الجنوب اليمني | خاص
شدد وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، على العلاقة الوثيقة بين تصاعد التوترات في منطقة البحر الأحمر والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لافتاً إلى أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سينتج عنه “تطورات إيجابية” في هذه المنطقة الحيوية.
وأوضح البوسعيدي، خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء في العاصمة مسقط، أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل يمثل مصدراً للعديد من التحديات والقضايا الأخرى في المنطقة، مؤكداً أن ما تشهده منطقة البحر الأحمر حالياً “مرتبط بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
كما أشار الوزير العماني إلى أن جزءاً كبيراً من التوتر القائم بين إسرائيل وإيران “مرتبط أيضاً بالعداء واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”، معرباً عن تفاؤله بأن وقف إطلاق النار في غزة سينعكس إيجاباً على الأوضاع في البحر الأحمر.
وفي سياق آخر، تطرق البوسعيدي إلى تسليم الولايات المتحدة لـ 11 محتجزاً يمنياً من معتقل غوانتنامو إلى سلطنة عمان، مؤكداً أن هذه “الدفعة الأخيرة” تأتي في إطار جهود سابقة بذلتها السلطنة في هذا الملف.
وأعرب عن ثقته بأن المفرج عنهم يتطلعون إلى حياة مستقرة وآمنة، متمنياً عودتهم الآمنة إلى بلادهم “عندما تستقر الظروف في اليمن ويكون الظرف مناسباً”.
وحول ما يتردد عن دور محتمل لسلطنة عمان في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، المعروفة بـ “اليوم التالي”، أكد البوسعيدي أن بلاده تؤمن بأن “فلسطين هي للفلسطينيين، أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً”.
وشدد على أن الحل الأمثل للقضية الفلسطينية يكمن في إرادة الشعب الفلسطيني وقواعد الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية.
واستبعد الوزير العماني الحاجة إلى إرسال قوات خارجية إلى غزة، مؤكداً أن “فلسطين فيها من الكفاءات والقدرات والإمكانيات التي تمكنها من إدارة أراضيها”.
وأشار إلى أن الدول المحبة لفلسطين والسلام يمكنها تقديم الدعم عبر التمويل وتوفير الإمكانيات والعمل الدبلوماسي والسياسي.
ورداً على سؤال حول إمكانية فتح مكتب لحركة “حماس” في السلطنة، أوضح البوسعيدي أن هناك سفارة لعُمان في رام الله وسفارة لفلسطين في مسقط، مؤكداً على أهمية وحدة الصف الفلسطيني ودعوة جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، للانضمام إلى سلطة واحدة متفق عليها.
وفيما يتعلق بجهود وقف “الجرائم الإسرائيلية” في غزة، أكد البوسعيدي أن “المحاولات لم تتوقف لتحقيق اختراق لوقف هذه الجرائم”، مشيراً إلى “تنامٍ عالمي كبير لصالح القضية الفلسطينية وعدالتها”.
وشدد على أن الأمر لا يجب أن يتوقف عند وقف إطلاق النار، بل يجب التوصل إلى حل عادل وشامل يستعيد فيه الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
وأكد الوزير العماني على وجود إجماع عربي على تجريم الأفعال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وإدانة التدمير واستنكار الخسائر البشرية والمادية.
وأشار إلى أن الحل العادل لقضية فلسطين أصبح محل اهتمام العديد من الدول، بما في ذلك دول كانت مواقفها محايدة أو تميل لصالح إسرائيل، وأن العديد منها بدأ يتحدث عن الحق الفلسطيني بإقامة دولته ويستنكر ما تقوم به إسرائيل من “جرائم”.
ودعا البوسعيدي الإدارة الأمريكية الجديدة إلى السعي لحل المسألة الفلسطينية في “الاتجاه الصحيح”، معتبراً أن “المنطقة لن تهنأ ما لم تحل هذه القضية”.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news