في يوم حزين للثقافة والسياسة اليمنية، توفي اليوم الشاعر والسياسي البارز سلطان الصريمي، الذي ترك إرثًا لا يمحى في قلوب اليمنيين وذاكرتهم، كانت حياته رحلة من الإبداع والتفاني والنضال، حيث جمع بين الشعر والسياسة ليعزز قيم العدالة للمظلومين، رحل مخلفًا بصمة خالدة على جدار تاريخ اليمن الحديث.
سيرته ومسيرته
قبل رحلته بين سطور الشعر والسياسة وُلد الشاعر الدكتور سلطان سعيد حيدر شمسان الصريمي عام 1948 في الحجرية، محافظة تعز. بدأ دراسته في مِعْلَامة قريته، قبل أن يهاجر مع عائلته إلى جيبوتي حيث أكمل تعليمه الابتدائي هناك.
عادت عائلته إلى اليمن، فعمل في البناء ثم في أحد المتاجر بمدينة عدن، وعند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 انضم إلى الحرس الوطني، ثم انتقل إلى العمل المدني ورغم التحديات، انكب على المطالعة الذاتية ليرفع من مستواه الثقافي فحصل على الماجستير في العلوم الاجتماعية في العام 1985 والدكتوراه في فلسفة العلوم الاجتماعية من موسكو في العام 1990.
شغل الصريمي عدة مناصب في القطاع العام، منها مديرًا لفرع الشركة اليمنية للتجارة الخارجية في تعز في النصف الثاني من الستينات، ومديرًا لفرع شركة التبغ والكبريت في إب أواخر السبعينات، ومديرًا عامًا لتسويق الألبان في الحديدة.
وعلى الصعيد السياسي والثقافي والأدبي والإعلامي تقلد الصريمي العديد من المناصب الهامة حيث كان:
في السياسة .. عضو الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وعضو مجلس النواب اليمني من عام 1993 إلى 1997 .
في الثقافة .. رئيس مركز الكناري للاستشارات والخدمات الثقافية، ورئيس تحرير مجلة دروب، ورئيس تحرير مجلة الحكمة الناطقة باسم اتحاد الادباء، رئيس هيئة تحرير صحيفة الثوري لسان حال الحزب الإشتراكي
أدبيًا .. أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من 1990 إلى 1992، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ومستشارًا لوزير الإعلام.
صدر للصريمي سبعة دواوين شعرية أبرزها نشوان وأحزان الشمس، أبجدية البحر والثورة، هموم إيقاعية، قال الصريمي، زهرة المرجان، هواجس الصريمي، أبجدية الربيع؛ ونشرت له عدة أبحاث في الأدب وعلم الاجتماع في مجلات وصحف عربية ويمنية.
لُحنت العديد من قصائد الصريمي الغنائية من قبل فنانين يمنيين بارزين، مثل محمد مرشد ناجي وأيوب طارش عبسي، وفرق عربية مشهورة مثل فرقة الطريق العراقية وفرقة محمد حسين منذر السورية.
تأثيره على السياسة والثقافة اليمنية
كان للصريمي في بحر السياسة والثقافة اليمنية تأثيرٌ عميق ومتعدّد الأوجه، وله إرث سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، فهو السياسي والشاعر الذي خاض غمار النضال من أجل الحرية والعدالة كما جاء في بيان نعي سكرتارية اشتراكي تعز له، والذي وصفه ب المناضل الصلب.
وأشار البيان إلى أن الصريمي لعب دورًا بارزًا في تعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكان ناقدًا لاذعًا للفساد والاستبداد مدافعًا عن حقوق الإنسان وحرية التعبير.
واضاف بيان الإشتراكي أن الصريمي ترك سبعة دواوين شعرية، منها “أبجدية البحر والثورة” و”تليم الحب”، وله إسهامات في تعزيز الهوية الثقافية اليمنية، وأبحاث مرموقة في مجال الدراسات الاجتماعية والثقافية.
وذكر البيان، أن الصريمي كان صوتًا للشعب اليمني، خاصةً الفئات المهمشة، ورمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة، مؤكدًا أن قصة كفاحه ستبقى تلهم الوطنيين الأحرار بما فيهم الشباب في الأجيال القادمة وستساهم في تعزيز وعيهم السياسي والثقافي.
وفاته والتفاعل حول هذا النبأ
بعد صراع مرير مع المرض الشاعر والسياسي اليمني البارز، الدكتور سلطان الصريمي توفي اليوم في العاصمة اليمنية صنعاء، عن عمر ناهز 76 عامًا من العطاء الوطني والإبداع الشعري.وفي أعقاب إنتشار نبأ وفاة الصريمي توافدت التعليقات والتعازي من شخصيات سياسية وثقافية.
سياسيًا .. قال الحزب الاشتراكي اليمني في بيان نعيه “فقدنا مناضلاً صلبًا خاض غمار النضال من أجل الحرية والعدالة”.
الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى قال “الصريمي ترك بصمات لا تُمحى في المشهد الثقافي والأدبي اليمني والعربي، وكان، حاملاً راية الفكر التقدمي والدفاع عن حقوق الشعب”.واضاف بن دغر “برحيله فقد الوطن أحد عمالقته ورموز الفن والشعر والإبداع في بلادنا والوطن العربي”.
ثقافيًا .. قالت زارة الثقافة بحكومة الشرعية في بيانٍ لها، “لقد كان الصريمي رحمه الله صوت الشعب، ومعبراً عن آمالهم وأحلامهم، وشاعراً ثائراً لم ينفصل عن قضايا وطنه وأمته، ومناضلاً في ميادين الصحافة والأدب والفكر، وعرفناه فارساً للكلمة، يزرع الأمل في قلوب اليمنيين بقصائده، ويحمل همومهم في حروفه ومقالاته”.
واضاف بيان الوزارة، “برحيل الفقيد الصريمي، فقد اليمن أحد رموزه الثقافية والسياسية، وشخصية استثنائية لا تُعوّض، لكن عزاءنا أن إرثه الشعري والفكري سيظل خالداً في ذاكرة الأجيال، وشاهداً على روحٍ لا تُقهر، وشاعر عاش ومات من أجل وطنه وشعبه”.
اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين قال “المشهد الثقافي اليمني فقد برحيل الدكتور الصريمي شاعرًا على قدر كبير من الاختلاف في علاقته بالقصيدة، بما فيها القصيدة الوطنية والغنائية والاجتماعية والعاطفية التي ما أنفك يعبر من خلالها عن ثقافة المجتمع وتطلعاته”.
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بالتعليقات والتعازي من السياسيين والمثقفين والأدباء، والمواطنين.بوفاة الدكتور سلطان الصريمي، فقد اليمن شخصية فريدة من نوعها، جمعت بين الشعر والسياسة، ويسرتها في سبيل الحرية والعدالة، شخصية إرث سيظل شاهداً على روح لا تُقهر، أسأل الله له الرحمة والمغفرة.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news