كتب/ حسن العيدروس
في عام 1974، كانت عُمان على موعد مع بدايات شاقة في بطولة كأس الخليج. لم تكن تلك البداية سوى مجرد مشاركة لغرض المشاركة تحت وطأة الكثير من الصعوبات وقلة الإمكانيات الفنية التي ترتب عليها نتائج بحصص تاريخية كانت من نصيب المرمى العماني، 34 مباراة كاملة مرت كأنها علقم على العمانيين، لم يتذوقوا فيها حلو الانتصار، كان الزمن وقتها يُصقل العمانيين لا بالانتصارات بل بالهزائم المتكررة التي علمتهم تقبّل الخسارة في كل مرة..
جاء عام 1988 كفجرٍ جديد، يحمل في طياته أول انتصار على حساب قطر لم يكن ذلك الفوز مجرد فوز عادي بل كان انتصارًا للروح العمانية المثابرة، التي ظلت تتشبث بالأمل رغم انكسارات السنين. لقد أثبت هذا الفوز أن ذلك الصبر يمكن أن يحول أي ضعف إلى قوة، وأن البدايات المتواضعة ليست سوى سلالم للوصول إلى القمم.
ومع مرور الزمن، بدأت عُمان تتألق، حيث لم تكتف بالمشاركة فقط بل أصبحت منافسًا شرسًا وبطلاً متوجاً في نسختي 2009 و 2018 كما وصلت إلى النهائي ثلاث مرات في آخر أربع نسخ وهذا لم يكن مجرد مصادفة، بل كان نتيجة رحلة طويلة من التعلم على مدار عقود.
لعل قصة عُمان تُلقي بظلالها على الجار اليمن، الذي يعيش تجربة مشابهة. فاليمن هو الآخر يعاني في البطولة من نتائج متواضعة وصعوبات تتجاوز الرياضة. وكما تعلمنا من تجربة عُمان، فإن الزمن كفيل بأن يُغير الموازين. ربما يحتاج اليمن إلى ذات الصبر والإرادة ليحفر اسمه يومًا ما في سجل الأبطال، لاسيما وانه بلد يزخر بمئات المواهب الكروية التي تنتظر من يأخذ بيدها لرفع راية اليمن كروياً.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news