تشهد مدينة عدن حالة من التوتر، جراء التطورات الأخيرة في قضية اختطاف وإخفاء المقدم علي عشال الجعدني، أحد ضباط الجيش والمنتمي لمحافظة أبين، في الثاني عشر من يونيو الماضي.

ووفقاً لإدارة أمن عدن، يومها، فإن عملية الاختطاف تمت في تمام الساعة 5:17 مساءً في منطقة التقنية، حيث اعترضت عصابة مسلحة تستقل باص “فوكسي أبيض” سيارة المقدم عشال من نوع هيونداي وقامت باختطافه إلى مكان مجهول.

وبعد التحقيق أصدرت السلطة الأمنية أوامر قبض قهري بحق عدد من المتهمين في قضية اختطاف عشال، وهم يسران المقطري، سامر الجندب، أحمد زيدان، سميح النورجي، بكيل مختار، ومحمود الهندي.

منذ ذلك الحين، لايزال مصير علي عشال مجهولاً، لم تتمكن الأجهزة الأمنية حتى اللحظة من تحديد مكان وجوده والكشف عن مصيره.

مؤخرًا، وفي تطور لافت، أعلنت إدارة أمن محافظة أبين، أن التحقيقات أثبتت هروب المتهمين الرئيسيين في القضية، وأن مهمة إحضارهم انتقلت إلى المستوى الأعلى ممثلًا بقيادتي المجلس الرئاسي والانتقالي؛ كونهما الجهتين القادرتين على الضغط، بناءً على مذكرة القبض القهرية التي رفعت لإحضارهم إلى العاصمة عدن للمثول أمام القضاء، مؤكدة أن الأمر أصبح حتميًا ومطلبًا شعبيًا لا مفر منه.

وكان أمن أبين أكد وقوفه إلى جانب أسرة المخفي عشال وقبيلة الجعادنة بشكل خاص، ومع كافة أحرار وشرفاء الجنوب قاطبة، عبر المطالب السلمية المشروعة وغير المسيسة المكفولة شرعًا وقانونًا، مطالبًا الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، واللجنة الأمنية العليا، بحماية المتظاهرين من أبناء محافظة أبين وكافة أبناء الجنوب، الذين سيتوافدون بعشرات الآلاف إلى ساحة العروض يوم السبت ٣/٨/٢٠٢٤م.

وبالموعد احتشد المئات من أبناء محافظة أبين، في ساحة العروض بعدن، للمشاركة في مليونية “عشال”، والمطالبة بالإفراج عن المختطف المقدم علي عشال الجعدني والمخفيين قسريًا، إلا أن مسلحي الانتقالي هاجموا التظاهرة بالرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل شخصين، وجرح آخرين، إضافة إلى اختطاف عدد من المشاركين في التظاهرة، واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.

ويتصاعد الغضب الشعبي في المحافظات الجنوبية، جراء فشل الأجهزة الأمنية بالكشف عن مصير عشال، وضبط الجناة. فيما تؤكد مصادر مطلعة، أنه يجري اليوم استجواب عدد من حفاري القبور، بشأن دفن جثث في عدن خلال الفترة التي اختفى فيها المقدم عشال، وذلك في إشارة واضحة إلى الاعتقاد بمقتله، وهو ما ينذر بمواجهة مسلحة وشيكة.