عدن توداي
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
لقد انطلقت شرارة التغيير من تونس الحبيبة في عام 2011 ، واستجابت الشعوب العربية جمعاء لتلك الشرارة ، لعلها تحمل من الغيث مايروي عطش الشعوب ، ويشبع جوعها ؛ المتمثل في كسرة خبز من طعام الحرية ، أو جرعة مشروب من رحيق العدل والمساواة ، أو قرص دواء يشفيهم من أمراض الذل والهوان …
غير أن طواغيت الظلم والجور والقهر تداعت من الخارج والداخل ، وشوهت ذلك الأمل قبل أن يولد ، مع أن الشعوب قد تلتقي معهم في بعض الأمور ؛ إذ لم يكن المولود سويا – فيما يبدو – بحجم فرحة الشعوب ، ولكن كان بإمكاننا أن نحافظ على تلك الخصوبة العالية ، الأمر الذي سيأتي – حتما – بمولود آخر ، يساوي فرحة الشعوب ، ويلبي طموحها ، إلا أن تلك الأيادي العابثة عملت على قتل المولود في مهده ، ودمرت مقدرات الإخصاب تماما حتى تقتل الأمل كله لدى الشعوب بمعاودة التفكير في الإنجاب مرة أخرى …
وهاهم اليوم أعداء الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة يستنسخون طفلا آخر معتوه الفكر والتكوين ، مشوه الخلقة والخليقة ، بل ربما أشبه كثيرا طفلهم المستنسخ تلك القردة التي استنسخها الله من بني إسرائيل ، مع كثرة مادهنوه به من معجنات التجميل ، ومالمعوه به من مساحيق التزيين . وبناء على ماتقدم نقول لهم كفى عبثا بعقول البسطاء والمغفلين والأغبياء والرخاص وضعاف النفوس من أبناء هذه الأمة …
أم تريدون أيها الطغاة العابثون أن تقولوا لنا إن الإنسان أصله قردا ؛ إذ بدأ السير على أربع ، ثم تطور حتى أصبح على هيئته الحالية ، لعلنا نستذكر نظرية داروين التي درستمونا إياها زورا وبهتانا عقودا من الزمن . وكأن هذه الأمة قد حجب عنها العلم والفهم والإدراك كما منعت عنها الديمقراطية إلى أبد الآبدين .
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news