بعد غارات على مطار صنعاء.. أنصار الله الحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن عوريون" في إسرائيل  

صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أعلن انصار الله الحوثيون ، الجمعة27ديسمبر2024، شن هجمات جديدة ضد إسرائيل، بعد أن ضربت غارات جوية إسرائيلية مطار صنعاء الدولي الذي يسيطر عليه أنصار الله الجوثيون وأهدافا أخرى في اليمن.

وجاءت الضربات الإسرائيلية، الخميس، في الوقت الذي قال فيه رئيس منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إنه وفريقه كانوا يستعدون للمغادرة من العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد طاقم الأمم المتحدة.

وبعد ساعات من ذلك، قال الحوثيون المدعومون من إيران إنهم أطلقوا صاروخا على مطار بن غوريون خارج تل أبيب وأطلقوا طائرات بدون طيار على المدينة بالإضافة إلى سفينة في بحر العرب.

قال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم الجمعة إنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن "قبل أن يعبر إلى الأراضي الإسرائيلية". وأضاف أن صفارات الإنذار دوت بسبب احتمال سقوط حطام بعد الاعتراض.

وصعد أنصار الله الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد إسرائيل منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني عندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل وجماعة أخرى مدعومة من إيران وهي حزب الله اللبناني.

وقالت جماعة الحوثي في ​​بيان لها الجمعة إن "العدوان الإسرائيلي لن يزيد الشعب اليمني العظيم إلا إصرارا وتصميما على مواصلة نصرة الشعب الفلسطيني".

وقال نائب وزير النقل بحكومة صنعاء يحيى السياني إن الرحلات الجوية من مطار صنعاء استؤنفت عند الساعة العاشرة من صباح الجمعة (0700 بتوقيت جرينتش) رغم الأضرار.

وقال السياني إن "برج المطار تعرض لضربة مباشرة إضافة إلى صالة المغادرة وأجهزة الملاحة في المطار، وأسفر الهجوم حتى الآن عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة نحو 20 آخرين من الموظفين والمطار والركاب".

ولم يستجب الجيش الإسرائيلي على الفور لطلب التعليق على ما إذا كانوا يعرفون في ذلك الوقت أن رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس كان هناك.

وأدت الضربات إلى تدمير الجزء العلوي من برج المراقبة، وتحطم النوافذ الكبيرة في مبنى المطار، وتناثر الزجاج على الأرض.

ويأتي الهجوم الإسرائيلي بعد يوم من إعلان أنصار الله الحوثيين إطلاق صاروخ وطائرتين بدون طيار على إسرائيل.

وتمثل الضربات ضد ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ"أهداف عسكرية" للحوثيين المرة الثانية منذ 19 ديسمبر التي تضرب فيها إسرائيل أهدافا في اليمن بعد إطلاق المتمردين صواريخ تجاه إسرائيل.

وفي تحذيره الأخير للحوثيين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "ستستمر حتى إنجاز المهمة".

وقال في بيان مصور "نحن عازمون على قطع هذا الفرع من الإرهاب عن محور الشر الإيراني".

- اليمنيون يعتمدون على المساعدات -

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تصعيد الأعمال العدائية وقال إن قصف البنية التحتية للنقل يهدد العمليات الإنسانية في اليمن، حيث يعتمد 80 في المائة من السكان على المساعدات.

وكان تيدروس في اليمن بهدف السعي لإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المحتجزين منذ أشهر لدى الحوثيين، ولتقييم الوضع الإنساني.

وقال الجمعة إن أحد أعضاء خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة "الذي أصيب أمس جراء القصف خضع لعملية جراحية ناجحة وهو الآن في حالة مستقرة".

وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس إن الغارات استهدفت أيضا قاعدة الديلمي الجوية المجاورة. كما استهدفت الضربات أيضا محطة كهرباء في الحديدة على الساحل الذي يسيطر عليه المتمردون، بحسب شاهد عيان وقناة المسيرة.

وفي أعقاب الهجمات التي شنها أنصار الله الحوثيون ضد إسرائيل هذا العام، استهدفت إسرائيل مرتين من قبل مدينة الحديدة، وهي نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية إلى البلد الذي مزقته الحرب لسنوات.

وفي 19 ديسمبر/كانون الأول، وبعد أن أطلق المتمردون صاروخا تجاه إسرائيل وألحقوا أضرارا بالغة بمدرسة، ضربت إسرائيل لأول مرة أهدافا في صنعاء.

وقالت وسائل إعلام أنصار الله الحوثيين إن تلك الضربات أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص.

وفي الهجمات الأخيرة، قال الجيش الإسرائيلي إن "طائراته المقاتلة نفذت ضربات استخباراتية" على "أهداف عسكرية" حوثية.

- "الأسلحة الإيرانية" -

وقال بيان إسرائيلي إن الأهداف شملت "البنية التحتية العسكرية" في المطار ومحطات الطاقة في صنعاء والحديدة، بالإضافة إلى منشآت أخرى في موانئ الحديدة والصليف ورأس قنتيب.

وأضاف البيان أن أنصار الله الحوثيين استخدموا الأهداف "لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة ودخول كبار المسؤولين الإيرانيين".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن المتمردون أنهم استهدفوا مطار بن جوريون. وفي ذلك الوقت، قالت إسرائيل أيضاً إنها استهدفت مواقع تستخدم "لنقل الأسلحة الإيرانية".

ودانت وزارة الخارجية الإيرانية الضربات الإسرائيلية الأخيرة ووصفتها بأنها "انتهاك واضح للسلم والأمن الدوليين".

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول، قالت القوات المسلحة الإسرائيلية وخدمات الطوارئ إن قذيفة أطلقت من اليمن أدت إلى إصابة 16 شخصا في تل أبيب.

وأطلق أنصار الله الحوثيون الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل مراراً منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مدعين تضامنهم مع الفلسطينيين.

وأطلقوا بشكل مماثل طائرات بدون طيار وصواريخ ضد السفن التجارية في المياه المحيطة التي تعد حيوية للتجارة العالمية، مما دفع الولايات المتحدة وأحيانا بريطانيا إلى شن ضربات انتقامية ضد أهداف حوثية.

وفي يوليو/تموز، أدى هجوم بطائرة بدون طيار نفذه أنصار الله الحوثيون على تل أبيب إلى مقتل مدني إسرائيلي، مما دفع إسرائيل إلى الرد لأول مرة على الحديدة.

ويسيطر أنصار الله الحوثيون على أجزاء كبيرة من اليمن بعد الاستيلاء على صنعاء والإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليا في سبتمبر/أيلول 2014.

في مارس/آذار 2015، بدأ التحالف الذي تقوده السعودية حملة عسكرية ضد الحوثيين، قال مشروع بيانات اليمن، وهو متتبع مستقل، إنها شملت أكثر من 25 ألف غارة جوية.