سلطان الصريمي.. روح الكلمة التي لا تموت

     
حدث نيوز             عدد المشاهدات : 36 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
سلطان الصريمي.. روح الكلمة التي لا تموت

في يوم حزين للثقافة والسياسة اليمنية، توفي اليوم الشاعر والسياسي البارز سلطان الصريمي، الذي ترك إرثًا لا يمحى في قلوب اليمنيين وذاكرتهم، كانت حياته رحلة من الإبداع والتفاني والنضال، حيث جمع بين الشعر والسياسة ليعزز قيم العدالة للمظلومين، رحل مخلفًا بصمة خالدة على جدار تاريخ اليمن الحديث.

سيرته ومسيرته

قبل رحلته بين سطور الشعر والسياسة وُلد الشاعر الدكتور سلطان سعيد حيدر شمسان الصريمي عام 1948 في الحجرية، محافظة تعز. بدأ دراسته في مِعْلَامة قريته، قبل أن يهاجر مع عائلته إلى جيبوتي حيث أكمل تعليمه الابتدائي هناك.

عادت عائلته إلى اليمن، فعمل في البناء ثم في أحد المتاجر بمدينة عدن، وعند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 انضم إلى الحرس الوطني، ثم انتقل إلى العمل المدني ورغم التحديات، انكب على المطالعة الذاتية ليرفع من مستواه الثقافي فحصل على الماجستير في العلوم الاجتماعية في العام 1985 والدكتوراه في فلسفة العلوم الاجتماعية من موسكو في العام 1990.

شغل الصريمي عدة مناصب في القطاع العام، منها مديرًا لفرع الشركة اليمنية للتجارة الخارجية في تعز في النصف الثاني من الستينات، ومديرًا لفرع شركة التبغ والكبريت في إب أواخر السبعينات، ومديرًا عامًا لتسويق الألبان في الحديدة.

وعلى الصعيد السياسي والثقافي والأدبي والإعلامي تقلد الصريمي العديد من المناصب الهامة حيث كان:

في السياسة .. عضو الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وعضو مجلس النواب اليمني من عام 1993 إلى 1997 .

في الثقافة .. رئيس مركز الكناري للاستشارات والخدمات الثقافية، ورئيس تحرير مجلة دروب، ورئيس تحرير مجلة الحكمة الناطقة باسم اتحاد الادباء، رئيس هيئة تحرير صحيفة الثوري لسان حال الحزب الإشتراكي

أدبيًا .. أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من 1990 إلى 1992، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ومستشارًا لوزير الإعلام.

صدر للصريمي سبعة دواوين شعرية أبرزها نشوان وأحزان الشمس، أبجدية البحر والثورة، هموم إيقاعية، قال الصريمي، زهرة المرجان، هواجس الصريمي، أبجدية الربيع؛ ونشرت له عدة أبحاث في الأدب وعلم الاجتماع في مجلات وصحف عربية ويمنية.

لُحنت العديد من قصائد الصريمي الغنائية من قبل فنانين يمنيين بارزين، مثل محمد مرشد ناجي وأيوب طارش عبسي، وفرق عربية مشهورة مثل فرقة الطريق العراقية وفرقة محمد حسين منذر السورية.

تأثيره على السياسة والثقافة اليمنية

كان للصريمي في بحر السياسة والثقافة اليمنية تأثيرٌ عميق ومتعدّد الأوجه، وله إرث سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، فهو السياسي والشاعر الذي خاض غمار النضال من أجل الحرية والعدالة كما جاء في بيان نعي سكرتارية اشتراكي تعز له، والذي وصفه ب المناضل الصلب.

وأشار البيان إلى أن الصريمي لعب دورًا بارزًا في تعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكان ناقدًا لاذعًا للفساد والاستبداد مدافعًا عن حقوق الإنسان وحرية التعبير.

واضاف بيان الإشتراكي أن الصريمي ترك سبعة دواوين شعرية، منها “أبجدية البحر والثورة” و”تليم الحب”، وله إسهامات في تعزيز الهوية الثقافية اليمنية، وأبحاث مرموقة في مجال الدراسات الاجتماعية والثقافية.

وذكر البيان، أن الصريمي كان صوتًا للشعب اليمني، خاصةً الفئات المهمشة، ورمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة، مؤكدًا أن قصة كفاحه ستبقى تلهم الوطنيين الأحرار بما فيهم الشباب في الأجيال القادمة وستساهم في تعزيز وعيهم السياسي والثقافي.

