الجدل الذي أثير مؤخرًا حول لوحة الفنان عدنان جمن، الذي يحاكي من خلاله صورة فوتوغرافية لمدينة صنعاء، جعلني أسارع إلى صفحته على الفيس، بحثًا عن شاهد أو قرينة ما يؤكد ما ذهب إليه مؤيدي طرح الدكتور قائد غيلان أو معارضيه، لكنني لم أجد شيء يمكن الاتكاء عليه للتأييد أو الرفض (بخصوص هذه الصورة تحديدًا)، والسبب يعود إلى أنني وجدت نفسي أمام صورتين فوتوغرافيتين.. الصورة الأصل والصورة الرسم (اللوحة المنجزة)، وكلاهما عبارة عن صورة فوتوغرافية للوحة الأصل واللوحة، وقد وقف بجانبها الفنان عدنان جمن، وقام بالتعليق المقتضب عليها الذي بدأ من خلاله كمن أخذ يتنفس الصعداء على ما قام به من انجاز غير مسبوق.. من حيث حجم اللوحة والمغامرة في رسم مدينة واستغراقه في العمل عليها 3 أشهر كما قال ولم يضف شيء آخر!!.
لقد استطاع جمن إرباك جمهوره وأصدقاء مهنته في هذا المنشور وبدأ كأنه أراد أن يحرك هذا الركود العالق في انصراف الجمهور عن تتبع هذا النوع من الفن، وألقى بهذه اللوحة في بركة المشهد الراكد.. ليدب هذا الجدل على صفحات التواصل ويربك الجميع. لقد وضع السؤال مفتوحًا على أبواب الحيرة والارتباك؛ عن إمكانية محاكمة اللوحة واطلاق الحكم عليها بعيدًا عن العرض والمشاهدة الحية.. لمعرفة المادة الخام التي أعتمدها للرسم (قماش أم خشب أم جدارية أم زجاج)، والتقنيات والأدوات الفنية واللونية التي استخدمها في الإنجاز، لقد صمت عن كل هذا، وأراد أن يتنفس فقط بجانب اللوحة !!.
أعتقد أن طرفي الجدل ظل بمنأى عن رؤية اللوحة في المرسم أو عبر أي معرض كان يمكن لكل من شاهدها أن يغير احكامه عليها. فالملمس والمشاهدة عن قرب.. سواء أكانت اللوحة محاكاة عبر النسخ أو غيره من أشكال المحاكاة قادرة على انتاج الحكم ؟!.
لكن السؤال الأهم في تقديري.. هل بمقدور الحكم على لوحة واحدة، لفنان تابعنا بصمة ريشته وروحة المايزة وقدرته على رسم أدق التفاصيل في عشرات اللوحات هل بمقدورها أن تطلق الطلقة الأخيرة على سيرة فنان. لم يتميز في الرسم والتصوير فحسب، بل أستطاع الفنان خلال مسيرته الفنية والمهنية أن ينفرد على كثير من أصدقاءه في الابداع في مجال آخر وهو الخط العربي، بل لم يكتفي بالسير على خطى تقليد الاشكال المعروفة للخط العربي السته.. لكنه أنجز وأنفرد بإبداع خط سابع يضاف إلى قائمة الخط، علاوة على أنه من أسرة ارتبط اسمها وثيقا بالفن.
أخيرًا.. لا يعني هذا أننا ضد النقد البناء لهذا الفنان أو ذاك..لكن التسرع أحيانًا واطلاق الاحكام دون تروي، ربما يحتاج منا جميعًا إلى إعادة نظر.. مع تقديري أن الفن هو مجال واسع لاختلاف الذائقة والتفضيلات من شخص الى آخر.!
قبل الأخير.. تحية للفنان عدنان جمن هذا اللوحة التي أراد من خلالها في تقدير، إسداء التحية لمدينة صنعاء، وهو ابن مدينة عدن، لأنه ينتصر للوطن اليمني موحدًا عبر أصابعه.. باللون والفرشاة بعيدًا عن الأصابع التي لا تعرف طريقًا سالكًا للوطن اليمني سوى زناد الموت والاقتتال والتمزيق والفرقة!! فأيهما أجدر بالمحاكمة والبقاء داخل قفص (لوحة) الاتهام.. من يصنع بالبارود لوحة الموت.. أم من يرسم لوحة الحياة باللون والإحساس والمحبة؟!!.
تحية متجددة بالمودة للفنان عدنان جمن.. تحية لأصابع روحك المبدعة.. هذا الانحياز المقتدر للإبداع والحياة والانتصار لها بالفرشاة واللون!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أعتبرت مصادر قبلية بمديرية رداع التابعة لمحافظة البيضاء أن إصرار ميلشيا الحوثي على مواصلة انتهاكا
اختفى رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، منذ أيام، بالتزامن
السعودية توجه صفعة قوية للمقيمين ... إيقاف تجديد إقامة هذه الجنسية وترحيلهم فورًا من المملكة!
فرضت السلطات السعودية اشتراطات صحية جديدة للسماح بدخول المسافرين اليمنيين الراغبين بالزيارة أو ال
علقت الصحفية غدير الشرعبي على خبر القبض على قاتل والدها قائلة: "مش قادر أقول مشاعري!.. مش قادر