كتب / العميد/ عبدالناصر السنيدي
كان عام ٢٠٢٤ هو عام سقطرى بامتياز، حيث إن الأنظار قد اتجهت إلى هناك بشكل لافت. تحركت عدسات الصحفيين العرب والعالميين واليوتيوبرز وصناع المحتوى نحو الجزيرة الفاتنة جميلة المحيا رائعة المفاتن، والتي صورها الله وأحسن تصويرها مياهًا وأجواءً وخضرة لم يُخلق مثلها في البلاد. حج إليها السياح من كل حدب وصوب، عشقوا عذريتها الطبيعية وفتنوا بناسها الطيبين النفوس جميلين المعشر، أحبوا فطرتهم، خالقين ثنائيًا رائعًا مع طبيعتها الخلابة لترسم لوحة سقطرى النهائية المذهلة.
لا أبالغ إذا قلت إن رجل الكهف، ذلك الرجل الستيني البسيط المتقد الذكاء، كان رجل عام ٢٠٢٤ في اليمن ورجل السياحة الأول الذي كون متحفًا مفتوحًا من الجبل وصنع مقتنياته بنفسه من حلي جمعها من بقايا أحياء البحر النافقة، ويحكي لزواره عاليي الثقافة والمستوى العلمي الذين أتوا من كل حدب وصوب في أصقاع الأرض تاريخ سقطرى العريق الضارب في أعماق التاريخ السحيق. هذا الرجل يستحق أن يحمل كل الأوسمة وكل النياشين وكل الجوائز وكل التكريم، وينحت له تمثالًا عند بوابة مطار سقطرى وجولاتها، بل أكثر من ذلك، عند مبنى وزارة السياحة، فلم يكن من قبله أحد ولن يأتي بعده أحد خدم السياحة السقطرية بهذا الشكل.
ثم إني تابعت باهتمام بالغ زيارة هامتين جنوبيتين كبيرتين وصلا لتوهما إلى سقطرى، وهما الصحفي الألمعي علي منصور مقراط والدكتور محمد حسين حلبوب، والذان جمعتهم الصدفة للزيارة. حيث يمران الرجلان سيتركان أثرًا كبيرًا وسيكون لزيارتهما أثر على سقطرى دون شك ولا مبالغة.
المتابع لزيارة الصحفي مقراط الذي شد رجليه إلى سقطرى طوعًا يحركه شغف الصحفي القارئ للواقع بشكل جيد. يشاهد حجم الحفاوة الحضورية له بين مسؤولي الصف الأول والثاني في سقطرى وذلك إدراكًا لأهمية الرجل. لقد منح الله هذا الرجل العصامي قبولًا فطريًا بين الناس، وأجمع على حبه كل من عرفه. ثم أنه يملك قدرة كبيرة على كتابة وتوصيل أفكاره بطريقة السهل الممتنع، وأقصد بالممتنع هو أنك ترى أسلوبه بسيطًا شعبيًا لكن لن يجيد صناعته إلا هو فقط.
مقالات ذات صلة
الهلال الأحمر يوزع مساعدات إيوائية طارئة للنازحين من مناطق قرين وعهامه بالمسيمير
الوكيل الجيلاني يُكرّم حفّاظ كتاب الله تعالى كاملاً بالسند وحفّاظ أجزاء من القرآن الكريم
يمتلك مقراط تواصلًا مع شريحة كبيرة من المسؤولين كبارًا وصغارًا، مع معظم جهابذة الإعلام، مع رجال الأعمال، مع المستثمرين والتجار، مع المعارضة في الخارج. لمقالاته تأثير وسلطة وجاذبية سحرية لا تستطيع إلا قراءتها. لهذا فإن هذه الزيارة وهذه التغطية الإعلامية ستجعل الأنظار تتجه نحو سقطرى، وستجعل الكثيرين يشدون الرحيل سياحًا إلى سقطرى والمستثمرين استثمارًا، والمسؤولين انتباهًا. لهذا قيسوا واستنتجوا معي أهمية هذه الزيارة.
الدكتور محمد حسين حلبوب، مدير البنك الأهلي التجاري، شد الرحال هو الآخر إلى سقطرى، متابعًا بعين رجل الاقتصاد لما يجري في سقطرى، مدركًا لأهمية الاحتياج لهذا الكم الكبير والقابل للزيادة من السياح، وضرورة أن يواكب البنك الأهلي حاجة السياح للبنوك وتسهيل حياتهم والاستفادة من ذلك. وهذا سيعكس نفسه على دعم البنك الأهلي والسياحة.
أنا لا أكتب تزلفًا، بل أحيي عملية الرجل الذي حركه حبه لعمله، حبه لنجاحه، حبه للتطوير والتغيير. كان دافعه ضميره وبالتأكيد لم يرسله أحد. أحيي الدكتور وكل مسؤول باحث عن فرص. لا شك أن وجود بنك يسهل حركة الأموال إلكترونيًا أكثر أهمية لتطوير السياحة الداخلية والخارجية، وسيجعل من كل مواطن يفكر بالذهاب لسقطرى أن يفتح حسابًا في الأهلي. وما يدل على أن عقلية الرجل تجارية بحتة، فقد ضرب عصفورين بحجر، إذ جعل رجل الكهف يفتتح مشروع التطوير بالبنك، فهو قد كرمه كأول مسؤول يفعل ذلك، واستفاد من شهرة رجل الكهف لترويج مشروعه. أتوقع لسقطرى نموًا عمرانيًا وتجاريًا وتطورًا سياحيًا وزيادة سكانية منقطعة النظير.
عبدالناصر السنيدي
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news