شهدت العلاقات الدفاعية والعسكرية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية تطورًا ملحوظًا خلال العام الماضي، تجلى في سلسلة من الاجتماعات والزيارات رفيعة المستوى التي ركزت على تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الصناعات العسكرية وتوطين التكنولوجيا الدفاعية.
زيارة رئيس هيئة الأركان السعودي إلى تركيا
وصل رئيس هيئة الأركان السعودي، الفريق الأول الركن فياض الرويلي، إلى العاصمة التركية أنقرة، مساء أمس، في زيارة حظيت باهتمام واسع، حيث استُقبل بحفاوة من قبل نظيره التركي، الفريق الأول متين غوراك. الزيارة تأتي في إطار الاجتماع السادس للجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة، والذي انعقد في مقر هيئة الأركان العامة التركية، بحضور كبار قادة القوات المسلحة من البلدين.
ناقش الاجتماع سبل تطوير التعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية، بما يشمل التدريب والتنسيق المشترك بين القوات المسلحة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات التقنية والعسكرية.
خطوات سبقت الزيارة
تأتي هذه الزيارة في سياق سلسلة من اللقاءات والاجتماعات التي انعقدت بين الجانبين خلال الأشهر الماضية. قبل خمسة أيام فقط، زار أنقرة معالي مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية، الدكتور خالد البياري، حيث التقى برئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، البروفيسور خلوق غورغون. ركزت الزيارة على تطوير الصناعات العسكرية وتعزيز التعاون بين الشركات الدفاعية التركية والسعودية، في إطار سعي المملكة إلى توطين ما يزيد عن 50% من إنفاقها العسكري بحلول عام 2030.
أبرز الملفات المطروحة على الطاولة:
تعزيز التعاون الدفاعي:
توقيع عقود استحواذ على طائرات مسيرة تركية مع توطين صناعتها داخل السعودية بمشاركة الشركات الوطنية.
تطوير الصناعات الدفاعية السعودية من خلال نقل التكنولوجيا والخبرات التركية.
تنفيذ برامج تدريبية وتبادل للخبرات العسكرية.
الصناعات العسكرية والتكنولوجيا:
بحث توطين التقنيات المتقدمة الخاصة بالصناعات الدفاعية.
إقامة مشاريع مشتركة لنقل المعرفة العسكرية وإنتاج الأنظمة الدفاعية داخل المملكة.
التركيز على تطوير قطاع الصناعات الدفاعية كأحد أهم محاور رؤية السعودية 2030.
أبرز اللقاءات والاجتماعات السابقة:
في يوليو 2023، شهدت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض توقيع خطة تنفيذية للتعاون الدفاعي وعقود استحواذ شملت طائرات مسيرة، مع ضمان نقل صناعتها إلى داخل المملكة.
زيارات متكررة لمسؤولين سعوديين إلى تركيا، من بينهم معالي مساعد وزير الدفاع المهندس طلال العتيبي، لبحث مشاريع توطين التقنية والدفاع المشترك.
تدريبات عسكرية مشتركة بين القوات المسلحة السعودية والتركية، حضرها معالي رئيس هيئة الأركان العامة السعودي بجانب الرئيس التركي.
شراكات تتوسع إلى مجالات أخرى
لا تقتصر الشراكة بين السعودية وتركيا على الجانب الدفاعي فقط، بل تتوسع لتشمل قطاعات خدمية واقتصادية، حيث وقعت الدولتان عدة اتفاقيات خلال زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى المملكة. كما أن هناك مبادرات تعليمية مثل استضافة جامعة الطائف لمنسوبي وزارة الدفاع التركية في برنامج لتعلم اللغة العربية.
مستقبل الشراكة الاستراتيجية
تشير وتيرة الاجتماعات المتسارعة إلى التزام الطرفين بتعزيز التعاون الدفاعي والعسكري، ما يضع الأساس لشراكة استراتيجية طويلة الأمد. هذا التوجه يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى توطين الصناعات الدفاعية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوسيع دائرة التعاون مع الحلفاء الدوليين.
الخلاصة
العلاقات الدفاعية السعودية التركية تشهد تطورًا نوعيًا يعكس حرص البلدين على بناء شراكة استراتيجية قوية قائمة على تبادل المصالح وتعزيز القدرات الدفاعية. من المتوقع أن تستمر هذه الشراكة في التوسع، لتشمل مزيدًا من المشاريع المشتركة في الصناعات العسكرية والدفاعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news