مؤخرا برز إسم فنان “الاوركسترا اليمني “محمد القحوم” في عدد من المحافل العربية والعالمية كموسيقي وعازف يمني أدخل الموسيقى اليمنية إلى نطاق الأوركسترا العالمية، ودمج التراث الموسيقي اليمني الأصيل مع الأنماط الموسيقية الكلاسيكية الحديثة.

كانت آخر مشاركاته التي حظيت باهتمام واسع، إحيائه حفلا موسيقيا وغنائيا بمركز الملك فهد الثقافي في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة عدد من ألمع الفنانين اليمنيين، الذين قدموا لوحات فنية تراثية مدمجة بالاوركسترا العالمية نالت إعجاب الوسط الفني والمتابعين على المستوى السعودي واليمني.

يقول الفنان “القحوم” في حوار مع “يمن ديلي نيوز” إن أمله ورسالته من خلال الأوركسترا أن يري العالم صورة مشرقة عن بلده اليمن وثقافتها وهويتها من خلال لغة لا يختلف عليها اثنان، وهي لغة الموسيقى.

مؤكدا أن الفنون الموسيقية والغنائية اليمنية يتميز بتنوعه المذهل، “الذي أعتقد أنه نتاج تاريخ طويل من الحضارة والتبادل الثقافي والتنوع الجغرافي في هذا الجزء من العالم.

في هذا الحوار سنتعرف من خلاله على شخصية الفنان اليمني “محمد القحوم” إبن حضرموت، وفلسفته للأوركسترا، وكيف دلف إلى هذا الفن، وجانب من مسيرته الفنية ومشاركاته، وطموحاته المستقبلية.

أجرى الحوار لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري:

بداية من هو الفنان محمد القحوم؟

محمد سالم القحوم (1991)، مؤلف وموزع موسيقي. أُدير شركة صدى الإبداع للإنتاج الموسيقي، ومشروع السيمفونيات التراثية الذي يهدف إلى دمج الألوان الموسيقية والغنائية التراثية في الأوركسترا وتقديمها بأسلوب عصري.

ما الذي ألهمك لجمع الموسيقى اليمنية التقليدية مع الأنماط الأوركسترالية العالمية؟

أنا معجب بالموسيقى والغناء التراثي الذي عشت معه منذ نعومة أظفاري، ودائماً كنت أعتقد أنه فن جدير بالظهور والانتشار؛ لذلك كانت فكرة دمجه في الأوركسترا والموسيقى عالمياً مدفوعة بالرغبة في جعل هذه الفنون أكثر جاذبية لجماهير متنوعة، وأيضاً لتسهيل نقله إلى الأجيال التالية.

هل كان هناك دعم عائلي أو مجتمعي في رحلتك الموسيقية؟

لا شك أن أي نجاح هو خليط من العوامل المختلفة بما في ذلك الدعم العائلي ودعم الأصدقاء والزملاء والأشخاص الذين يشاركوننا نفس الأهداف والشغف. وأنا أعتبر نفسي محظوظ لأن الله قد وهبني كل ذلك.

منذ متى بدأ الفنان محمد القحوم الاهتمام بمسيرته الفنية؟ وماهي اهم المعوقات والصعوبات التي وجهتها وكيف تجاوزتها.

بدأت اهتماما بالموسيقى منذ الصغر، وكنت شغوف بجمع التسجيلات والاستماع إليها، وبمرور الوقت بدأت التوزيع والتأليف الموسيقي المستوحى من الفنون التراثية والموسيقى العالمية. طبعاً الصعوبات كثيرة، وهذا شيء طبيعي في أي مسيرة مهنية، بداية من اختيار الالوان الموسيقية والتأكد من مصادرها وليس انتهاء بالجهود الادارية واللوجيستية اللازمة لتنفيذ الحفلات الموسيقية في عدة دول حول العالم. والحمدلله نتجاوز دائما هذه التحديات بفضل تكاتفنا كفريق واحد وبالإصرار واعتبار كل تحدي هو فرصة للتطوير وليس عقبة.

أقمت العديد من الأمسيات منها في باريس والقاهرة وآخرها الرياض.. تحدث لنا عن هذه التجارب وكيف ساعدتك في شق طريقك؟

بدأنا رحلتنا من ماليزيا، وانتقلنا إلى مصر وفرنسا والكويت وقطر، والآن في رياض الخير، وخلال الاشهر القادمة سوف نكون في عدة دول خليجية وهي قطر والكويت والإمارات والبحرين وعمان.

كانت جميعها تجارب ثرية، وساهمت في صقل مهاراتي وفريقي بلا شك في مختلف المجالات الفنية والإدارية. كل حفلة هي تجربة فريدة، وأنا سعيد جداً بالآفاق غير المحدودة التي تفتحها هذه الفرص ليس للمشروع فقط وإنما للفن اليمني والفنون التراثية للدول المختلفة في كل مكان.

