(2) إلى الحديدة على سيارة قات
كان صيف العام 1967 بالنسبة لعبد السلام الخطيب مختلفا، اذ تزامنت فترة نهاية اختباره للصف الثاني الاعدادي مع حلول نكسة يونيو/ حزيرن، التي أحدثت الشرخ الأكبر في المشروع القومي العربي الذي كان يبشر به الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.
ومثل كل اجازة صيفية غادر مدينة تعز إلى القرية لقضاء فترتها في مراتع الصبا والذكريات، واثناء تواجده بها تفاجأ ذات بطلب والده تزويجه على فتاة من خارج الأسرة شاهدها الأب في الطريق وحين سألها عمن تكون وابنة من هي؟ وعندما عرف هذه التفاصيل قام بخطبتها من والدها القاضي لولده.
يقول عبد السلام :
اجراءات العرس لم تأخذ وقتا طويلاً، وأراده الأب أن يكون مميزا ويليق بمكانته كوجيه في المنطقة، اضافة إلى كونه العرس الأول لأكبر أبنائه، ولهذا كان الحضور فيه كبيرا من وابناء المنطقة ومن خارجها,
ويضيف:
كان عمر الفتاة صغيرا ( أربعة عشر عاما) وكنت أكبرها بعامين فقط، وبعد شهر واحد من الزواج طلبت من والدي العودة إلى المدينة لمواصلة الدراسة لكنه رفض وقال لي أن خطي صار أجمل من خط القضاة ، وأني أعرف أحسب ، وهذا يكفيني لممارسة حياتي الطبيعية بدون تعليم، وأجبرني على البقاء في القرية ( أتمرعي) أي أقوم بشئون الأرض والاشراف على العمال الذين يعتنون بزراعة القات وقطفه,وظل والده يتنقل بين تعز والقرية ويقول عن تلك الفترة.
كنت خلال أيام الأسبوع انهض فجرا واقوم بتحميل القات، الذي يقطفه العمال ليلاً، في خرج حمار قوي وارافق المقاوتة ( بائعي القات) إلى مدينة التربة – مركز الحجرية التاريخي، أو منطقة المصلى في الأحكوم ، أو المفاليس في طور الباحة، ثم نعود عصراً منهكين”، بعد أن نكون قدر صرّفنا القات لوكلاء معروفين في أسواق تلك المناطق.
استمر على هذا الحال لأشهر عديدة، وحينما وجد نفسه لا يستطيع المضي في هذا الطريق ترك القرية إلى تعز، ومنها غادر على سيارة قات إلى الحديدة ويقول عن تفاصيل هذه الرحلة:
” حينما عجزت عن اقناع والدي بالعودة إلى المدينة لمواصلة تعليمي اتخذت قرارا بمغادرة القرية مهما كانت عواقب هذا القرار، فقد انتظرت عودة أبي من تعز، وبعد يومين من عودته، نهضت فجر اليوم الثالث ، ودون أن اخبر أحد، أخذت ملابسي القليلة وكانت زوجتي لم تزل نائمة وصعدت إلى مدينة التربة عن طريق نقيل “عليافة”، وحينما اكتشف والدي غيابي بدأ بالبحث عني في كل مكان، بما فيها بركة المسجد حين ظن اني ربما سقطت فيها بعد صلاة الفجر. ومن التربة ركبت سيارة مسافرين إلى تعز، التي وصلتها عصراً.. لم أكن قد حددت وجهتي بالضبط، فقد كان همي منصبا كيف أغادر القرية وبأي شكل.
في تعز وجدت مجموعة من اقربائي وأهل قريتي مسافرون فجراً إلى الحديدة على سيارة محملة بالقات، فقررت السفر معهم علي السيارة اللاند
كانت لم تزل أجزاء من الطريق الرابط بين تعز والحديدة لم تسلفت .. المشروع السوفيتي ( طريق الحديدة تعز) كان لم يزل يعمل في نقطة الجراحي.. و قدعانينا كثيرا ونحن نقطع الكثبان الرملية من مفرق المخا إلى منطقة حيس.
وصلنا الحديدة ظهرا وكان الجو حارا جدا لم اعهده من قبل، حتى ذلك الحر الشديد في مدينة عدن والذي ذقته في العام 1963 م، لم يكن يشبه مناخ مدينة الحديدة برطوبته العالية
وصلنا سوق المطراق في دكان يمتلكه أحد معارفنا من القرية، وبعد يومين انتقلت للعمل في المقصف الرياضي بشارع المينا والذي يمتلكه أحد أقربائي ( محمد اسماعيل)، وكان أشبه بملتقى لرياضيي ومثقفي المدينة، التي لم تكن قد تعافت بعد من خضة الحملة العسكرية المكونة من تشكيلات قبلية وكتائب عسكرية تدين بالولاء للفريق حسن العمري رئيس الوزراء والقائد الأعلى، والتي استهدفت مقر المقاومة الشعبية ونقابات العمال بعد أزمة سفينة الأسلحة الروسية في مارس 1968م.
(يتبع)
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
عاجل : رسمياً ...اسرائيل تعلن مقتل عدد من القيادات الحوثية بالغارات الاخيرة "اسماء"
عاجل : حكومة صنعاء تفاجئ الجميع وتعلن قبل قليل عن مقتل واصابة اكثر من 80 شخص "بيان"
فرضت السلطات السعودية اشتراطات صحية جديدة للسماح بدخول المسافرين اليمنيين الراغبين بالزيارة أو ال
قالت مصادر قبلية، إن تعزيزات عسكرية حوثية كبيرة وصلت خلال الساعات القليلة الماضية، إلى مدينة رداع قا
انباء عن مصرع مهدي المشاط بغارة أمريكية في دار الرئاسة اختفى رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى ل
عاجل :اقتربت ساعة الصفر...رئيس هيئة الاركان بالجيش السعودي يلتقي بقائد القوات المركزية الامريكي ومصا
عاجل : عدد من القبائل تعلن النفير العام والتوجه لقتال الحوثيين في رداع "تفاصيل أولية"