كشف تقرير دولي جديد عن استغلال المهاجرين الأفارقة في اليمن من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، التي تستخدمهم كوقود لحربها عبر التجنيد القسري والاستغلال العسكري، إلى جانب تورطها في أنشطة تهريب الأسلحة والبشر.
التقرير الصادر عن منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أشار إلى وجود وثائق استخباراتية سرية تكشف تحويل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بعض المواقع في صنعاء إلى مراكز تدريب واستخبارات تستهدف المهاجرين الأفارقة من جنسيات مختلفة مثل الصومال وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي.
أبرز هذه المواقع هو جامع الشهداء الواقع في منطقة باب اليمن بأمانة العاصمة صنعاء، حيث يتم تجنيد المهاجرين تحت غطاء دورات طائفية مكثفة، قبل إرسالهم إلى جبهات القتال أو إلى منطقة القرن الأفريقي مقابل وعود مالية واستغلالهم في عمليات تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر البحر الأحمر.
ووفق التقرير، فقد أنشأ الحوثيون أربعة مراكز تدريب عسكرية أخرى للأفارقة: في باجل بمحافظة الحديدة، والمسؤول عنها (يوسف المداني)، والجوف (بدر بازرعة)، وصعدة (مطلق المرّاني)، وحجة عبدالله الطاووس:
وتسعى مليشيا الحوثي، وفق ما أورده التقرير، إلى تعزيز قدراتهم العسكرية واللوجستية من خلال تجنيد المهاجرين، ما يعوّض الخسائر البشرية في معاركهم. كما يعزّزون حضورهم الإقليمي بتهديد الممرات المائية، مثل البحر الأحمر، وتعطيل التجارة الدولية.
وتشير الوثائق والمعلومات، التي أوردتها المنصة، إلى أن بعض المجاميع الأفريقية التي تتوافد على جامع الشهداء في صنعاء قامت مؤخّرًا بعصيان وتمرّد ورفض لأوامر المليشيا الحوثية، احتجاجًا على الانتهاكات المتواصلة والمعاملة السيئة التي يتلقونها، وذلك في تطور دراماتيكي في العلاقة بين المليشيا والأفارقة، أسفر عنها تنفيذ المليشيا لمذبحة داخل جامع الشهداء، تكتّمت عليها، ونتج عنها مصرع أحد العناصر من الجنسية الإريترية، وهو مشرف المجموعة، وإصابة آخرين.
وذكر تقرير منصة (P.T.O.C) حادثة موت عشرات المهاجرين الأفارقة وجرح أكثر من 200 آخرين، احتراقًا في الـ7 من مارس عام 2021، بعد أن أطلقت قوات الأمن التابعة للحوثيين قذائف على مركز احتجاز للمهاجرين تابعٍ لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية في صنعاء، لتفريقهم بعد احتجاجهم على المعاملة المهينة وغير القانونية وظروف احتجازهم غير الإنسانية.
يشار إلى أن إيران، وخاصةً منذ انقلاب مليشياتها في اليمن على السلطة الشرعية واجتياح العاصمة صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر عام 2014، وما تلاها من حرب دامية أشعلتها في مارس عام 2015، تسعى إلى الهيمنة والسيطرة على منطقة القرن الأفريقي، وذلك من خلال الحصول على موطئ قدم لها في مدخل البحر الأحمر وإقامة قواعد عسكرية لها في المنطقة ونشر الفكر الشيعي الطائفي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news