كشف منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جوليان هارنيس عن تزامن الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي، أول من أمس الخميس، مع هبوط طائرة مدنية، ما عرضها لخطر الإصابة، وحذر في كلمة عبر "الفيديو كونفرانس" في المؤتمر الصحافي اليومي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أمس الجمعة، من أن أي تعطيل لعمل المطار أو ميناء الحديدة قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية في اليمن في ظل تزايد احتياجات اليمن الإغاثية بشكل ملحوظ.
ولفت هارنيس إلى أن الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء، الخميس، تزامنت مع وجوده في المطار رفقة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الذي كان يستعد لمغادرة صنعاء ضمن وفد أممي، وقال: "وقعت غارتان على بعد 300 متر تقريباً إلى الشمال والجنوب من مكان وجودي أنا والدكتور تيدروس". وأضاف: "الأمر الأكثر إثارة للخوف في الغارتين لم يكن التأثير علينا، بل وقوعهما بينما كانت طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية تقل مئات الركاب على وشك الهبوط"، مشيراً إلى أن الطائرة تمكنت من الهبوط بأمان وأن الركاب تمكنوا من مغادرة الطائرة "رغم تدمير برج المراقبة في المطار، لكن كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير".
وعن أهمية مطار صنعاء وخطورة تعطيل عمله، قال هارنيس إن هذا المطار يغادر عبره الآلاف من غير القادرين على الحصول على رعاية صحية لائقة ومتقدمة في اليمن للذهاب إلى بلدان أخرى مثل الأردن ومصر. وأضاف أن مطار صنعاء يدخل ويغادر منه جميع العاملين في مجال المساعدات الإنسانية الدولية الذين يعملون في شمال اليمن، وشدد على أن المطار يعتبر "موقعاً إنسانياً حيوياً للغاية"، وتعطيل عمله "قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية" في اليمن.
كما وصف هارنيس الضربات الجوية على ميناء الحديدة بأنها "مثيرة للقلق بشكل خاص" خاصة أن الميناء يُعد البوابة الرئيسية لدخول السلع والبضائع المستوردة إلى اليمن، موضحاً أن اليمن يستورد ما يقرب من 80% من إمداداته الغذائية، ومن ثم فإن تعطيل عمل هذا الميناء يعني أن سكان شمال اليمن بالكامل، الذين يشكلون ما بين 65% و70% من السكان، سيكونون في حاجة إنسانية متزايدة.
وكشف هارنيس أن حوالي 18 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ما يمثل نصف عدد السكان تقريباً، مشيراً إلى أن العدد قد يرتفع إلى 19 مليوناً بسبب تدهور الاقتصاد. وقال: "اليمن يحتل المرتبة الثانية عالمياً في نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والثانية في نسبة الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية، والثالثة في نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي"، وحذر المنسق الأممي من أن استمرار التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل قد يؤدي إلى تأثيرات إضافية على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك الموانئ والمطارات والطرق، ما سيزيد من معاناة الشعب اليمني. وختم بدعوته الأطراف كافة إلى "الالتزام بالقانون الإنساني الدولي" لتجنب تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في اليمن.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية بعدة غارات تركزت على برج المراقبة ومدرج المطار وصالة المغادرة، بالإضافة إلى طائرات مدنية داخل المطار، في ظل أنباء عن خروج المطار عن الخدمة نتيجة الأضرار التي لحقت به. واستُهدِفَت أيضاً محطة حزيز لتوليد الطاقة الكهربائية جنوب صنعاء، وهو الاستهداف الثاني لها بعد استهدافها الخميس الماضي. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي ثلاث غارات على محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، استهدفت ميناء الحديدة ومحطة رأس الكثيب لتوليد الطاقة الكهربائية. وهذه هي المرة الرابعة التي يستهدف فيها الطيران الإسرائيلي أهدافاً داخل اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news