وفاته والتفاعل حول هذا النبأ

بعد صراع مرير مع المرض الشاعر والسياسي اليمني البارز، الدكتور سلطان الصريمي توفي اليوم في العاصمة اليمنية صنعاء، عن عمر ناهز 76 عامًا من العطاء الوطني والإبداع الشعري.وفي أعقاب إنتشار نبأ وفاة الصريمي توافدت التعليقات والتعازي من شخصيات سياسية وثقافية.

سياسيًا .. قال الحزب الاشتراكي اليمني في بيان نعيه “فقدنا مناضلاً صلبًا خاض غمار النضال من أجل الحرية والعدالة”.

الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى قال “الصريمي ترك بصمات لا تُمحى في المشهد الثقافي والأدبي اليمني والعربي، وكان، حاملاً راية الفكر التقدمي والدفاع عن حقوق الشعب”.واضاف بن دغر “برحيله فقد الوطن أحد عمالقته ورموز الفن والشعر والإبداع في بلادنا والوطن العربي”.

ثقافيًا .. قالت زارة الثقافة بحكومة الشرعية في بيانٍ لها، “لقد كان الصريمي رحمه الله صوت الشعب، ومعبراً عن آمالهم وأحلامهم، وشاعراً ثائراً لم ينفصل عن قضايا وطنه وأمته، ومناضلاً في ميادين الصحافة والأدب والفكر، وعرفناه فارساً للكلمة، يزرع الأمل في قلوب اليمنيين بقصائده، ويحمل همومهم في حروفه ومقالاته”.

واضاف بيان الوزارة، “برحيل الفقيد الصريمي، فقد اليمن أحد رموزه الثقافية والسياسية، وشخصية استثنائية لا تُعوّض، لكن عزاءنا أن إرثه الشعري والفكري سيظل خالداً في ذاكرة الأجيال، وشاهداً على روحٍ لا تُقهر، وشاعر عاش ومات من أجل وطنه وشعبه”.

اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين قال “المشهد الثقافي اليمني فقد برحيل الدكتور الصريمي شاعرًا على قدر كبير من الاختلاف في علاقته بالقصيدة، بما فيها القصيدة الوطنية والغنائية والاجتماعية والعاطفية التي ما أنفك يعبر من خلالها عن ثقافة المجتمع وتطلعاته”.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بالتعليقات والتعازي من السياسيين والمثقفين والأدباء، والمواطنين.بوفاة الدكتور سلطان الصريمي، فقد اليمن شخصية فريدة من نوعها، جمعت بين الشعر والسياسة، ويسرتها في سبيل الحرية والعدالة، شخصية إرث سيظل شاهداً على روح لا تُقهر، أسأل الله له الرحمة والمغفرة.

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وزارة الخدمة المدنية تفاجئ الجميع...هؤلاء هم الموظفون الذين سيحصلون على مرتبات ديسمبر 2024

نيوز لاين | 1918 قراءة 

عاجل وردنا الآن.. مقتل قيادي كبير في البيضاء ومصادر تكشف آخر التطورات والكيان يدخل على الخط

الميدان اليمني | 1631 قراءة 

عاجل : صفعة قوية للحوثيين ...الاعلان قبل قليل عن مقتل قيادي كبير "الاسم"

جهينة يمن | 1276 قراءة 

الحكم بإعدام ممرضة هندية والهند تناشد خامنئي وصنعاء ترفض الضغوطات والقضية تتصدر ترند الهند …ماهي التفاصيل

هنا عدن | 1180 قراءة 

ورد الان...فضيحة مدوية بشان صرف الرواتب في صنعاء

جهينة يمن | 1076 قراءة 

سعودي يقدم 8 من بناته هدية لضيوفه ‘‘الأسود الفحول’’(فيديو)

سما عدن | 891 قراءة 

اطلاق اول تحذيرات هامة عقب انتشار فيروس الايدز باكبر محافظة يمنية

نيوز لاين | 865 قراءة 

بـ40 صاروخا و320 طائرة بدون طيار.. الحوثيون يضربون عمق إسرائيل

جهينة يمن | 733 قراءة 

كواليس حرب اليمن 1979...الرئيس علي ناصر بعد 45عامًا يكشف اسم الدولة العظمى المعارضة للوحدة اليمنية "تفاصيل تنشر لأول مرة"

جهينة يمن | 729 قراءة 

زوج اشترى قطعة أرض 1000متر في حي الملقا بالرياض عام 2002 وبنى عليها بيت العمر وسجلها باسم زوجته.. وبعد 20 عاما كانت المفاجأة!

نيوز لاين | 727 قراءة