كشف الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز، الذي نفذه جندي أميركي سابق موالي لتنظيم "داعش" وأودى بحياة 15 شخصا وإصابة 30 آخرين خلال احتفالات رأس السنة، عن استمرار قدرة التنظيم على إلهام الهجمات في الغرب، حتى مع تراجع سيطرته الجغرافية في مناطق نفوذه.
ويأتي الحادث الإرهابي الأخير في الولايات المتحدة، بالتزامن مع تصاعد المخاوف من محاولات التنظيم المتطرف إعادة بناء نفوذه في سوريا، خاصة بعد انهيار نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، والفراغ السياسي والأمني الحاصل في البلاد.
ويعيد هذا الوضع إلى الأذهان ذكريات مؤلمة في كل من سوريا والعراق، حيث سيطرت "داعش" على مساحات شاسعة من أراضي البلدين عام 2014، معلنة ما أسمته "دولة الخلافة" التي أثارت الرعب في المنطقة والعالم.
ورغم تراجع نفوذه، شهد تنظيم "داعش" تصاعداً ملحوظا في نشاطه خلال العام الماضي، من خلال تنفيذ عمليات نوعية داخل سوريا والعراق وخارجهما.
ومنحه انهيار نظام الأسد المفاجئ في ديسمبر فرصة جديدة، إذ استولى على مخزونات من الأسلحة والمعدات التي خلفها الجيش النظام السوري والميليلشيات الموالية له. ووفقا لتقارير وخبراء عسكريين، يعمل التنظيم حاليا على تدريب مجندين جدد وحشد قواته في الصحراء السورية، في محاولة لإحياء مشروعه المتطرف.
ترامب و"التحدي السوري"
وفي مواجهة هذا التهديد المتجدد، سارعت القوات الأميركية إلى شن هجمات مكثفة على مواقع التنظيم في سوريا. غير أن هذا التحرك يأتي تزامنا مع استعداد "التحالف الدولي لمواجهة داعش" الذي تقوده واشنطن لسحب قواته من العراق، بعد اتفاق بين واشنطن وبغداد على إنهاء المهمة العسكرية بحلول نهاية سبتمبر 2025.
ومع تولي الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، مهامه هذا الشهر، تبقى الاستراتيجية الأميركية المستقبلية للتعامل مع المتغيرات الجديدة غير واضحة المعالم، خاصة في ضوء مواقفه السابقة المشككة في جدوى نشر قوات في الخارج، وأيضا تصريحاته بأن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل في الصراع في سوريا.
في هذا السياق، يقول مدير مركز "تراينغل" للإرهاب والأمن الداخلي، ديفيد شانزر، مدير مركز "تراينغل" للإرهاب والأمن الداخلي، ديفيد شانزر، إن سوريا ستشكل "تحديا كبيرا" لإدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، في المرحلة القادمة.
ويوضح الخبير الأميركي في تصريحات لموقع "الحرة"، أن الوجود العسكري الأميركي المحدود في المنطقة نجح في كبح قوة تنظيم داعش، محذرا من أن سحب هذه القوات قد يؤدي إلى عودة ظهور التنظيم من جديد.
وأشار إلى أن هذا التطور سيشكل تهديدا مباشراً للحكومة الجديدة في سوريا والعراق، وقد يمتد تأثيره إلى داخل الولايات المتحدة من خلال هجمات مشابهة لما حدث في نيو أورليانز.
وعلى ضوء هذه المخاطر، يوصي شاندرز بضرورة الإبقاء على قوة عسكرية صغيرة ومستهدفة على الأرض في سوريا، مؤكدا أن هذا الوجود العسكري المحدود ضروري لمنع عودة تنظيم داعش وحماية المصالح الأميركية في المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news