هل للفن اليمني ميزات خاصة عن الفن في دول المنطقة ماهي؟

كل شعب لديه مزايا مختلفة، وهذا التنوع هو سر ثراء الفنون العالمية، وأيضا هذا هو الدافع لدينا لإبراز الفنون التراثية لمختلفة الشعوب والثقافات وتسليط الضوء على أهمية التبادل الثقافي بين الشعوب.

وبحكم معرفتي بالفنون الموسيقية والغنائية اليمنية فإن من أبرز مزايا هذا الفن هو التنوع المذهل، والذي أعتقد أنه نتاج تاريخ طويل من الحضارة والتبادل الثقافي والتنوع الجغرافي في هذا الجزء من العالم.

الفن رسالة ماهي الرسالة التي يود الفنان محمد القحوم إيصالها للجمهور من خلال الفن؟

رسالتي هي أن الفنون تبني الحوار بين الشعوب. نحن في حاجة إلى أن يتعرف العالم علينا وأن نتعرف نحن على العالم، وأن نري العالم صورة مشرقة عن بلدنا وثقافتنا وهويتنا وطموحاتنا من خلال لغة لا يختلف عليها اثنان، وهي لغة الموسيقى.

في حفل الرياض هناك عدد من المقطوعات الجديدة للفنان محمد القحوم هل يمكن تتحدث عنها؟

لقد ألفت ووزعت العديد من المقطوعات الموسيقية الجديدة في حفلة الرياض مثل “نبض الماض” المستوحاة من فن الدان الحضرمي، ومقطوعة “ربش وبرع” المستوحاة من فن الربش السعودي والبرع اليمني، و”ماء الذهب” المأخوذة كلماتها من نقش تاريخي مكتوب بخط المسند وقمت بتلحينه.

هذه بعض الأمثلة فقط، ولكل مقطوعة سمة وأهداف خاصة بها، على سبيل المثال، تأتي “ربش وبرع” لتسليط الضوء على التأثير الثقافي المتبادل بين الثقافتين السعودية واليمنية. كما تسلط مقطوعة “ماء الذهب” الضوء على أهمية التجديد الحضاري.

هل للفنان محمد القحوم معزوفات عربية وعالمية .. نأمل أن تحدثنا عنها؟

تتنوع المعزوفات التي أقدمها بين تلك المستوحاة من فنون تراثية يمنية وأخرى عربية وأخرى غربية، وكلها بقالب موسيقي عالمي.

على سبيل المثال، كما أشرت، مقطوعة “ربش وبرع” تراث سعودي مع تراث يمني، وفي فرنسا قدمنا “دان فرنسي” وهو تراث حضرمي ممزوج بأغنية فرنسية شهيرة.

هل لديك مشاريع قادمة تود أن تشاركنا تفاصيلها؟

بكل تأكيد، لدينا في موسم 2024 – 2025 حفلات موسيقية في قطر والكويت والامارات والبحرين وعمان.

كل حفلة من هذه لها سياقات وظروف مختلفة، ففي الرياض مثلاً كانت حفلتنا متزامنة مع موسم الرياض، وفي الدوحة ستكون حفلتنا ضمن فعاليات “الغرة للآداب والفنون”.

نحن سعداء بكوننا جزء من أحداث ثقافية وترفيهية في هذه الدول ونأمل أن تكون مشاركتنا مثرية.

نبذة عن الأوركسترا:

فن الأوركسترا هو شكل من أشكال الموسيقى الكلاسيكية يتميز بتقديم أعمال موسيقية متعددة الألحان تُعزف بواسطة مجموعة كبيرة من العازفين، يُطلق عليها اسم الأوركسترا.

تتألف الأوركسترا عادةً من عدة أقسام تشمل الآلات الوترية مثل: الكمان، التشيلو، والكونترباص، الآلات النحاسية: مثل البوق والترومبون، والآلات الخشبية: مثل الفلوت والكلارينيت، والآلات الإيقاعية: مثل الطبول والدفوف.

الأعمال الأوركسترالية غالبًا ما تكون مزيجًا من الإبداع الموسيقي والانسجام بين الآلات، وتتميز بقدرتها على التعبير عن مشاعر وقصص عميقة باستخدام المقطوعات السيمفونية والكونشرتو والافتتاحيات.

وفن الأوركسترا ليس محصورًا بالموسيقى الكلاسيكية؛ إذ يتم استلهامه أيضًا في الموسيقى الحديثة، بما في ذلك الأفلام والمسرحيات، حيث يُستخدم لإضفاء طابع درامي ومؤثر.

مرتبط

الوسوم

محمد القحوم

الأوركسترا

الدان الحضرمي

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط