المعمورة وكان الجسر الذي يصل اليمن بالعالم.

لكن الفرق بينه وبين شجرة الإثأب في مدخل قريتنا هو أن التكفيريين كفروها وبعد أن كفروها ضمرت وتساقطت أوراقها ومن بعد قطعوها فيما شجرة المقالح كانت تزهر بعد كل حملة تكفير. وفي قريتنا اليوم لم يعد هناك من يتذكر الثآبة لكن المقالح الشجرة أصبح بعد موته غابة.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
العاصفة نيوز | 6796 قراءة 

صنعاء تحترق : الضربات الدولية تكشف مصير الحوثيين وتعيد رسم خارطة دولة الجنوب اليوم، شاهدنا كيف اجتا


المشهد اليمني | 6635 قراءة 

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، استنادًا إلى تقديرات أمنية، بأن العمليات العسكرية الأخيرة التي استه


جهينة يمن | 3450 قراءة 

أفواج من السياح الأجانب في طريقهم إلى مدينة المكلا


المنتصف نت | 2912 قراءة 

أفادت مصادر محلية في العاصمة المختطفة صنعاء، بوجود أزمة مشتقات نفطية وغاز منزلي بالمدينة، تسببت بها


حشد نت | 2473 قراءة 

الاستخبارات العسكرية في تعز تطيح بشبكة تهريب عملات أجنبية إلى مناطق سيطرة الحوثيين


بران برس | 2321 قراءة 

على وقع هجمات مكثفة بالطيران المسيّر والمدافع تشنه جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب للي


يني يمن | 2185 قراءة 

وزارة الدفاع اليمنية تصدر تعميماً هاماً لجميع العسكريين.. نص التعميم


نيوز لاين | 1865 قراءة 

تحذير للمواطنين مماسيحدث خلال الساعات القليلة القادمة "إنتبهوا لأطفالكم"


جهينة يمن | 1403 قراءة 

عاجل : غارة جوية تستهدف قوات تابعة للشرعية في هذه المحافظة...تفاصيل أولية


العربي نيوز | 1282 قراءة 

صدر اعلان عسكري امريكي هو الاخطر بشأن اليمن، وما سيتم خلال الساعات والايام المقبلة، عقب الغارات ال